رباط العقل ٢...

487 13 0
                                    

قلةٌ من يفهم أن جنون الربيع إنما هو وليد حزن الخريف.🥀🥀

■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■

كان المطر يهطل بغزارة على العاصمة الايطالية روما، داخل الملهى الليلي ،كان دانييل يجلس على طاولة النادل رفقة دييغو يحتسيان ثالث كأس لهما ، كانا صامتين ،وحدها أصوات الكؤوس حاضرة ، أغاني صاخبة و أنوار متغيرة بين الأحمر و الأزرق :

"خسرنا داني، قام سانتوس بلعبها جيدا"

"الشيء الوحيد الذي لن اندم على خسارته هو صداقتنا إن كررت مناداتي بذلك الإسم دييغو" أردف دانييل ببرود

" لن تغامر بصداقتنا أعلم" بإبتسامة سطحية أردف دييغو معانقا صديقه من الجانب

كان ضوء هاتف دانييل ينير للمرة العشرون منذ جلوسه في الملهى ، بملل من دييغو :

"أجب على الهاتف اللعين ،لقد وترني"

"إنه جدي ، لا تهتم له ، يكون قد علم بالأخبار و يريد ان ينكد علي، ضف لذلك مخالفتي لأوامره بعدم القدوم للقاء السيد مارتيني "

" لم تخبرني عن مجال عمل السيد مارتيني دانييل"

"إنه إمبراطور العطور في إيطاليا و فرنسا، هو مؤسس شركة " royaume des femmes " "مملكة النساء" المشهورة لعطور النساء"

"اووه ، هذا يفسر سر رائحته المميزة" قالها دييغو ممازحا دانييل ، ليقلب الآخر عينيه بملل محتسيا شرابه دفعة واحدة

"إذن هو فرنسي الأصل؟"

"لا أصله إيطالي ، لكن زوجته فرنسية ، هاجر في الماضي لباريس و أسس حياته هناك"

"هالته الفرنسية واضحة لقد سمعته يتحدث بالفرنسية عدة مرات ، في الهاتف ، أو مع حفيدته لما كانت في المستشفى"

حل الصمت بعد ذكر حفيدته ليردف دييغو مكملا حديثه:
"على ذكر حفيدته ، كيف جرى لقائك معها ، ماذا تحدثتما؟"

"لم نلتقي قط" قالها دانييل بجدية

"ماذا؟ إنتظر إنتظر... أعد ما قلت من فضلك لأني لم أستوعب بعد"

"لم ارها إلى اليوم"

"إعتقدت أنكما تحدثتما و توصلتما لقرار فيما يخص قضيتكما ، لماذا لم تذهب إليها خصوصا في ظرفها الراهن ، إن حالتها صعبة ، مازالت تعاني من إصاباتها ، يجدر بك الإطمئنان عليها دانييل هذا أقل ما يمكنك فعله"

وضع دانييل رأسه فوق الطاولة متجاهلا صديقه ، تاركا إياها ليردف :"سأغادر ، أراك غدا "

"لم أرى أبرد منك يا صاح ، لا أعلم لما مازلت صديقك أو كيف تحملتك ل 20 سنة "

•••••••••••••••••••••••••••••••••••

كان يقود دراجته بسرعة فائقة كأنه في سباق مع الزمن ، كان شاردا ، غير واع للعالم حوله ، كان يقود بتهور حيث تزداد سرعته مع تبادر سانتوس مورينو إلى ذهنه لكن فجأة فتح أعينه العسلية بدهشة حيث بدأت سرعته في التباطئ تدريجيا الى أن توقف على حافة الطريق الرئيسية ، طريق الحادث ، مكان الحادث ، حتى عمود الإشارة الذي إصطدم به كان محنيا بإعوجاج لم يُصَلح بعد، بقى شاردا لدقائق ، حيث مر شريط الحادث عليه ، راميا بنظره حول المكان ليتذكرها.. كيف كان يمشي حاملا إياها بين ذراعية مبتعدا عن سيارتها ، كيف إستطاع إخراجها ، كيف حاول إنعاشها ، كل هذا تبادر إلى ذهنه فجأة. ركب دراجته مجددا لينطلق بسرعة فائقة نحو المجهول.

Falling ..وتينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن