تراقب من على شرفة الغرفة المطلة على ساحة المنزل الخارجيه بسيجارة بين أصابعها الدامية، أضاءة مصابيح السيارات تعكس ضلال الرجال المنتشرين وهناك رجلاً لمحتة بينهم يعطيهم التوجيهات بنظرة جادة.. بني الشعر عريض المنكبين، جاد التأثير، لا يحمل وقت للعبث.. هذا ما يظنونة.أشار لمجموعة رجال أن يحيطوا الأسوار وأخرين أن يتموضعوا عند أبراج المراقبة مع أسلحتهم القانصة وأجهزت الكشف والرقابة تم تفعيلها مع أنذارات الأمان.. والحركة بعد سنوات طوال عادت إلى القصر الشمالي المهمل مُذ موت أصحابة وأعتزال مالكة. أنهى ألقاء أوامره ورفع رأسة مبتسم بجانبيه يخبرها أن يعلم أنها كانت تراقبة، تحدق بطولة، تحركاته، ملامحه.. أطلق تنهيده لم ترها من بعدها وأومأ برأسه جاعلها تبادلة الأيماءة. كانت أشارة لكونه أنهى عملة على أتم وجه ويأذن بالأنصراف وهي قد وافقت بصمت.
"لما أزلت كل صور والداي على طول الطريق إلى غرفتي..!" نطقت بنبرة خافتة وكأنها متيقنة بأنها لو همست بتحريك شفاهها فقط فهو سوف يلتقطها ولو كان مغمض العينين..
"لم أُرد أن ألمح الحزن في عينيكِ."
الحزن!! أي حزن وهي مغمورة بالدم؟ أي شعورٍ هذا الذي قد يؤاتيها وهي شيطانة بعين كل من يراها لا رحمة ولا شفقة لديها، فأي عاطفة هذه التي أسمها حزن قد تحملها؟ ألا يزال قلبها قادر على أحتواء مشاعر؟ -أأنا قادرة؟!- خاطبت نفسها.
أهي قادرة؟ ألها حق بالحزن؟
دلكت بين عينيها ولم تقل شيء جاعلة من الصمت شريكهم، صمت لم يكن محرج بل هم أعتادوه فلا حاجه لوجود حروف بينهم ليكونا معاً.. أستشعر أنفها رائحة النبتات المهدئة، أستدارت تنظر الى غرفتها المظلمة ولكن ذلك لم يخفي ملامح أركانها المنحوتة ولا أثاثها الأبيض مضائة جزئياً بضوء منبثق من باب مفتوح ألا وهو الحمام.. لقد حضرة كعادته مازجاً مياهه بأعشاب عطرية مهدءة ومسكنات للجراح أحتياطاً لو كان لديها خدش صغير.
"من لدية ظل مثلك لا يؤذى ولا يخشى شيء سِلڤا."
لا يؤذية تراب الماضي المتناثر ولا يخشى دخولة لعينية لأنه سيحيطة بروحه لو لم يسعه جسده.
سارت متجاوزته وفقط لحظتها نفسه توقف، كأنها غزته وغادرت.. خالعة العقد الألماسي والأقراط واضعتهم على طاولة إلى جدار أخذه طريقها لباب الحمام في الجانب الأخر من الغرفة وأحدى فردات حذائها أفلتتها في منتصف الطريق والأخرى أتكأت إلى باب الحمام راميتها جانبه..
أخذت نفساً هادءاً مطول وبلا تفكير أكثر دخلت الحوض بثيابها، بدمها، بثقلها وجراحها، بأفكارها وأشباحها، بسمها وترياقها، ببسمت الراحه ولسعة الألم.. هناك أراحت جسدها جاعله الماء يرتفع كلما غطست أعمق وظلها خلفها يتكأ إلى الباب يراقبها بهدوء..
هو لا يكسر مساحتها الشخصية فلا شخص بينهم ولكنه يعلم ما سيحدث تالياً ويريد أن يكون جانبها..
واقف حيث هو يراقبها حتى مرت خمسين دقيقة لا أقل أو أكثر.. عيونه تراقب جسدها الغارق تحت المياة مدنسة بأعشابة بدأ ينزلق بهدوء ولم يوقفه إلا يديه..
مغمضة عينيها داخله في أحدى غيبوباتها الثقيلة التي أعتادها، لا تشعر بشيء ولا تأبه لشيء، من مثلها لا يحظى بيوم بعد ما مر به ويكون دائما متيقظ للقادم لعدم شعورة بالأمان ولكن هي الأن بين يديه تغط في نوم عميق والماء قد أصبح أبرد..
حملها بين ذراعيه وقد أبتل أغلبه بالماء وبقايا الدم العالقة ولكن أيهتم؟ لا هذا لا شيء.
سار بها الى سريرها وسط الغرفة وأنزلها بهدوء على ملائاته البيضاء.. رغم ظلمة الغرفة إلا أنه غاضٍ لبصرة مغمض عينيه جزئياً لا ينظر لها.. ولم يكن شيء أكثر من كونه أحترام.
عاد بعد لحظات مع فتاة وخادمتين خلفها سوداء الشعر، خضراء العينين شديدة الحسن والرقة وهو بهدوء أخبرها:- أنسه لور من فظلك غيري ثيابها وأنا سأنتظر جانباً..
أمالت الفتاة بهدوء موافقة وهو أنسحب جانباً معطيها ظهرة، لم تناقش أمر بقائة ولم تتدخل بشيء فقط فعلت ما طلب منها، أخذت الثياب التي كان يضعها جانباً وقد كان فستان أسود حريري قصير، أبتسمت بهدوء وبدأت تخلع ما عليها ملبستها الثوب الأخر وأيڤ بين يديها كدمية تحركها كما تشاء مع الخادمتين..
قبل أن يبتعدن عنها سار بينهن حامل أيڤ بين يديه تحت أنظارهن المستغرب ولكن لور أشارت لهن بالأنصراف وهي وقفت جانباً تراقبه يحملها من جانب السرير المبلل ويضعها في الجانب الأخر بهدوء شديد كأنها غصن زهره رقيق يخاف كسره ولكنها ليست..!
أمالت رأسها مغادرة بهدوء الغرفة فهي لا تريد أن تكون كالأثاث في الغرفة.. جلست عند الباب ورأسها بين ساقيها شاردة في الأرضية بخمول وعقلها شار للامكان، لحظات حتى رأت قدمين عاريتين يتموضعن أمامها، صغيرتين جداً كقدمي طفلة، رفعت رأسها بهدوء تنظر للوجه الذي يرمقها بنظرات باردة من الأعلى.
شعر أسود قصير محدد وغرة قصيرة تغطي جبينها، عيون واسعه شبة دائرية بنية اللون، أنف مدبب وشفاة صغيرة
"دمية..!" همست بلا شعور وفاها قد فتح بشكل ظريف.
قلبت التي أمامها عينيها منحنيه، وجهها قرب وجه لور تنظر في عينيها التي تراقبها بأعجاب، ثواني من الصمت ثم نطقت مخرجة حروفها ببطئ شديد تشدد مؤكدة على كل حرف
"أحب السير عارية القدمين لهذا لا أحب أن أرى أحجار صغيرة في الطريق."
"ماذا؟"
خرجت ببلاهه من ثغر لور جعلت الأخرى تنظر لها بشك تعود للوراء تطالعها تتأكد من هويتها ثم بلا أكتراث نطقت مغادرة:- فقد لا تكوني عثرتاً مع حجارة صغيرة وأبتعدي من أمام غرفة السيدة لا تسببي أزعاجاً أنتِ الأخرى لها فلستِ طفلة.
شردت لور تراقبها بثغر مفتوح وهي تراها تختفي من أمامها مع فستانها الأبيض العريض أشبة بشبح. ثواني حتى أدركت كلامها وأستقامت بسرعه متنفسه بسرعه وشفاهها قد جفت وعيونها أتسعت بخوف.
#ࢪوان
الفصل غير مدقق
أنت تقرأ
زاهاك - ZAHAK
Aksi"فقط أشيري بأصبعكِ يا سيدتي وسأحرق كل إيطاليا لأجلكِ." «مهما أشتدت وطأةُ الأمر ما دام قلبُك يريده بشده فلن تمانع القيام بأي شيء في سبيلة ولأجلة فقط. الأمر يجري في دمنا، ان أردنا شيئًا فنحن سنحصل عليه حتى لو كان محض نزوه او رغبة عابرة لا تتجاوز اللحظ...