لطالما انتباتني الغَيرة حين كان والدي يحملها قبلي و نحن نتسابق نحوه في آن واحد، او حين يعانقها لفترة أطول مني.. يضعها بجانبه في كل الصور التي التقطناها.. يشتري لها دمية اكبر و اجمل مما يشتري لي، و حين نلعب معا على دراجتي تحظى بالأفضلية..
كرهتها كثيرا لتفضيل والدي إياها علي و لأنها كانت تنافسني على نيل اهتمامه..أو هذا ما كنت أشعر به.. لم ادرك وقتها بأنه أراد أن يُعوِّضها عن شيءٍ لا يمكن تعويضه، و كانت تتطلع إليه لفراغٍ كبير في نفسها.. و حين تكبر و تستشعر غياب والديها فإن ابنة عمي ستدرك معنى اليُتم الحقيقي، وقتها لن يكفيها عناق و لن يروي ظمأ شوقها لعبةٌ صغيرة، و لن يستطيع والدي حملها كما كان يفعل سابقاً، لكن لتصرفاتِ الكبار معنا أثرٌ كبير تتركُ نفحةً نقيَّة في أنفُسِنا لتُوَلِّدُ عاطفةً جيَّاشة تتطور مع مرور الزمن و تساعد على نضج أرواحنا..
و تبقى ياسمين بجانب والدي في كل صورة تجمعنا.. و تبقى روح عمي تشكر والدي في احلامه..
أنت تقرأ
ما لن يكتمل..
Short Storyربما كانت قصة حب بين اثنين، و ربما حلما عشناه في طفولتنا، و ربما الأمنيات الأخيرة لمن عاش دهرا، في محاولة يائسة للم شتات نفس مكسورة، و لعيش لحظات لم تكتمل فرحتنا بها.. ( مجموعة قصص واقعية تم التعديل على الزمان و المكان لحماية خصوصية الأفراد)