« الفَصْلُ الثَالِثَ عَشَرْ »

72 20 19
                                    

تَمُر السنوات على الإنسان كما تَمُر الريح على الخيام ؛ و تَمُر الساعات سهوًا لتكون دومًا سباقةً بالقيام و ها هي الثواني تتبعهم حتى وصلت لتلك اللحظات و ذلك المكان الذي يقف فيه بُنِّيُ الشعر و قد كان أحدهم يُدَرِبُهُ ؛ وصل للحادية عشر من عمره في هذا الصباح الزهي و الذي لم يكن زهيًا حقًا سوى في نظرك الراقي يا عزيزي القارئ...

كان يقف برفقة أحد السيدات الحسناوات ؛ قد كانت تدربة على إستخدام السيف و الإمتعاض منه يتلون على وجهها في دوام و قد قابلها حينما ذهب ليوكوهاما و قد كانت يوكوهاما لبلدٌ غريب له ؛ فقد عاش طيلة عمره في كيوتو و سان بطرسبرج و لم يكن يعلم في الأصل عن وجود يوكوهاما... و إن كانت أحد أكثر المُدُنْ مُنْعَزِلَةُ الحكم في اليابان بأسرها...

« فالتستقم في وقفتك يا فتى! القاتل المحترف دائمًا ما يكون ذا أخلاق عالية و رجلٌ محترمٌ أجماعيًا! ؛ و ما نفعك أنت؟ أتظنني سأتساهل معك فقط لأنك حفيد الزعيم؟؟ » قالت تلك الكلمات و عينيها الوردية يقطران بالقسوة و نبرتها قد سَدَلَتْ سِتَار الصرامة على مسرح عقلها فراحت تنهرهُ و تضربه على وجهه بين الحين و الأخر حينما يغضبها... و لم يكن الأصغر سنًا يعيرها أية أهتمام بل أحيانًا يضحك!...

لماذا يضحك؟ و من لن يضحك على حالة المقرفة في هذا الوقت بالذات ؟ و إن كان الإنسان بطبيعته خطاء فهذه المنظمة تريد منه أن يكون كامل الأوصاف و هي ما لا يمكن لأي إنسان أن يفعله و تحديدًا إن كان ذلك الكائن ذا الشعر البُنِّيْ...

« أوزاكي-ني-ساما ؛ أيمكنني أخذ بعض الراحة من فضلك؟ » أنحنى حتى واجه وجهه الأرض و قد تساقطت بعض قطرات الدماء من أنفه لتلوث أرض قاعة التدريب الكبيرة و راحت المدعوة « بأوزاكي » تصرخ مجددًا في وجهه و قد كانت لطمته بظهر يدها قائلة : « أين تحسب نفسك تريد الذهاب ؟ الراحة ؟ هل يجعلك العدو تريح نفسك ثم تعاودون القتال بلطفٍ مثلا؟؟! أنهض ! أنهض و أثبت لي ولائك لهذا المكان! و ليس فقط لأنك حفيده تريد مني تركك تتلكأ!! إنهض!!» و قد أنهت كلماتها بهذه الصيحه ليدخل عليهما شخصٌ أخر ليقول : « المعذرة كويو-سان ، لقد أخبرني الزعيم بأن أتولى أنا مهمة تعليم دازاي-كن فنون السيف و القنص ؛ هلَ علمتيه أنتِ التنكر؟ و بهدوءٍ أكثر من فضلك » و أنهى كلماته بابتسامة هذه المره أمتعض منها حتى النازف بجوار زهرية الشعر...

«موري-دونو ، أحتاج للتأكد من هذا الكلام أولًا ؛ المعذرة» قالت و قد بدأت في أرتداء المعطف الطويل الذي ترتديه فوق الكيمينو الخاص بها بهدوء - و قد زاد إمتعاضها أكثر - و راحت تخرج من الغرفة و هي ترمق صاحب العينين الكرزيتين بنظراتٍ جانبية....

« و الأن دازاي-كن ؛ ألا يدق أسم " موري أوجاي " لك بعض الأجراس ؟ » فتح الأصغر سنًا فمه و من ثم أغلقه مجددًا و لم يقوى على الحديث و إن كان قد نسي شيء فها هو قد عاد ليضرب عقله بما ألقاه في أعماق بحر نفسه المُهْتَاچَةْ... « الطبيب ؟ أنت نفسه... أليس كذلك ؟ » قال بوهنٍ يخالف به ما يُمَرى من خشب على نيران ذكرياته و التي راح قلبه بسببها ينبض كما لو كان قد خرج للتو من سباقٍ للأحصنة و كان هو الحصان البشري في هذا الوقت...

" المَاضِي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن