« الفَصْلُ الثَامِنْ »

117 27 31
                                    

« شو - تشان ، هيا أستيقظ سنتأخر ! هيا أيها الصغير لا وقت » كان ذلك الرجل يتحدث بهدوء بينما يضحك و يمازح الصغير من بين يديه و الذي أستيقظ على هذه الضحكات و التي كان قد أفتقد حتى رؤيتها...

قابلت عينيه السماء لتكون كما الظلام الساقط على مياة البحر ، كما الحبر الخارج من الأخطابيط في أعماق المحيطات ، كما خسوف الشمس في يومٍ كان سعيدًا و لربما يكتمل بنفس المنطق السعيد؟ لا أحد يدري سواها على أي حال...

« هيا! هيا! أريد مقابلة والدي بسرعة!! » قالت هي كما لو كانت طفلة مدللة في الرابعة عشر من عمرها فراح يضحك على شكلها المنزعج و همَّ الأثنين لي المشي ، يمينًا و يسارًا و الكثير من التفرعات حتى وصلوا أمام أحد البيوت و التي كانت تشبه القصور الملكية لكنها أصغر بقليل ، يبدو أن تلك الهجره قد أتت من عائلة غنية بعد كل شيء...

« ماريا! لقد أتت سونيا و طفلها! » قال ذلك ذلك الرجل و راح يجري نحو المدعوة ماريا و التي جرت نحوه هي الأخرى لتقول بحراره : « أشتقت لك و أنت لم تغب عن المنزل سوى أسبوع فكيف الحال معكِ يا سونيا ؟! لم تأتي هنا منذ خمس سنوات تقريبا »... نظرت لها سونيا بتحرج و راحت تنظر لأخيها و لأختها و من ثم قالت : « و كيف كنت سأترك بيتي يا أختي؟ تعلمين أنني لم أكن قادرة على ذلك »... تلفظت و من كثرة حرجها راحت تحك و تفرك يديها ببعضهما و راحت بعد ذلك تنظر لطفلها لتتلفظ قائلة : « هيا ، عرف نفسك »... حدث فيهم بهدوء تلوث بالتوتر و الذي بدى على وجهه واضحًا...

« تسوشيما شوجي ، خمس سنوات » قال ذلك و راح يسبح في خياله بهدوء و راح يحدق في السماء غير مبالي بتلك السيدة التي كانت تجلس على ركبتها لتكون في نفس طوله و لتراه وجهًا لوجه : « شو-تشان إذًا! أسمٌ لطيف! مرحبًا بك في سان بطرسبرغ إذًا يا عزيزي الصغير » و راحت تربت على رأسه بهدوء بعدهما نطقت بتلك الكلمات بحنان...

« أنثوني ، سونيا ! هيا ندخل الأن لا بد أن والدي و أخي تيموثي كذلك ديميتري و أيضًا نوڤيكوڤ!!»... و راح أنثوني يضيف قائلًا : « و ماذا عن أولغا و دونيسكا ؟ أنسيا أختهم الصغرى أم ماذا ؟ »... نظر كلٌ من سونيا و ماريا لأنثوني و حدقوا فيه لوهله و من ثم أكملوا الطريق دون أن ينبسوا ببنت حرف...

طرقت أقدامهم عتبة الباب و ها هم يدخلون في بهجةٍ و جمالٍ متألق و راحت سونيا تقفز بين أحضان والدها : « أبي! و ياله من شوقٍ كان قد احتاج قلبي للِقاكْ فهل تعلم كم ألقتني الأيام بين امواجها و كم عانيت في تربية طفلي بمفردي و ها أنت ذا بحضنٍ خفيف تهون علي محنتي و التي طالت من العمر خمس سنوات! »... تبسم الأب قليلًا لكلمات طفلته المدلله و همٌ في مبادلتها العناق و من ثم نظر للصغير من أمامه...

« يالك من حفيد أتشرف لأن أحظى به ، لا اطيق الإنتظار حتى أراك رئيسًا بعد أخوالك في عملي ، سأدربك طيلة فترة مكوثك هنا ، لا بد و أنك قد اعتدت المشهد من اليابان بالفعل » صاح الجد بهدوء و قد كان يضحك بين الفنية و الأخرى بينما الأصغر سنًا لم يفهم شيءً مما قال و اتوقع أنك تمر بنفس حالة عدم الفهم يا عزيزي القارئ... لا بأس ، فكل الخفايا يومًا ما تكشف ، هذه طبيعية هذه الدنيا أو هذه الدنيا التي تكونت في دواخل هذه الرواية بمعنى أصح...

" المَاضِي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن