New Moon || قمر جديد

14_رحلة بالسفينة.

داعبت الرياح وجهها لتتطاير خصلاتها السوداء المتمردة تحت قبعتها الرمادية.

راقبت طيور النورس التي تحوم المركب و المياه التي تلمع كلما داعبتها الشمس الضعيفة.

خف دوار البحر إضافة إلى الحمى قليلا بسبب المياه المنعشة التي تطاير رذاذها إلى وجهها كلما إهتز المركب، لكنها لا تزال تشعر في رغبة عارمة بالتقيؤ.

راقبت المكان الذي إختفت فيه اليابسة منذ مدة تاركة إياهم في عرض البحر ثم نظرت إلى كنزتها الجديدة التي إستبدلتها من بعد المهترئة التي كانت ملطخة ببقع من الدماء.

تذكرت تناثر تلك الدماء الساخنة عليها مع بضع أشلاء لينتفض جسدها و تشعر بالبرد يلفها لتحكم قبضتها على السترة الرجالية حولها أكثر، هي نظيفة الآن، ليست ملطخة بتلك القذارة بعد الآن.

لا زال عقلها لم يستوعب ما حدث، لا تصدق سرعة تغير الأوضاع كأنها لم تكن أبداً.

نظرت إلى بضعة أناس من حولها، بالطبع لم تكن الوحيدة على السطح، كان أغلبهم من العائلات ركض أطفالهم بكل مكان تحت تحذيرات أهلهم بألا يقتربو من الحواف، أما القلة الأخرى كانت من الثنائيات الرومانسة أو مجموعات الأصدقاء، الفرق بينهم أنها كانت الوحيدة التي تقف بدون رفقة.

أخيراً وجدتك، لقد قلقت كثيرا. صدح الصوت الذكوري من جانبها لتستدير له ولم يكن سوى إيفان.

لماذا خرجتي من مقطورتك؟.

شعرت بالدوار، لم أستطع التنفس هناك. أجابت بهدوء، حرفياً لو بقيت هناك دقيقة أخرى كانت ستستفرغ كل أحشائها.

حسنا، لكن لنكن حذرين. أردف يراقب ما حوله، كان يرتدي قميصا واسع أسود مع قلنسوته فوق رأسه وسترته ترتديها آيلا، لحيته نمت بعض الشيئ أما عيناه العسلية غطاها بنظارات شمسية.

أجل لست مرتاحة لوضعنا أيضاً. أجابت.

ناولها أحد أكواب المشروبات التي لم تلاحظ أنها يحملها.

إنه شاي أعشاب سيفيدك.

إنتشلته من أصابعه تتحسس سخونته، لم تشتري شراباً ساخناً منذ... منذ ذهبت إلى المدينة مع سيباستيان، تذكرت ذلك اليوم و كم ظنت أنه شخص رائع و مختلف و الأسوء أنها ظنت أنه حمل بريئ بينما هو ذئب خبيث، كيف إستطاع ذلك، كيف إستطاع الإبتسام بوجهها طوال الوقت بينما يحيك للتضحية بها مع أمثاله.

هيا ليس و كأنني سأسممك. إستفاقت من شرودها على صوته لتنفي.

كلا إنه فقط ساخن. فتحت العبوة لتبدأ بشرب محتواها و الذي كان طعمه قوياً لكنها لم تمانع.