الفصل الثامن

39 4 0
                                    

الفصل الثامن
أعتقدتهُ مُحِبًا
ڪ/مــلـڪ وائــل وحـيـد ⊁.

كان جالسًا بداخل سيارته ولفافة التبغ تحترق بين أصابعه وهو شارد، يفكر بها، وصديقه يجلس بجانبه يطالعه بحيرة، يمتص لفافة التبغ بهدوء ويخرج دخانها بهدوء غريب لينبس صديقه بحيرة:
-"انت لغبطت ميتين اهلي معاك، دلوقتي انت عاوز سارة ولا اريام ولا ايه؟"

-"الأتنين" نبس معاذ بهدوء وهو شارد ليجيبه صديقه بسخرية:
-"انت فاكر نفسك في حريم السلطان ولا ايه"
لم يرد عليه، أدار مفاتيح سيارته ليوصل صديقه ثم يذهب هو لمنزله..

*****
بينما هي في شقتها بعدما تم تصليح السباكة مجددًا وانقاذها من الغرق، كالعادة جالسة في شرفتها وبين يديها تحتضن كوب قهوة تركية أدمنتها، كانت شاردة في احداث أمس، معاذ الذي يبحث عنها واعترافه الصريح انها ليست لغيره، وزين الذي كذب لأجلها وكان يشعرها بالأمان وكأنه اخاها الكبير ذلك الأمان الذي لم تجده من اخاها الشقيق، وأخيرًا تميم ومدافعته عنها وقوله أنه -خطيبها- تنهدت بعمق وقطع شرودها صوت رنين هاتفها يعلن عن اتصال مِن «ميّ» صديقتها!

تمالكتها الحيرة من الاتصال والسؤال المفاجئ وما إن أجابت علي الهاتف حتي سمعت صوت مي يجيبها بسرعة وكأنها كنت تنتظرها أن تجيب على احر من الجمر:
-"رورا ازيك يا حيوانة كدا متسأليش!"

تنهدت بضيق بسبب سبها ولكنها لم تهتم او اصتنعت عدم الإهتمام لتجيب عليها بمضض:
-"معلش انتي عارفة أنا في إيه!"

سمعتها تجيب:
-"خلاص يا ستي انا عازمة نفسي عندك في إسكندرية هصيف عندك وأهو افرفشك يا ستي"

ضيقت أريام عينيها يتفكير تحاول تحليل كلمات صديقتها وهي تنبس:
-"انتي عرفتي ازاي اني في اسكندرية؟ وبعدين هتصيفي في شهر اكتوبر!!"

بدى على مي الارتباك ولكنها اجابت بتسرع وتلعثم في النطق:
-"روحتلك ابوكي قال انك في إسكندرية وبعدين عادي فيها ايه يعني اكتوبر اكتوبر يا رخمة انا اصلا مجهزة شنطتي وجاية!"

لم تنتظر حتي تجيب أريام لتجد المكالمة قد انتهت!..تنهدت بحنق من تصرفات صديقتها المثيرة للغضب ولكن هي تبقي صديقتها!.

*****

في الشقة التي بجانبها..

كالعادة جالس زين في شرفته وكأس الشاي -بالنعناع- يدفئ يديه و صوت عمرو حسن الحزين يصدح من هاتفه وهو شاردًا في تفاصيل القصيدة غارقًا في ذكرياته وكأن الشاعر يقصده هو ..

~ولو كل اللي عارفينك~
~قالولك اني مانفعكيش~
~ولو كل اللي عارفني قالولي بكرا تنسيني~
~وحشتيني!~

وبينما كان يغوص في بحور ذكرياته حتي سمع صوت أنثوي يقاطع شروده فا ما هي الا حنان شقيقته وهي تهتف بتساؤل:
-"هي أريام مش بترد ليه؟"

أعتقدتهُ مُحِبًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن