« الفَصْلٌ العَاشِرْ »

112 24 67
                                    

في اليوم التالي من سكنه في هذا البيت كان قد لاحظ بالفعل تحفظ الجميع من الجميع حتى و لو كانوا عائلة واحدة فهم أبعد من أن يتصور أحدهم أنهم عائلة متحابه حين يتعمق بينهم و يستمع لأحاديثهم... كان كلاً من شوچي و فيودور يجلسان معًا في جحرهما ، ذلك الجحر المسمى بالعلية حيث كما يقال دائمًا... العلية هو مكان الفئران الأسمى فإن فتحته فإحذر لربما يحل عليك لعنةٌ ما...يال الكلام السخيف الذي يتفوهه به العقل البشري أحيانًا فما هو الفأر إلا كائن ضعيف خلقه الرب لسببٍ ما...

« فيودور-كن ، أريد منك أخباري بما حدث طيلة فترة حياتك هنا و ما قبلها من فضلك ، أعلم أنه من الغريب أن يسأل غريبٌ عن هذا لكنه عدلٌ فقط لأنك بالفعل تعلم كل شيء عني و بالتالي أحتاج لأن أعلم كل شيء عنك » وجه نظره نحو فيودور و الذي راح يحكي بهدوء دون حتى أن يعير شوچي انتباه واضح كما يفعل منذ جاء في أمسية يوم الأثنين...

و راح فيودور يسرد له الحكاية كما المفترض أن تكون ، من الألف إلى الياء و يبدو أنها أتخذها كرواية أكثر منها أحداث واقعيه لهم فراح يستمع له بشغف لم يشعر به منذ حوالي سنة سوا بالأمس حين كان في حضن أنثوني و اليوم هو يحادث فيودور : « و لأصدقكَ القول يا عزيزي شوچي ، لم أكن يومًا بالطفل الشغوف فما بدت لي الحياة سوا شيء يجب أن تكافح من أجله حتى من دون الطلب أن تتواجد فيه ، أتجد هذا عادلًا؟ بالتأكيد لا ... على أي حال و في تاريخٍ أحفظه عن ظهر قلب في عام ألف تسعمائة و أربعةٌ و ثمانون و في شهر نوڤمبر تحديدًا اليوم صاحب الرقم الحادي عشر من ذلك الشهر ، كان ذلك اليوم هو أمسيتي الأولى في هذه الحياة حيث فتحت عيني و لأول مره لأجدني بين يديّ والدي الحنون و الذي لم تحبه والدتي يومًا - و قد كانت تزوجته لأنه أحد أفراد الجيش الروسي ـ فهجرته بعد أن أنجبتني بشهرين و أخذت كل أمواله و أصبح كلٌ مني أنا و هو طريحا الأرض و متسولين في الشوارع و الأغلب كان يعتقد أنه أختطفني لأنني لا أشبهه و بالتالي تم القبض عليه و تركي عند والدتي حين قال لهم والدي أنني أبنها و من هذا القبيل...

لم تغير أبنة إيڤانوڤنا من أسمي و تركتني دوستويفسكي كما أنتسبت لوالدي ، لم تكن يومًا شخصًا عطوف سوا أمام الكاميرات ، حيث تعمل كممثلة في أحد الأستوديوهات القريبة و يتم طلبها مؤخرًا كثيرًا على أي حال لم يستمر الوضع كثيرًا و ما كنت قد فوجئت به أنني بالفعل و في لمح البصر كنت قد أصبحت في الثامنة من عمري و نفس الأحداث تتكرر ، على أي حال في تلك الفترة حدث ما قلب هذا البيت رأسًا على عقب...

حيث قد صادف أن يكون عام ألف تسعمائة و أثنين و تسعون هو مركز هذا الحدث.... حيث توفت سيدة هذا المنزل ، كاثرين مارميلادوڤ و التي أصبح أسمها بعد الزواج كاثرين إيڤانوڤنا ، على حال ، قد وافت هذه السيدة المنية و تم إتهام هذا الحدث في الإبنة الوسطى ، أولغا إيڤانوڤنا حيث كانت هي أخر من صادف و رآى المتوفاة... و لكن دونيسكا دافعت عنها بإستماته كما لو كانت متأكده من أن أولغا ليست الفاعلة فتم أتهامها هي الأخرى ، أتسألني لما قد يتوقعون من من أولغا و دونيسكا أن يقتلونها... حسنًا لا بد لي من ذكر السبب و شرح هذه الجزئية على حال ، فهذا تفصيل مهم... حسنًا الآن يا عزيزي شوچي ، لقد شم زوجها بعد أن وافتها المنية بخمس دقائق و قد كان يحملها بين يديه راجيًا الرب لعلها أحدى نوبات الإنهيار خاصتها خاصةً أنها كانت في بعض الأحيان تتشنج و قد أصيبت بمرضٍ كان خبيث فتسلل لدواخلها في صغرها ، كنت قد نسيت أسمه ؛ مفاده أنها حين تشعر بالخوف تموت جزئيًا و يغمى عليها و هذا عرضها للدفن حيه في صغرها....رائحة اللوز ، حيث أنه عندما تشم رائحة اللوز عن شفتي أحدهم يا عزيزي أعلم أنه سم ، و يطلق عليه سيانيد البوتاسيوم و هو لسمٌ قاتل أخذ أرواح الكثيرين و ربما ذلك الطبيب كان سيجربه عليك ليعطيك بعض المناعة ضد السموم...

" المَاضِي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن