"أن العيش من دون إدراك معنى العالم هو أشبة بالتجول في مكتبة عظيمة من دون لمس الكتب"
مانلي بالمر هول
***
صقلية- إيطاليا
6 مساءاًعلى تله شاهقة تتوسط شبه جزيرة منعزله مرتبطة باليابسة بجسر من الحجارة البيضاء.. منزل "آل باتشينو" بعماده.. مطابق لهيكل بُني قبل الميلاد..
مبني على التراث البابلي.. أعمده بيضاء، زخارف تاريخيه وما يجذبك عند المدخل ويجعلك تشهق بجزع هو تمثالين لأبي الهول يحرسان المدخل.. لا بوابة أو حتى سياج... مشيد وسط الأرض الصخرية المخضوضرة والتي ترسبت عليها أملاح بحرية أثر المد والجزر..
كان صوت موسيقى "الراعي الوحيد" للعازف الروماني "جورج زمفير" يمتزج مع صوت الأمواج المتلاطمة بشاعرية تعكس الموسيقى الخافته من القصر.. حيث فتى بشعر أشقر موشوم البدن وعيون لامعة مع غروب الشمس سارقة منها لون أنعكاسها الرمادي الباهت كان جالس على صخرة من الجهة المقابلة للقصر.. أطفئ هاتفه وركز مع موسيقى القصر المتذبذبة من بين جدرانة السميكة..
داخلاً كان عبارة عن متاهة، إذا دخلتها وأنت لست من قاطني القصر لتهت لا محالة.. أروقة مضلمه، بارده ومتصلة بقاعات كالواحات.. لوحات على طول الجدران بتفاصيل أسره يمنعك من التمعن بها ظلمة المكان الذي ينار كل دقائق بالمنارة من النوافذ التي تمتد على طول الجدران لأن مالكة أراد أن تكون شمس الغروب في ظهرة..
وسط غرفة تشهد بذخ صاحبها في الطابق الثاني، تفاصيلها ملكيه بين اللون الذهبي والأحمر القان. كان يقف عند طاولة من العاج المصقول مرتدياً روب حمام فرزاتشي حاملاً كوب الخمر المعتق ويرمقة بنظرة عدم أشتهاء.. الموسيقى البابلية القديمه كانت تلعب في الخلفيه مطفية على مظهرة تناقض يحكي قصة طويلة فيها طلاسم كثيرة تترجم ذوقة وعيونة الخاوية..
حمل نظاراته لعينيهِ مفلتاً كأسه بعجل حاملاً عكازه بعد أن رأى صندوق أمام نافذت غرفته.. حمله وجاء به إلى حيث كان يقف عند الطاولة.. حمل المشرط وقطع العلبة سريعاً..
عيونهُ أبتَسمتْ!.
حمل الجمجمة وهو يغير رمقاته لأخرى غاضبه.. شد عليها بقوة.. أراد تحطيمها لكنه تراجع.. حمل كأس خمره وسكبه في الجمجه وأخذ رشفات منها..
الأن حتى بدأ يشرب بأشتهاء وتلذذ.. لم يتوقف حتى أنهى أخر قطرة وسريعاً حمل عكازه التي أسندها قربة وسار خارجاً من الغرفة.. تنهيدات يتبعها تنهيدات وهو يطل بطولة الفارع من رواق لأخر حتى وصل الى البهو..
أنت تقرأ
زاهاك - ZAHAK
Action"فقط أشيري بأصبعكِ يا سيدتي وسأحرق كل إيطاليا لأجلكِ." «مهما أشتدت وطأةُ الأمر ما دام قلبُك يريده بشده فلن تمانع القيام بأي شيء في سبيلة ولأجلة فقط. الأمر يجري في دمنا، ان أردنا شيئًا فنحن سنحصل عليه حتى لو كان محض نزوه او رغبة عابرة لا تتجاوز اللحظ...