الفصل التاسع

28 3 0
                                    

الفصل التاسع
أعتقدتهُ مُحِبًا
ڪ/مــلـڪ وائــل وحـيـد ⊁.

كانت شاردة وهي تطالع الرقم المجهول فلاحظت مي صديقتها شرودها فانتشلت الهاتف من يديها تري ما بداخله، رفعت حاجبها بإستغراب وقالت بخبث:
-"أرتبطتي من ورانا ولا اي يا توتو؟"

افاقت أريام من شرودها لتردف بنفي:
-"ارتباط ايه بطلناها شغلانه، مش عارفة مين دا اصلا، فكك تعالي نقعد في البلكونة"
قامت أريام من مكانها بعدما اخذت هاتفها من مي وولجت إلى الشرفة، اتخذت المقعد مجلسًا لها ومي تتبعها وتجلس أمامها.. دقائق من الصمت، أريام شاردة ومي يتملكها الملل..وما إن لمحت مي زين جالس في شرفته المجاورة لشرفتهم حتىٰ هتفت بصوت عالِ:
-"أريام!!..مين الواد المُز دا؟"

انتفضت أريام من مكانها فزعًا بسبب صوت مي العالي لتلتف وتجده زين الذي سمعهم بالفعل، شعرت أريام بالضيق والأحراج على عكس مي التي لم تهتم.
نظرت لها أريام بحدة وأردفت:
-"وطي صوتك دا سمعنا"

-"ما هو قمور بصراحة أعمل ايه يعني!" نبست مي بلامبالاة لتتنهد أريام وتعود لمستنقع تفكيرها مرةً أخرى، ولكن ما إن لاحظ زين نظرات مي المتفحصة حتى خرج من الشرفة بضيق..

دخلت مي إحدى الغرف لتنام بعد أرهاق السفر وتشعر أريام أخيرًا بالراحة لتجد زين ولج للشرفة مرة أخرى وهو يقول ممازحًا:
-"مشيت المتحمرشة اللي كانت هنا؟"

ضحكت أريام على كلامه وقالت:
-"ايوا دخلت تنام"

صمتت لوهلة ثم قالت بدون تفكير:
-"زين ممكن طلب؟"

تهلهلت أساريره وأومئ بإيجاب وهو ينبس:
-" أكيد عنيا ليكي"

شعرت أريام بالأحراج ولعنت نفسها على تسرعها، ولكنها جمعت شتاتها وقالت:
-"عايزة اعرف مكان بقالة قريبة من هنا او سوبر ماركت اجيب طلبات عشان أكل المطاعم دا تعبني"

أوميء زين ونبس بفرحةً عارمة:
-"أكيد، هلبس وهستناكي ننزل بـعربيتي وهجيب انا كمان طلبات البيت لأمي"

لم ينتظر إجاباتها ليخرج من شرفته مُسرعًا لغرفته يغير ملابسه ويكاد يطير من فرط فرحته!..

*****

أما عِند تميم..

كان مسترخي على مقعدهُ وعيادتهُ فارغة ليخرج هاتفه ويجد أنها قبلت طلب صداقتهُ، أعتلت شفتيه إبتسامة فرحة وبدأ بالتجول في ملفها الشخصي، وجد منشور نشرته صباحًا كان محتواه:

"قلوبنا مليئة برسائل لم تُرسل"
تعجب من محتوى المنشور وظن أنها تقصد خطيبها السابق ليشعر بالضيق يحتله بلا مبرر، لم يهتم وأرسل لها رسالة في محتواها:"مساء الخير، كتكوتي الأسترونج وومن عاملة إيه انهاردة"

كانت غير نشطة فلم يحلم أن تجيبه الأن، بدأ في تصفح ملفها الشخصي وتأمل صورها يدقق في ملامحها الجذابة والرقيقة، مقلتيها البنية وخصلاتها السوداء، لم تكن أسطورة في الجمال ولا فائقة شقراء ولكن ملامحها مُحببة لقلبه، وما يميزها عدم التصنع، هي مختلفة وهو يعشق الأختلاف!

أعتقدتهُ مُحِبًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن