اتصل جونغهان صباح اليوم التالي بوالدة جيسُو التي كانت تقطن ببوسان بسبب انشغالها ببعض الأعمال بينما كان والد جيسُو مستقراً في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب انشغاله أيضاً ، أتت والدته مسرعة نحو سيول المدينة التي يعيش بهَا ابنها الوحيد.الساعة الواحدة ظهرا حيث جونغهان و والدة جيسو ينتظران الطبيب الذي يتفحص من هما هنا من اجله ، خرج الطبيب فأسرعوا ناحيته بقلق واضح.
نطقت والدة جيسُو بنبرة مليئة بالتوتر :
" هل بُني بخير سيدي أيمكننا رؤيته ؟ ".ابتسم لهما الطبيب يحاول أن لا يشعرهما بالقلق
" يسرني اخباركما أنه استيقظ و يمكنكما رؤيته حالاً ، و سأطلعكم على حالته بعد نصف ساعة من الآن ، انتظروني من فضلكم ".Pov jeonghan :
اومئنا له متفهمين ، فذهبنا بعدها نتاسبق نحو غرفة جيسُو. لمحنا جيسُو الذي كان مستلقي فوق السرير بتعب واضح لكنه أول ما رآنا ابتسم لوالدته بلطف.
ركضت والدته نحوه مسرعه تحتضنهُ بحذر كي لا تؤلمه ، و بدأت بذرف الدموع بينما كان هو يحاول تهدأتها بأخبارها أنه بخير.
بعدما انتهت والدة جيسو من تفحصه جيداً و كلمته ، اقتربتُ مسرعاً ناحيته لكنني لاحظتُ على مُحياه شيء من الاستغراب.
" أمي من هذا ؟ ".
سأل جيسو والداته وهو ينظر ناحيتي.استغربتُ كثيراً من سؤاله وكذلك والدته حيث بدت عليها ملامح من الحيره.
" ما الذي تقصده يا بُني ؟ ، هذا جونغهان ".رد هو متسائلاً :
" من يكون ؟ ".شعرت بالخوف من ردة فعله ، شعرت بأنني لا استطيع الوقوف بعد الآن هل هو لا يتذكرني؟
رددتُ بنبرة يتملكها الخوف و التوتر
" أنا جونغهان حب.يب..ك ".هو نظر لي بصدمة و عدم تصديق على ما نطقتُ به أمامه،
" لاا مستحيل أنا مُسقيم أنت لست سوى كاذب ".نظرت نحو والدته بخوف و عيون مليئة بالدموع
فهي تعلم بعلاقتنا وكانت من أشد الداعمين لنا
نظرت نحوي بدورها تحاول طمئنتي ، حيث اقتربت ناحيتهُ مجدداً
" لا هو لا يكذب ، أنا اعرفه و أنتَ كنت تحبه جداً ".هو نفى برأسه منكراً ما يقال له
" لا أمي يستحيل أنا لستُ شاذًا ".المؤلم هنا أنه قالها بنبرة صارمة مصحوبة بنظراته المتقززة ناحيتي ، لم اعد قادراً على
كتم الدموع داخل حنجرتي لأنفجر بكاءًا
" هُ.و لا يت.ذك..رني ".أتت والدته مسرعةً ناحيتي تحتضنني
" جونغهان لا تبكي فلابد أن هناك سوء فهم ، ربما لازال تأثير الحادث أو الأدوية لم يزل بعد ".صرخ جيسو بنبرة غاضبة :
" لما تحتضني شخصًا كاذباً؟ ، أنا لا اواعد امثاله ".لم استطيع تحمل الأمر لذا خرجت راكضًا نحو الخارج ، بينما والدة جيسو تصرخ بأسمي لأتوقف.
بحثتُ عن الطبيب بسرعة ، لأجده في الطابق الأول لأسأله بنبرة مبحوحة آثر البكاء :
" يا طبيب لما جيسُو لا يتذكرني ؟ "." حسناً يبدو ما كُنا قلقين بشأنه حدث ، فهو قد فقد جزء من ذكرياته ".
" لكنه تذكر والدته ولم يتذركني أنا ! ".
" هذا لأنه نسِيٌ جزء منها كما اخبرتُك ، ويبدو أنه فقد ذكريات آخر ثلاث سنوات من حياته ".
الصدمات لا تكف عن صفعي واحدة تلو الأخرى ، فالآن الشخص الذي احببتُه من كل قلبي نسى كل ما جمعني به ، و على ما يبدو أنه يمقتني و وصفني بالكاذب.
عُدت ادراجي ناحية غرفته فأخبرتُ والدته عن ما أخبرني به الطبيب كانت حزينة أيضًا و حاولت مواستي طوال اليوم.
الساعة العاشرة مساءًا ، بدت على والدة جيسُو ملامح التعب و الإرهاق لذا توجهت ناحيتها
" يا عمتي فلتذهبي لبيتكِ ، سأبقى رفقته الليلة ".هي نفت برأسها لتمسك بيدي بلطف
" لا سأبقى أنا وأنتَ اذهب لترتاح فقد كان يوماً صعباً "." لا أمي أنتِ اذهبي وسأبقى انتهى الأمر ".
اومئت متفهمة فقامت من مقعدها وودعت جيسُو و قامت باحتضاني و طلبت مني الاعتناء بنفسي و كذلك بجيسُو.
بعد فترة من ذهاب والدته ، لاحظت أنه يحاول أن يتحرك بصعوبة لذا رميت هاتفي الذي كنت اتصفحه سريعا متجهًا ناحيته.
" ما بكَ؟ ، هل أنتَ على ما يُرام ؟ ، هَل تريد شيئاً ؟ ".هو نظر لي ببرود و نطق بنبرة غاضبة :
" أبعد يدك القذرة عني ! ".لاحظت أنني كنت امسك بكتفيه بين يداي لذا ازلتها عنه كما يرغب
" أنتَ مُتعب ، فقط أخبرني إن اردتَ شيئاً "." لا أريد مساعدتكَ ".
تراجعت بخطواتي للخلف ، لم أشعر بهذه المشاعر يومًا حتى الآن ، مشاعر حُزن و انكسار وخيبة آمل ، عُدت إلى مقعدي حيت كُنت أولاً فلا أريد اغضابه أو ازعاجه فهو مريض و مُتعب.
بعد لحظات من مراقبتي له عن بُعد لاحظت أنه اخده النوم ، قُمت من مضجعي لأغطيه بهدوء ، لم يكُن في الغرفة سوى آريكة صغيرة لذا قررت الإستلقاء فوقها محاولاً الهروب من هذا الكابوس.
يتبع..