في احدى الاماكن العامه
كان يجلس حمزه مع سكرتيرة مدحت المحمدي
يجلس حمزه ملامحه متحفزه ويكسوها الحده وامامه الاخرى تعبث باصابعها في مفرش المنتدى بتوتر واعينها تزوغ في كل مكان تحدث حمزه بعد ان نفذ صبره:متخلصي بقه وتقولي لقيتي ايه... لو مش هتساعديني هتشرفي في السجن زي اللي كانوا بيشتغلول معاكي في مستحضرات التجميل والادويه المسروقه.... ها ياحلوه قولتي ايه
ظلت تحرك راسها دليلا علي الموافقة وقالت بصوت متقطع:هساعدك... هساعدك.. يااستاذ حمزة... انا معرفش غير اللي هو بيقولوا... وان الادويه اللي بتقول عليها دي مش متوافق عليها من وزاره الصحه ولا حاجه هو دفع رشاوي كتير علشان يتوافق عليه وموافقوش برضو لانه لما اتحلل لقوا النسب مش زي ما هما بيقولوا وانه بيضر اكتر ما بيفيد...
قاطعها حمزه سائلا :تعرفي تجيبي ورق بالكلام ده؟
هزت راسها بالنفي:لا بس ممكن اجيبه هو بيحطه الورق المهم في درج في مكتبه انا معايا مفتاحه هحاول وممكن الاقي
وقف حمزه مغادرا كعلامه لانهاء الحديث معها.. وقفت هي الاخرى وفرت هاربه فاهي تنتظر تلك الفرصة منذ ان جاء
.........................................
في منزل جومانا
كانت تدور في الشقه وراء والدتها :ياماما اسمعيني هو هيجي ولو انت موافقه وكله كويس نبقا نجيب حمزه وابن خالتي.. انت منشفه دماغك ليه
قالت ناصره بتنهيده:لا يعني لا لازم يعرف ان وراكي رجاله....والرجاله بيقعدوا مع رجاله مش مع ستات
ردت مستنكره :ايه ياماما الكلام ده... انا محتاجه تقعدي انت وهو مع بعض الاول وفي مره تانيه يبقوا هما موجودين... هو مبيعرفش يتعامل مع ناس كتير مره واحده... فا واحده واحده عليا وعليه هاااا قولتي ايه
ردت ناصره وهي مغلوبه علي امرها فلا تريد احزان ابنتها:ماشي لما نشوف.. هيجي امته الاستاذ ده
نهضت راكضه تقبل وتضم والدتها فرحه:هيجي بكره الساعه سته
وركضت لغرفتها لتخبر شادي بهذه الخبريه الساره
........................................................
في غرفتها
هاتفت شادي بعد دقائق رد علي هاتفه
قال بصوت ناعس اثر نومه:ايوه ياحبيبي.. في حاجه ولا ايه
ابتسمت لرده المفاجئ رغم صوته الناعس:اسفه اني صحيتك... بس كنت بقولك ان ماما موافقه تقابلك بكره الساعه سته
نهضت سريعا وقال بصوت قد صحصح اثر ما سمعه الان:احلفي كده... بجد ولا بتهزري.
قهقهت علي ردت فعله وصوته المتغير مئه وثمانون مره عن اول مكالمتهم:بامانه وافقت... انت كنت فاكر انها مش هتوافق ولا ايه
رد عليها بحنان:ماكنتش متوقع ان هيتقالي الكلمه دي في يومه من الايام ولا هتحط في الموقف ده اصلا "ذهبت الي كل مكان حتى اجد معشوقة الفؤاد؛ ولكنني ادركت ان لقائنا سيكون حين يشاء القدر"
ابتسمت بحب فاهي مثله تماما كانت تبحث عن حبيبها الذي سيعلن قلبها الرايه البيضاء ويعلن الهزيمه وقد اشاء القدر ان يقابله بعضهم الان:هو في حد صاحي من النوم جميل ورومانسي كدهتحدث وشعر بفؤاده يخرج من صدره ويتجه اليها فا صوتها العاشق يعزف اجمل الالحان علي اوتار قلبه الغريق:اعمل ايه ما انت جيتي جننتيني وطلعتي كل الجنان اللي عمره ما طلع ابدا
ظلوا يتحدثوا حتى اغلقت معه لتلبي نداء والدتها بان تسرع لتنضيف المنزل لاستقباله غدا
........................................................
عند بيشوي ويوانا كانوا يفتشوا علي اثاث منزلهم فا تم كتب عقد منزلهم ومتبقي الاثاث ليبدا بيشوي في تجهيز مراسم الزواج
تحدث بيشوي بتعب :انا تعبت اوي.. الحوار طلع مرهق ما تيجي نريح في العربيه شويه ونبقا نكمل لف
ايدت رأيه فا هي ايضا تشعر بالارهاق
ذهبوا للعربه اسند بيشوي راسه علي المقعد الخاص بقه واغمض اعينه وتحدث بتعب:وازاي بس ياشبر ونص تمرمطيني كده وتخليني اتلبس في الجوازه لا وكمان اللف علي عفش
قهقة فا هو يتحمل ما فوق طاقته البدنيه في العمل واعمال المنزل التشطيبيه ولف معها علي اثاث المنزل ليكن ازواقهم واحده في منزلهم امسكت يده بحنان :مش هتلم لسانك طيب.. كله هيخلص وهنقعد في بيتنا نفتكر الايام دي مش عارفه هنضحك بقه ولا هنقول كانت جوازه سوده
فتح اعينه ونظر لها بتعجب:بت هو انت شالوا لسانك وحطوا بداله كرباج؟..... متلمي لسانك انت كمان قال ايام سوده... السوده دي هتبقا الكنبه بتاعت الصاله.... وبعدين انا عاوز دلع اتعاملت مع عمال كتير حاسس اني هفتح اوضتي الاقي اسمنت وسيراميك
رتبط علي كتفيه وهي غارقه في الضحك من معاناته فا هو يعيش ايام لا تتمناها لالد اعدائها :خلاص طيب متزعلش هبقا اعملك فراخ في بيتنا امي علطول بتقول اللي بياكل فراخ مبيزعلش ومبيزهقش
ابعد يده عنها بحده وقال وهو يهبط من السياره والاخرى تقهقه عليه فا تعتمد استفزازه لكي تشاهده وهو مثل الطفل الغاضب:ولاا طب خد طب.... وزه قولتلك ميت مره متسبنيش وانا بتكلم ... وزه
وهبطت هي الاخرى سريعا لتلحقه اغلق السياره بجهاز التحكم عن بعد ان شبكت يديهم في بعض لمحاوله بريئه منها للصلح بلطافه .... وانطلقوا يبحثوا عن اثاث المنزل مره اخرى
.......... ....................................... ..........
في منزل مدحت المحمدي
تحدث مدحت بعصبية في الهاتف:يعني ايه يعني مش عارفين تحددوا مكانه.... هاتوا من تحت الارض اتصرفوا
هبطت ميار (السكرتيره الخاصه به) بتوتر من عصبيته جلست بجانبه بصمت للحظات حتى اغلق الهاتف:في ايه يا ميدو... متعصب ليه
تحدث وملامحه لا تنوي علي اي خير ابدا:في حيوان بيهددني بحاجات معرفش عرفها منين... انت حكيتي لحد عن علاقتنا... لو حصل منك انت عارفه هيحصل ايه
هزت راسها بتوتر ورفضت وهي تقترب منه بدلع لتخرج من عقله هذه الشكوك:عيب عليك ياميدو كده تشك في مرمر حبيبتك... ده انا سرك... تعالي احكيلي اللي حصل فوق
نهض معها مسلوب العقل فا هي لها سحر غريب عليه .... بعد عدت ساعات هبطت علي اطراف اصابعها تبحث عن مفاتيح الخاصه بالادراج فاهو سيشعر بغيابهم بعد وقت طويل لقله استخدامه لهم هذه الفتره..وجدتهم وقبل ان تخبئهم سمعت صوت اقدامه وصوته يهتف باسمها وضعتهم سريعا اسفل الوساده ووقفت بابتسامه موتره تنتظر مجيئه
تحدث مدحت بصوت ناعس:هو انت نزلتي ليه.. في حاجه؟
هزت راسها بالرفض واتجهت ناحيته واخذته مجددا لغرفتهم:لالا ياحبيبي انا بس كنت نازله اشرب... يلا نطلع مش هتروح بيتكوا انهرده
................. ....................... ..................
في صباح اليوم التالي
كان منزل جومانا يعمل بقدم وساق فاتت صديقتها يوانا لتجهيزها وتجهز والدتها الطعام والمشروبات وتهاتف المطاعم لتبتاع اشياء
تحدث جومانا نفاذ صبر:ماما هو انت بتعملي كل ده لمين ده هو شخص واحد
ابتسمت والدتها بتوتر:اه اه... بس علشان ياكل امال هيقول علينا ناس بخيله
شكت في امرها للحظات وكادت ان ترد عليها لكن قاطعتها يوانا :متتحركيش بقى خنقتيني... اثبتي علشان لو الوينج بتاع الايلاينر باظ مهخلي فيكي حته سليمه
صمتت جومانا بخوف من تلك المجنونه
بعد عدت ساعات
شهقت يوانا بانبهار :يلهوووووووي ايه الحلاوه ديييييي
ضربتها ناصره بخضه:في ايه يابقره انت... خضتيني
قهقة جومانا عليهم اقتربت منها والدتها واخذتها بين احضانها بحنان:اتمنى يكون حد امين بيكي ياحبيبتي... ونصيبك يكون احسن مني
شعرت جومانا بانقباض في قلبها من اثر كلمات والدتها حاولت ان تنفض شعورها فا هي متاكده مليون بالمئه ان شادي ليس بالزوج الغير متفهم او من يتركها في منتصف الطريق بمفردها
فاقت من شرودها علي صوت طرقات الباب انتفضوا ثلاثتهم وصرخت يوانا بهم:استنوا محدش يفتح هروح اجيب موبايلي اصوره علشان تحطيها علي اغنيه انت فرحه اخرها طرحه
اخذت ناصره خفها ووجهته ناحية يوانا :متتلمي بقى.. ايه الاشكال اللي مصحباها دي هتموتني مره بسبب جنانها
قهقة جومانا بصمت فا هي تشعر بالتوتر ذهبت للداخل مثل ما امرتها والدتها وذهبت يوانا الي الباب لتلتقط كل شئ
ابتسم شادي لهم ورحب بوالدته جومانا ونظر ليوانا يتعجب من قرب هاتفها منه كاد ان يخترق منخاره:مالك يايوانا هو في حاجه في وشي ولا ايه
هزت راسها وهي تفسر له:بصورك علشان تبقا ذكري ليكوا وبعدين انت اش فهمك انت اتصور وانت ساكت
دلف للداخل وهو فهم لما صديقه الابله حب تلك الفتاه فبينهم عامل مشترك
تحدث ناصره مرحبه به :نورت ياشادي يابني
تحدث بلباقه وادب:بنور حضرتك ياطنط
شرقت ناصره ووظلت تسعل فتحدثت يوانا:طنط ايه يابغل انت... دي صغيره قولها باسمها
ادرك شادي الموقف :انا اسف ماكنتش اعرف جومانا مقالتليش
تحدثت ناصره ببسمه وهي تشير علي يوانا:حصل خير انا ناصره... بلاش طنط انت هتكون زي البقره دي عيالي يعني
ابتسم لها بحنان فا لاحظ انها علمت من جومانا ان عائلته توفاها الله
استفاق علي نداء ناصره لجومانا وخروجها لتجلس معهم
شعر اول ما التقى اعينه بها ان العالم باكمله يختفي من حوله ولايوجد سواها وقف لاستقبالها لياخذ من بين يديها المشروبات وهم يبتسموا لبعضهم وينظروا في اعين بعض بصمت دام للحظات حتى استفاقوا علي يد يوانا الممسكه بالهاتف وتضعه بينهم
انتفضت جومانا ونظرت لها بحده :متتهدي بقه الله
تحدثت ناصره بضحك:البت دي تربيتي في ايه يامحن منك ليها اقعدوا كده واتهدوا احنا موجودين
حمحم شادي وهو ياخذ المشروبات يضعها علي الطاولة وجلس فجلست بجانبه جومانا
جلست ايضا يوانا وظلت تنظر لهم فلا احد يتحدث اهل هم يعانون من مرض ما يجعلهم بهذا الهدوء فقالت :منخش في الموضوع علطول
رمقتها جومانا بحده اخرستها
لملم شادي شتات افكاره وكلماته : انا طيار..وحضرتك اكيد عارفه ان اهلي كلهم متوفين.. فا بيتي لوحدي كبير وكويس ان نعيش في انا وهي.. هي هتيجي وتغير البيت علي زوقها طبعا... ها ياطنط ايه راي حضرتك
كادت ناصره ان تتحدث لولا دق الباب نظرت جومانا لناصره بشر وتتسال باعينها من الطارق
نهضت يوانا لتفتح الباب دلف حمزه ومعه ابن خالة جومانا
توترت ناصره من نظرات ابنتها فابتسمت مرحبه وهي تعرفهم علي بعضهم :ده حمزه زي ابني انا اللي مربياه... وده فريد ابن خالة جومانا ويعتبر المسؤل عننا وكده..... مقدرش اتفق معاك منغير ما يكون في راجل ودول سيد الرجاله كلهم
ابتسموا لبعضهم مرحبين بصمت
قالت ناصره لجومانا ويوانا بامر :قوموا معايا يلا نجهز الاكل عقبال ما هما يتفقوا
نظرت جومانا لحمزه متوسله:ارجوك انا واثقه فيك متخليش الواد الغتت الالماني ده يتكلم هاا
هز حمزه راسه وهو يكتم ضحكاته.... ثم نظرت لشادي وقالت ايضا بصوت خافت: اتكلم مع حمزه بس ... سيبك من الواد ده علشان هيحسسك انه مخترع الذره في بلاد الفرنج... ربنا معاك
شعر شادي بعد كلماتها انه مع خصم في حرب لكن نفضت كلماتها فا هو واثق من نفسه حد الموت قال بصوت ثابت:اهلا بيكوا... كنت بتكلم مع مامت جومانا دلوقتي ان....
ظل يتحدث معهم في امور الزيجه والاتفاقات وهذه الاشياء قال فريد بعجرفه:وانت بقه طيار بس... زي بنت خالتي اللي عايشه في السياحه والسفر والحاجات دي... انا كنت في المانيا ماسك فرع لاكبر شركه ادويه... ملاقوش احسن مني.. بس بنت خالتي بتحب الناس المفرهده شبها ... وملهاش في الطيب نصيب
