عَشر.

115 20 44
                                    


أمسكَ بشمعةٍ ليضعها على طاولة أمامها بينما تجلس هي على الكرسي ولم يشعل الشمعة بعد..

"اتبعي تعليماتي، وركزي على الاستماع لصوتي، لا تفقديه أبدًا، حسنًا؟"

أومأت برأسها موافقة ليُشعل الشمعة ثم عاد للخلفِ خطوةً قبل أن يسأل:

"جاهزة؟"

مجددًا أومأت لتسمع نبرته الهادئة:

"انظري إلى الشمعة، وتنفّسي عميقًا، اسمحي للاسترخاء بالوصول إليكِ.."

فعلت كما قال، أخرجَت شهيقًا وزفيرًا لعدة مراتٍ بهدوء قبل أن يأتيها صوته:

"أغمضي عينيكِ.."

فعلَت لتشعُر وكأنّ صوته صارَ أبعد بقليلٍ حينما قال:

"أنتِ الآن في المكان الذي يُشعركِ بالراحة.."

وجدَت ذاتها على ذات الشاطئ والكثير من الأصوات تداهم عقلها، تشعر وكأنّها ستنهار لشدة ما يخالجها من ذكرياتٍ مختلطة..

"هيف! أنتِ الأفضل!"

"أنتِ قمري هيف.."

"الحياة أجمل من أن تُباد في لحظة تهور.."

تسمع العديد والعديد من الكلمات وجميعها تصدرُ بصوتِ شخصٍ واحد؛ جيمين ذاته إلا مِن بعض الكلمات التي كانَت هي صاحبتها..

"كُن شاكرًا لوجودي إذًا."

"جيمين!! افتح عينَيك وحدّثني أرجوك!!"

شعرَت وكأنّ قلبها يتم اعتصاره بواسطة أشواكٍ لا ترأف به ولو لوهلةٍ حتى قبل أن يفيقها ما سمِعَت:

"لا تفقدي تركيزكِ على صوتي هيفرون."

مجددًا سمعَت صوت سوكجين لتستعيد تركيزها مجددًا قبل أن يسأل:

"أين أنتِ؟"

"على الشاطئ."

قالت بينما تنظر هنا وهناك تحاول رؤية أيّ شيء علّ هذه الأصوات تهدأ قليلاً، بينما كلّ ما يراه هو هيئتها مغمضةً عينيها ساكنة ولا يأتيه إلا صوتها..

"انظري أمامكِ، هناكَ العديد من الأصداف البحرية على الرّمال، أيُمكنكِ رؤيتها؟"

قال ليرى إيماءة رأسها ليُكمل:

"في كلّ صَدَفة ستجدين ذكرى ضائعة هيفرون؛ لذا برويّةٍ افتحي واحدة تلوَ الأخرى كي تتفقدي ما يوجد بداخلها."

لَـيـلـةٌ لا قـمَـر لَـهـا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن