| ٢ | زهور حمراء.

10 1 0
                                    

كانت الشمس قد أشرقت عندما استيقظت، أقصد عندما لم يرف لي جفن ولم أنم، إنها عادتي، أن استيقظ الليل أُحدق في سقف الغرفة بلا نوم، فقط ممسكة بخنجري في يدي لأي أمر طارئ.

التقطت ردائي من علّاقة الملابس وتأكدت أن خنجري معي، فتحت باب غرفتي أُطل منها والتفت يمينًا ويسارًا اتأكد أن الجميع نائم، خرجت بهدوء على أطراف أصابعي ربما، وغادرت المنزل.

بلا وجهة محددة، هكذا كنت.

كنت أسير في شوارع وأزقة القرية وقدماي تقودانني إلى اللامكان، كنت أتمنى أن تقودانني للنهاية، حيث يقبع الأمان، أماني.

وصلت إلى مكاني المعتاد، مكان تدريبي مع چيزيل عند النهر، جلست على صخرتي وفي يدي بعض الحصى، رميت الأولى وتمنيت أن يكون ما أُلقيه هو ضيقي وهمّي، والثانية تمنيت لو غادرتني ذاكرتي بعيدًا وبدأت صنع واحدة جديدة مليئة بالسعادة، والثالثة لا أعلم، توقفت عن الرمي عندها ورميت الجميع بتأفف.

نظرت للنهر، إنه يحمل الكثير من ذكرياتي، أنا وچيزيل خاصةً. انزعجت بالأمس لأن چيزيل كانت تعلم بذلك الأمر الصغير كما يقولون، كانت تعلم أنني المُوحّدة ولم تخبرني بأنها تعلم حتى، إنها ربما صديقتي منذ أن بدأت العيش في القرية لهذا انزعجت.

رفعت وجهي للسماء الزرقاء فوقي، إنها رائعة بدرجة زرقتها الفاتحة، تجعلني أرغب بالتحليق والعيش بالأعلى حيث الغيوم القطنية البيضاء أو بين النجوم اللؤلؤية.

لا أعلم ما ستؤول إليه الأمور ربما بعد ساعات أو الغد أو بعد الغد أو حتى العام القادم، وعقلي لا يتوقف عن التدقيق في كل شيء وأي شيء يزعجني ويؤثر سلبًا عليّ، وأنا أكاد أجن.

نهضت أنفض ملابسي بهدوء لأعود للمنزل، وأظن أن الجميع استيقظ بالفعل ويحضرون الحقائب اللازمة للمغادرة وهذه الأشياء.

بدأت بالمشي بين الأشجار الكثيفة والمرتفعة، كانت خلابة بأشعة الشمس المنعكسة على أوراقها شديدة الخضرة، وفي لحظة عمّها الصمت سمعت صوت خشخشة الأوراق خلفي، التفت سريعًا خلفي مخرجة خنجري.

وسحقًا! لم أجلب سيفي!

ما زلت أسمع تلك الخشخشة، وكأن شخصًا يقطع طريقه نحوي، المكان دار من حولي، دار بي يبتلعني، وتخيلت أسوأ توقعاتي، أنه تم العثور عليّ.

«مَن هناك؟» هتفت وأخذت خطواتي تجاه مصدر الصوت. «مَن هناك؟ أظهر نفسك.» زادت الخشخشة وابتلعت ببطئ أُهيئ نفسي لأسوأ التوقعات.

وفكرت، لما الإختباء؟ إذا كان أو كانوا يقطعون الطرق للوصول إليّ فسأقطع أنا أيضًا الطرق للوصول لما أريد، أمانيّ وتحرري.

هدأت، وثبتُ في مكاني آخذ أنفاسي بانتظام، تحركت تجاه الأشجار التي تأتي من خلالها الأصوات وبدأت بقطع طريقي تجاهه، كانت بعض الأغضان الطويلة تعرقل حركتي فكنت أقطعها رغمًا عن الطبيعة.

Lost | ضائعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن