راي دي ڤوار

47 8 23
                                    

العدالة بحاجة إلى قاضٍ، ليس مهمًا أن يكون فاضل، المهم أن يكون غير متراخٍ.

                                 

                                  
                                  
                                  

كان يجلس على الأرضية الخشبية داكنة اللون ورائحة الرطوبة تلتصق بجلده، ضم ساقية الى جذعة محتضن نفسه وهو يهتز للأمام والخلف يلهث تحت طاولة المطبخ.. صرخات تتبعها صرخات متألمه وصوت الضرب يعلوا

"هل استمتعتي معه.. وبعد كل هذا ورغم لم يترك انشاً في جسدك لم يلمسه لم تعودي بأكثر من مئة دولار... عاهره لعينه.. هل ارسلتك لتمتعي مؤخرتك وتعودين حامله بها بضع دولارات فقط.."

صوت كلامه وشتمه كان يتخلله الكثير من اللهاث واللهاث، يأخذ نفسا آخر ويمسح بذراعه ما سال من فمه أثر ثمالته.. يده ترتفع بحزامه وتسقط على الجسد الهزيل امامه..

لم تأخذه الرأفة بحالها ولم يكترث للوجه الذي اكتسى بدماء من جرح خلفة حزامه على حاجبها..

كان يريد أن يشفي شيئاً داخله كان هو أكبر مسبباً له، حرقاً من نوعاً ما قد نظن أنه لا يؤاتي أمثاله!.

في جانب أخر تحديداً المطبخ كان يستمر بهز جسده وهزه ولم ينتفض إلا بعد أن سمع صوت الصاعقة تلاها صوت قوي لكسر شيء.. ولم يكن صوت كسر أناء او قطعه زجاجيه بل عظم بشري..

رجله الغليظة كانت تضغط اقوى على الساق النحيلة أمامه وصاحبتها تأن بألم تتقطع أنفاسها وعينيها تتقلب كأنها ستغيب بعد وهله..

أ مررتم يوماً بهذه الحالة؟

أن توضعوا أمام خيارين: إما أن تبقى عالقاً في دورة متكررة من دورات الحياة أو تستقم لأحداث فارق في الوضع، بلسانك ولو لم تفلح فبيديك وقدميك ولو تكسروا فبأسنانك أنهش ما أمامك وخذ ثأر الزمن الذي علقته في تلك الحلقة بنفسك، لا وقت للتردد!!

أما الأن وأما فلا، دفعت الأدرينالن تلك أقتادته ومعها كل أفكاره المبهمة، خطواته ثقيله يسحبها من تحت طاولة المطبخ الى حاملة السكاكين.. تناول الكبيرة منها وعيونه تلمع تحت ضوء البرق مع نصلها، خاويتاً، باهتتاً، جازعة!!!

شهقة.. عيون جاحظة.. وسقوط جسدٍ بدين على الأرضية مصدره صوت صرير معلناً اقتراب تحطمها.. أنثنى على ركبتيه وإحدى يديه ارتفعت تشد على منطقة قلبه، لم تكن لحظات من الفزع حتى سقط جانباً منسحباً من كونه حاجزاً بين الأم ووحيدها!.

شهقت تغطي ثغرها وكأنها الأن حتى أدركت ما حدث.. تصاعدت حدقة عينها السليمه للزول الهزيل الذي أمامها ولحظات من الأنكار لكونه أبنها تبعها تجمد بعد أن سمعت صوت البرق مصحوبا بالرعد يحطم النافذة ويتخلل الغرفة المظلمة ضوءاً أنار لها الزول الصغير..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 24, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

زاهاك - ZAHAKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن