اَلْفَصْل اَلسَّابِعِ عَشَر انا مجرمة

34 8 0
                                    


انا مجرمة والمجرم يمكنه فعل اي شيء !

رحل الليل و تنفس الصبح اول انفاسه ، وصارت الشمس تنهش ديجور الليل بلا رأفة او رحمة به ، في تلك الاثناء فتحت البوابة الحديدية لتدخل تلك الشاحنة السوداء الكبيرة ،التى كانت تحمل مئونة الاسبوع الى الساحة ، وبينما كان الحراس يتفقدون الاوراق نظر محمود الى صديقه وتبادلا الاشارة .

ثواني معدودة حتى سمحوا لهم الحراس بالعبور ، وأخيرا لقد ظن انه هذه اللحظة لن تحين ابدا ، عادت الشاحنة الى التقدم مجددا متوغلة وسط الساحة الكبيرة من اتجاه المخزن ، توتر قلق ورعب كان يشعر بهما في تلك اللحظة ولكن ليس وقت الخوف فهو يريد اجوبة على اسئلته ،ولن يتراجع حتى يحصل على ما يريده !

دقائق حتى توقفت المركبة امام باب المخزن ،نزل صديقه اولا وبقي هو ينتظر الاشارة الثانية ، ولم يمضي الكثير حتى سمع صديقه ينادي ب اسمه كي ينزل ويساعده في حمل الصناديق ، كانت تلك اشارة الانطلاق ،عدل قبعته الرياضية ثم فتح الباب ونزل المركبة ادار وجهه الى السيدة البدينة وسألها

_اين اضعها !

ترددت المسئولة في بادئ الامر ولكن لما لا ، اصلا لن تستطيع حملها كلها لوحدها كما ان السجينات سيستغرقن وقتا طويلا فهن يثرثرن اكثر مما يعملن لترفع يدها وتقول

_ضعها هناك !

اومئ محمود برأسه ثم بدا بحمل الصناديق الى الداخل ، عندما وصل الى اول طريقه ، نظر الى صديقه وقال بنبرة اشبه بالهمس

_حان الوقت ، لن استغرق وقتا طويلا !

اومئ لطفي برأسه ثم عاد الى الخارج ،ليكمل عمله اما محمود اقترب من الباب الذي يصل المخزن بباقي المؤسسة ، فتحه بسرعة و دلف الى الرواق بحذر شديد ،ادار رأسه يمينا وشمالا ثم وقف وسط الطرق حائرا وقال

_انها مريضة ولا بد من انها ستكون في المستوصف !

تقدم بضع خطوات اخرى الى الامام من اتجاه المستوصف وهناك سمع اصوات قادمة من الامام ،فعاد ادراجه ، بقي ثواني مختبئا وراء خزانة مطفئة الحرائق وبعدما ابتعدت الخطوات ، عاد للتوغل من جديد وفي نفس الوقت استطلاع المكان ، كان المكان مظلما وباردا بالرغم من ان الشمس مشرقة ،لا عجب في ان شمس الاصيل مكتئبة طوال الوقت فهذا الجو كفيل ب جعلها تغرق في الاحزان الى نهاية الزمان !

كان يتقدم وفجأة لمح لافتة كبيرة مكتوب عليها "المستوصف الصيدلية مخرج "، وأخيرا وجد مبتغاه تبع تلك التعليمات حتى وصل الى وجهته المنشودة ، نظر يمينا وشمالا ثم فتح الباب ودلف الى الداخل بسرعة وصار يتقدم وسط ذلك المستشفى الصغير ، والغريب في الامر ان جميع الاسرة كانت فارغة ، والمكان بارد ايضا ترى ما هذا ، هل هي مقبرة !

قربان على مائدة الزواج المبكر الكاتبة منال بن الدينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن