الشرطة في مواجهة رجال القمصان البيض

14 0 0
                                    

بعد ربع ساعة تقريبًا، سمعنا صوت صافرات الشّرطة عند باب المنزل، فلاحظتُ عند ذاك أمرًا جعلني أرتاب كثيرًا، وهو ملامح هؤلاء الرّجال السّتة؛ لقد تغيّرت ملامحهم فجأة إلى التّوتّر والاستغراب!

تساءلت في نفسي عن هوّتهم الحقيقيّة!

كما وأنّ الخوف قد عاد إلى قلبي مجتاحًا كل ذرّة في داخلي، لكنّني مثّلتُ عدم الانتباه والمعرفة كي تسير الأمور على ما يرام.

سمعتُ صوتًا من الخارج يحذّر وينبّه هؤلاء الرّجال قائلًا:

- سلّموا أنفسكم بلا مقاومة! لا تجعلوننا نضطر لاستخدام القوّة.

توقّفوا لثوانٍ وهم يتبادلون النّظر فيما بينهم، ثم رأيت ذلك الرّجلَ، الذي أظنّه قائدهم، يقوم بالإشارة بيده لهم، وعلى إثرها، رأيتُ الرّجال الخمسة يجلسون على أرائك صالة المنزل.

وقال لي الرّجل الأسمر:

- إيّاك أن تتحدّث بشيء. قل لهم بأنّنا أصدقاء والدك. لا تحاول الثرثرة بشيء آخر؛ وإلّا سنهلكُ جميعًا!

بلعتُ ريقي وأنا مرتعب، ثم مضينا إلى الباب. وحاولت الثّبات قدر المستطاع كي لا أثير الرّيبة أمام رجال الشّرطة رغم أنّني تمنّيتُ أن يلاحظوا ذلك من ملامح وجهي المصطنعة.

وقفتُ أمام قائد تلك الفرقة العسكريّة من الشّرطة.

نظروا إليّ جميعهم، ولاحظتُ بجانبهم جارنا، الذي حين رآني قال وهو يُشير بسبّابته ناحيتي:

- هذا هو ابن جاري، لقد دخل عليه رجال غرباء قبل قليل.

ثم وجّه سؤاله لي:

- أين هؤلاء الرّجال؟ هل آذوْك يا بني؟

أجبته بابتسامة مصطنعة على نحو متقن:

- إنّهم أصدقاء والدي، جاءوا للاطمئنان على أخباره.

- لكنّني رأيْتَهم يفتحون الباب بأنفسهم؟ أعتقدُ بأنّهم ...

قاطعته:

- إنّه صديق قديم لأبي، وقد منحه مفتاحًا احتياطًا من قبل. هذا كل ما في الأمر!

طلب قائد الشرطة أنْ يقوم بإجراء احترازي وروتيني، وهو أن يقوم بطلب الكشف عن هويّاتهم. وبعد أن قام رجال القمصان البيض الذين أثاروا انتباه الشرطي بلباسهم؛ لاحظتُ أنّ ملامحه تتغير حين رآهم أمامه في صالة المنزل. وبعد هذا الإجراء، غادر المكان.

أوْصِدْ البابَ جيّدًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن