الفصل الثالث ( ذكرى مؤلمه)

47 10 0
                                    

(لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين) ❤❤

****************★
مني : بتخافي ليه بقي يا مفعوصه انتي.
لم اقم بالرد عليها واكتفيت ببسمه بارده
ثم جلست جانبا تاركه لذكرياتي القليله المؤلمه العنان .
***************(العوده للخلف بضعه اشهر او ما يقارب السنه )
كانت جميله متوتره قليلا لان ابيها قد قرر ان تذهب مع اختيها للكتاب لحفظ كتاب الله، كان كل ما يشغل تفكيرها هو ذاك الموقف المحفور داخل ذهنها عندما جائت اليه اول مره ، ولكن عندما دخلت وجدت الشيخ يبتسم لها قائلا لاختها الكبرى : ها يا مني اختك حافظه حاجه ولا نبدا من الاول.
منى : لا يا شيخ ابدا معاها من الاول دي لسه في الحضانه و مش حافظه غير الفاتحه والاخلاص.
الشيخ : تمام يلا اقعدو استنوا دوركم في التسميع.
انصرفت كلا من منى و ندى ولكن الشيخ اجلس جميله بجانبه لكي يعطي لها نصٌ صغير لتحفظه كما قام بكتابته لها ايضا في الدفتر الخاص بها لكي تكتب مثله وتعتاد علي حفظ القران.
____________________
مر اليوم بسلام و استمر الامر يوم تلو الاخر الي ان جاء يوم قد نست فيه جميله ان تكتب ما امرها به الشيخ او في الواقع سهت فقد كانت تلعب طوال اليوم .
الشيخ : يلا يا جميله تعالي عشان تسمعي.
جميله بتوتر وكذب واضح خوفا من ان يكون مصيرها كغيرها وان تنال ضربا شديدا : حاضر يا شيخ ثواني بس بدور علي الكراسه بتاعتي في الشنطه .
فقالت لها فتاه صغيره بجانبها :  ايه مش لاقيه الكراسه.
فقالت جميله بخوف وصوتٍ منخفض او كما ظنت  هي انه لن يصل لشيخها او كبوسها بمعني اصح  : لا الكراسه معايا بس نسيت اكتب الواجب امبارح وخايفه الشيخ يضربني.
الفتاه : يالهوي طب هتعملي ايه لو مروحتيش دلوقت عشان تسمعي هيضربك اصلا لازم تروحي بسرعه.
جميله : خلاص انا لقيت فكره .
الشيخ : يلا يا ماما عشان تسمعي ايه دا كله  بتدوري علي الكراسه.
جميله : جيت اهو يا شيخ .
الشيخ : فين الواجب بتاعك.
جميله بخوف وصوت مهتز  تحدثت مسرعه: والله يا شيخ والله انا عملت الواجب والله والله بس نسيته في البيت حتى اسال ندى لما تيجي.
الشيخ وقد كان يعلم عدم صدق حديثها لانه قد استمع لها بالطبع وهي تخبر صديقتها انها لم تقوم بفعل الواجب من الاساس : وكمان بتحلفي بالله كدب.
ثم وعلي حين غره باغتها بلكمه قويه علي وجنتها الرقيقه ولكن كانت قبضته قويه وكبيره فاخذت جانب وجهها بالكامل، ومن قوه الضربه التف جسدها الصغير للخلف كما ان احدا ما قام بتدوير زجاجه مياه فارغه عده مرات، وعندما توقفت عن الدوران  كان صوت شهقاتها يرتفع ويصحبه ارتفاع صوت الشيخ قائلا : الكراسه مش معاكي امال ايه دي.
قالها مع اخراجه دفتر الواجب الخاص بها من حقيبتها.
ثم قام بدفعها قائلا : روحي اقعدي اكتبي الواجب وبعدين تعالي، ثم وجهه حديثه المهين للفتاه اللتي كانت بجانب جميله : ساعديها يلا خلينا نخلص.
ظلت جميله تبكي وترتجف ولم تكن لديها القدره لمسك القلم .
فقالت لها الفتاه الجالسه بجانبها بخوف عليها : بالله عليكي بطلي عياط عشان ميجيش يضربك تاني وانا هكتب معاكي اهو.
__________________
والان انا اتسائل هل لاحد الحق ان يفعل ذلك بطفل صغير ليس لديه القدره حتي علي الدفاع عن نفسه ، و اتسائل ايضا هل قام بضربها لانها لم تكتب واجبها ام لانها كذبت، اريد ان اعرف من اقنعه ان الضرب والعنف يجعل الانسان لا يكذب من اخبره ان الضرب والعنف يجبر الشخص علي الحفظ، هو فقط اخرج طفله بها عقد نفسيه، لم تتعلم عدم الكذب بل تعلمت كيفيه الكذب باحتراف دون ان يتم كشفها 💔.
____________________
في يوم اخر كانت جميله جالسه ترتجف من الخوف ولكن ليس علي ذاتها بل علي طفل صغير اخر كان الشيخ يقوم بتعنيفه و ضربه علي يديه وقدميه بشده لكن حدث شئ غريب.
ابن الشيخ : حرام عليك يا بابا انت بتعمل فيه كده ليه انت ظالم.
الشيخ : انا مش ظالم وهوريك انا بضربه ليه، عشان تعرف تقول لابوك كده تاني يا قليل الادب.
استمر الشيخ في ضرب الفتى بغل شديد كانه يضرب عدو له لمده تخطت الثلاث ساعات، كان خلالهم يضربه بشده ويحمله ويلقيه علي الارض،
الى ان قال الفتى صارخا ببكاء مرير : خلاص يا شيخ بالله عليك (شهقه بكاء) ايوه انا محفظتش في البيت (شهقه)ايوه محفظتش بس بالله سيبني.
الشيخ وهو ينظر لابنه بتكبر ويقول بانتصار : شوفت مش قولتلك انه كداب، انا ضربته عشان ميكدبش تاني عشان ميتعودش علي الكدب.
نظر ابنه بحزن واسى علي الفتى الصغير الذي كان يُضرب ولم يُعقب بكلام .
كان ما يدور داخل عقل جميله وقتها هو ( يعني هو ضربه دا كل عشان ميكدبش !)
( انا مش عايزه احفظ قران انا عايزه اروح مش عايزه اجي هنا تاني)
( بس بابا هيبعتني تاني اكيد)
كانت تُحدث نفسها بخوف و مشاعر مهشمه من قسوة ما يحدث حولها.
_________________ ( عوده للواقع)
مسحت جميله دموعها ثم نظرت حولها وجدت الجميع مستمر في اللعب و الضحك فذهبت لتكمل لعبها وتنسى هذا الشيخ اللذي لو كان بيدها لكانت اخذت منه هذا اللقب واوقفته عن تحفيظ الاطفال هو وامثاله من عديمي القلب والضمير.
__________________
وبعد مرور ثلاثه اعوام كانت جميله مستمره في حياتها كانت تذهب للمدرسه تحب جميع اصدقائها وجميعهم كانو يحبونها ايضا لروحها النقيه و مرحها الدائم فكانت المدرسه بالنسبه لها بيتها الثاني كانت لا تهاب احد فوالدها مدير المدرسه ولكن ايضا لم تكن مغروره  علي الرغم من صغر سنها الا انها لم تكن من المتنمرين المغرورين بل كانت تدعم من يتعرضون للتنمر  عن طريق لعبها معهم والدفاع عنهم ولكن اذا جاء احد عليها او اخذ منها شئ عنوه فستظهر بشكل مختلف تماماً.
ففي يوم كانت جالسه بين رفيقتيها اسماء ونسمه فوجدت احدى الفتيات في سنها تنظر لها نظره حقد .
ساره : مش عارفه ياربي ايه الاشكال دي.
جميله لاسماء : ولما اقوم ازعلها دلوقت.
ساره وكانت تريد ان تتشاجر  معها : تزعلي مين اصلا ماتعرفيش تعملي حاجه.
جميله وقد امسكتها من يديها الاثنين وكان احد اصابع ساره به اصابه ولكن جميله لم تكن تعرف بالطبع.
واستمر الشجار و التف الفصل جميعه حولهم لفض الشجار الحاد بينهم وعلى حين غره قامت جميله بثني اصابع ساره  فكُسر اصبعها اكثر مما كان واخذت تبكي وتصرخ بشده.
بالطبع جميله لم تخف ابدا من شئ علي الرغم من شعورها ببعض تانيب الضمير ولكن هيهات لها ان تظهر لهم هذا حتي لا تتجرا اي واحده منهن علي فعل هذا مره اخره.
وبعد بضع دقائق جاء حسن للفصل ثم نظر لابنته قائلا بصرامه : ايه اللي انتي عملتيه دا.
جميله : يا بابا...
حسن : مش عايز اسمع غير كلمه اسفه يلا اعتذري لزميلتك وبوسي راسها.
جميله بحنق : حاضر.
وفعلت ما امره بها و الدها  ولكنها لم تُهزم بالطبع لان بعد خروج والدها قالت
جميله : علي فكره بقي يا ساره انا اتاسفتلك بس عشان بابا احتراما ليه لكن انا عمري ما اعتذرلك بارادتي.
ثم اخرجت لها لسانها كانت ساره تستمع لها وهي مُغتاظه بشده.
_______________________
وفي يوم اخر 
جميله : اسماء يا سمسم يا سماسم.
اسماء : هو يوم مش معدي انا عارفه لا يا جميله مش هنط معاكم من سور المدرسه علي جثتي يبنتي احنا كبرنا بقينا في سنه تالته ابتدائي عيب.
جميله باستهزاء : انتي عبيطه هل انتي عبيطه يا حجه احنا لسه مطلعناش من البيضه فوقيي.
اسماء وهي تضع يدها علي اذنها ثم نظرت بجديه مضحكه لجميله قائله : مهما قولتي انا مش هنط من علي السور ابدا.
بعد عشرة دقائق كانت تقف كلا من جميله و اسماء ومعهم اربعه من رفيقاتهمن.
قالت نسمه بحماس : يلا انا جبتكم من السور اللي ورا عشان ننط من البوابه الصغيره دي اسهل.
اسماء بخوف من القادم : طب لو اتقفشنا هنعمل ايه انا خايفه.
جميله : خايفه وانا معاكي يا سمسمايه دا الصحاب في اجازه بصحيح.
قالت اسماء  باستفزاز لجميله : يا بختهم في اجازه عقبالنا .
فضحك الباقي عليها بينما قالت جميله لنسمه : البت دي تلزمكم في حاجه! اصلي بفكر ارميها من السور دا ونخلص.
اسماء : نينينينينيني.
نسمه باستعجال : يلا ياختي انتي وهي عشان نلحق ننط قبل ما نتقفش.
جميله بنبره وطريقه اكبر من سنها :  يلا يا رجاله ورايا .
قام الاربعه بتسلق السور بينما جميله واسماء ظلوا اخر اثنتين .
فقالت جميله لاسماء : بصي انا هنط الاول وانتي تعالي ورايا و متخافيش احنا في ضهرك.
وفور ان صعدت  جميله الي قمه السور حتي وجدت احد المعلمين يقف في الاسفل ويحمل اسماء من ياقتها كما الارنب المبلول وعلي الجهه الاخره في خارج المدرسه  كانت صديقاتها الاربعه يختبئن لكي لا يراهن المعلم من خلال البوابه الحديدية.
جميله : استاذ علاء حبيب قلبي طبعا لو حلفتلك اني طلعت علي السور كده عشان انقذ المدرسه من الانهيار مش هتصدقني صح.
الاستاذ بشر ونفاذ صبر من افعال هذه الفتاه الشقيه : ازاي يعني يا شبر ونص انتي وبعدين هموت واعرف انتي ازاي بتعرفي تطلعي علي السور كده وانتي اوزعه وكل مره بقفشك ومش بتحرمي انا تعبتلك يا شيخه، وانتي ايه انتي كمان دانا كنت بقول عليكي غلبانه.
قال جملته الاخيره وهو ينظر لاسماء اللتي كانت علي وشك الاغماء من الصدمه.
اسماء ببكاء مضحك : والله يا استاذ انا مكنتش عايزه اهرب معاهم بس هي ونسمه و ايمان ونورهان و منار اللي مستخبين ورا السور دا جابوني غصب عني .
علاء : اطلعيلي يا حلوه منك ليها من ورا السور وانتي يا اوزعه انزلي كده زي الشاطره زي ما طلعتي ، و نشوف المدير هيعمل فيكم ايه .
جميله : مبلاش المدير ونحلها ودي و هجبلك شوكولاته لروان بنتك المره الجايه.
علاء وقد ارتفع ضغطه : انتي هتشليني يا بت انتي حد وزك عليا وبعدين روان من دي اللي تاكل شوكولاته وهي لسه مولوده من شهرين.
وبعد ربع ساعه كانت تقف جميله امام والدها مطاطاه الراس بعدما اعطاها هي وزميلاتها محاضره في الاخلاق مدتها عشر دقائق ثم خرجوا جميعا .
حسن : تعالي يا جميله تعالي متوطيش راسك كده، ممكن تفهم.... قطع كلامه عندما ارتمت داخل احضانه وقامت بزغزغته كما تفعل دائما فانفجر في الضحك وحمد ربه ان المكتب فارغ لا يوجد به الا هما لكي لا تضيع هيبته .
فقال لها بعدما قيد حركتها وهو يضحك بشده : بس بس يخرب شيطانك هموت منك، وانا اللي فاكرك متاثره  بعد الكلام اللي قولتهلكم انتي و صحباتك.
جميله : يعني هي اول مره يا ابو مني متكبر دماغك الحلوه دي.
حسن بصدمه : اكبر دماغي! طب تعالي بقي.
ثم قام بزغزغتها وهي تضحك بين يديه بسعاده لا مثيل لها، ولما لا فهو والدها وحبيبها الاول.
___________________
توالت الايام حتي جاء يوم لم يكن الافضل علي الاطلاق لانه كان بدايه لشئ سئ سيحدث ولكن كما اتفقنا ان كل شئ سئ يتبعه شئ جيد   ،  كل ما يحدث لنا في هذه الحياه فهو اختبار من الله ويجب علينا جميعا انا نثق بالله و نرضى بقضائه  لان الخير دائما يكون فيما اختاره الله عز وجل لنا .

*************************★
متنسوش الفوت ( النجمه) يا قمرات ❤

جميلة ( اطياف الماضي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن