الفصل الثاني

64 8 4
                                    

الفصل الثاني
أعتقدتهُ مُحِبًا
ڪ/مــلـڪ وائــل وحـيـد ⊁.

وصلت للأسكندرية وأمام المكان الوحيد الذي لن تتذكره فيه ولن تجد له ذكري تدخل ذلك المبني القديم الى حدًا ما وتقف أمام المصعد..تضغط الزر لينزل لها المصعد وما أن تراه يهبط تجده يصعد مرة اخري..تتأفف وتظل تضغط الزر مرات متتالية حتى يصل المصعد للدور الأرضى تفتحه لتجد شاب في عقده الثالث تقريبا يصيح بغضب:
-" إيه يا آنسة مِش صابرة لحد ما الاسانسير يطلع وينزلك تاني!"

أدركت انه ذلك المُستفز الذى كان كُل ما يهبط المصعد يرفعه مرة آخرى لتصمت وتدخل المصعد متجاهلةً اياه وتضغط على زر الصعود للطابق الثالث .. شعر الرجل بالغضب مِن تجاهلها هذا وقال محاولاً استفزازها:
-"لما حد يكلمك يا شاطرة تردي عليه ولا القطة اكلت لسانك؟!"
صُدمت اريام مما سمعتهُ لتلتفت له وتقول بصوت عالي نسبياً:
-"إنت متخلف؟..إنت مالك ارد ولا ما أردش أنا حرة وبعدين متنساش نفسك أنت مين اصلا عشان ارد عليك!"

كاد ان يرد عليها ولكن وصل المصعد الى الدور الثالث لتخرج اريام ويقف هو خارج المصعد يري أي شقة ستلج بها ..

*****

دخلت الشقة واشعلت الانوار بدأت بتنظيف المنزل لتنشغل عن التفكير بـ مُعذبها..
ليتهِ يعلم كم تحبه..ليته يعلم انها سرقت كل حب الكون وخصصته له..له هو فقط وهو ماذا فعل؟
كان يتعافى بها من علاقة فاشلة ولكنه حينما لم يقدر رجع لها وتركها..تركها تصارع ذكراه الأليمة وترك لها الكثير من الألم والأرق وعدم الثقة بأحد..

بعد ما يُقارب اربع ساعات تقريباً انهت التنظيف لترمي بجسدها علي الاريكة وهي منهكة..أمسكت هاتفها وهي تكالع صورة جمعتهم سوياً وهي مُمسكة بباقة ورد أحمر اللون ومليئة بالشوكولا أحضرها لها حين كانا متشاجرين ولأول مرة يناديها بـ "اريامتي" ..كانت تتلألأ العِبرات بمقلتاها لتحجب عنهما الرؤية مسحت دموعها وقامت لتحضر ماء ولكن وجدت احد يطرق على باب الشقة ..استغربت ونظرت من فتحه الباب على الطارق لتجده ذلك الرجل صاحب المصعد!
فتحت الباب على مضض وهي بملامح منقلبة وتقول بأشمئزاز:
-"خيير عايز اي جاي تشوف لساني اللي اكلته القطة ولا حاجه؟"

ابتسم وقال بمشاكسة:
-"ايه دا انتي بتعيطي عشان قولتلك القطه كلت لسانك بطلي عياط مكنتش اقصد معرفش انك حساسة كدا"

ارتبكت مِن كلِماتهُ وانفعلت اريام وقالت بصراخ:
-"انت اتجننت اكيد لأ انت بجد مش طبيعي"

دخلت وكادت ان تغلق باب الشقة فى وجهه ولكن باغتها وامسك بالباب وقال بجدية:
-"خلاص خلاص ايه مش بتهزري؟..اصلاً كنت جاي اعتذرلك عشان كنت قليل الذوق معاكي أنا آسف"

فتحت الباب مجددًا وقالت وهي تنظر له بضيق:
-"طب يا سيدي شكراً اتفضل بقي!"

تنحنح بإحراج وقال:
-"احم، عموماً انا «زين» وساكن فالشقة اللي جمبك وكنت حاي اتأسفلك عشان حسيت اني زودتها اوي ..عن اذنك"

أعتقدتهُ مُحِبًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن