جالسة إلى طاولة في قصر أل باتشينو، تطرق كل ثانيتين أصابعها على الطاولة مسببه قشعريرة خوف تسري في الأجساد التي تحيطها، رائحة الدم لا تزال تنبعث من فستانها الأسود ويديها مضرجه بدماء ضحيتها التي قتلتها مُذ ساعه فقط!
عيونها كأفعى تتصيد أي حركه أو نفس من الذين يقابلوها لتنقض عليه.. والطريدة بغباء وتهجس أنطلقت أمامها تمسح عرقها وبتلعثم وتقطع نبست بخفوت
"سيـ.. سيدة أيف -أبتلع بصعوبة ماسحاً بمنيدله عرقاً من جبينه- لا تصدقين سروري بعودتك إلى أرضك!."
رفعت حاجبها تطالعه بهدوء وكأنها تقراء مكنونات نفسه التي ترتجف بخوف أمامها.. ضعيف، هزيل، رقيق الذراعين ولا يسعها أن تتخيلة قد أمسك سلاحاً قبلاً ولكن ها هو ذا يجلس إلى طاولة أجتمع عليها الكابتنات، الأشخاص الذين يعملون تحت أمر الكابو والذي كان جدها، جدها الذي أتخذ من قصره الساحلي مقر عزلته! ها هي ذي تعيد العرش بيدٍ دموية.
أستقامت من مجلسها وهي تطرق بكعبها على الأرض بهدوء، تجاوزت من كان يجلس على يمينها، الأول والثاني حتى وصلت الثالث، أنحنت عند كتفة وهي تراقب أرتعاش جسده يزداد بوضوح ويده تجمدت عند جبينه، حتى عرقة جف!
أمالت رأسها بهدوء عند رأسه، عيونها تراقبه من الجانب وهي تتلذذ بموقفة ورؤيته بهذا الوضع.. لحظات حتى أتخذت قرارها بالحديث مهسهسه عند أذنه:- أهذا ترحيب صادق رانويل!.
مسقطة اللقب وبنبرة تخلوا من أي أحترام أو تقدير، هي السيدة وهي المتحكمه ولو وضعت حذائها على وجهه لن ينبس بحرف. مجرد قذر محتال أتخذ من ركود أسيادة فرصة ليستعلي ويأخذ من المال والسطوة ما يشاء؛ لكن هيهات الأن من ذاك، فالماضِ قد ولا، وهي الأن ستتيقن من كونه لن يعود.
رفعت رأسها بهدوء وعيونها تلتقط كل حركه من الرجال الجالسين حولها.. تشعر بلذة خوفهم أمامها وذات الوقت ملل! هي تريد أن يزل أحدهم بحرف ليكون وليمتها ولكنهم وياللعجب شغلوا عقولهم وعرفوا أن الحكمة الأن هي الصمت..! نجاتهم هي بأغلاق أفواههم فلا كلمة ولا وجود يعلى عليها الأن.
"سأعيد توزيع الكباتن." قالت عائدة للجلوس على كرسي متوسطة الطاولة تبسط يديها أمامها، أدارت عينيها عندما سمعت صوت حمحمه وهناك رجل ببدلة خضراء داكنه رفع رأسة قائلاً:-
- أعادة توزيع الكباتن؟ بأي حق وضمن أي قوانين؟!
أصاغ كلامة بطريقة غبية أم أنه يستجدي الموت ليلف خيوطه حولة؟!
تدارك الذي بجانبه الموقف سريعاً قائلا بقهقه خفيفة:- سيدتي أنه يقصد أننا مُذ عهد جدك في مراكزنا واعادت الترتيب الأن سيخل بالـ..
قطع كلامه أندفاع الباب بسطوة، ومقبلٌ يضرب الأرض بقوة، رجل أشيب الرأس، قوي العضد، شديد البأس بعيون بنية داكنة يدخل المكان وعن جانبيه رجال يصغرونه سناً ولكن الحياة قد أخذت منهم مأخذاً والجراح أيضاً.. من على يمينة هناك شق على طول عينه اليسرى الزجاجية البيضاء بينما الذي على ميسرته فلدية ندبة عريضة على طول وجنته اليمنى.. بالأضافة الى وشوم ظاهره من ياقات قمصانهم البيضاء وخواتم تزين كفوفهم الغليظة والمثخنه بالخدوش. أخرجوا من قتال تواً؟!
"لقد أعدتُ تنظيف القصر كما أمرتي سيدتي وأحطته بحرسي الشخصيين وأعدت الأمانة لمحلها -نظر إلى ثيابة ثم أردف بنبرة منحرجة- أعتذر لأتساخ ثيابي ولكنني عدتُ للتو من أشتباك مع أسرة ألستر شمالاً فور تلقي أوامرك."
أرتفع جانب فمها بتهكم أخفته وأستبدلته بنبرة ساخطة خارجه من تغرها بتشديد:- لا يخفى عنكم جدي وسيد أسرة ڤالين، من نجى بأعجوبة مع مساعدية بعد محاولات للأطاحة به على مدى سنوات من قبل بعض المتربصين -أشارت له أن يجلس على الكرسي الذي يقابلها وهو نفذ سامحاً لها أن تكمل- حارب مافيا كالابرا وحده راداً عنكم عدوانهم، وكرد جميل قطتعم له أصبعين وقتلتم أبنته وتأمرتم على زوجها وأخيه مع من ليسوا من دمكم ولا أرضكم وأغتلتوهم..
"نحن..! "
لم يلبث أن أكمل كلامه حتى أطلقت رصاصة في قلبة. كيف وصل السلاح ليدها؟ متى رفعته؟ متى صوبت؟ لم يرى أحد!. أنبثق الدم جاعلاً بدلتة الخضراء بلون أغمق كاسيها بعطرٍ يُنعشها.
"لحظتي المفظله هي ثواني الصمت الذي يحل بعد أطلاق الرصاصة."
بلحظة غير متوقعة عبرت عن حبها للصمت الناتج عن أنفاس محبوسة بينما سقطت جثت قتيلها على الجالس بجانبه ولكنه أبى أن يتحرك فيكون التالي في سجل التصفية لهذه الليلة. أولاً زوج أبنته ووالده ثم صديقة وتالياً؟ الذي يجلس بقربة؟ والد زوجة ديلان أول قتيل لهذة الليلة.. قرارة أن يصمت ويحتفظ بما تبقى من عمره.
"سيتم أعادة ترتيب الكباتن خلال هذه الأيام لذا نظموا أموركم أيضاً، غادروا."
هل يكذبون مسامعهم أم أنها حقاً تعطيهم فرصة؟ لم يلبثوا أن يفكروا أكثر حتى أستقام بدنهم بحركة لا أرادية هارباً بشحمه ولحمة قبل أن يكونوا الوجبة القادمة لهذه المذبحة.
أراحت رأسها إلى الكرسي وهي تراقب زحفهم خارجاً بعجل يتخبطون بينهم ويسابقون بعضهم الأخر للخروج من القاعة، أهي مخيفة لهذه الدرجة؟
أذن لمَ خيانتهم؟ أهي طريقتهم لرد الجميل أم هو حب المال والسلطة؟
#ࢪوان
أنت تقرأ
زاهاك - ZAHAK
Hành động"فقط أشيري بأصبعكِ يا سيدتي وسأحرق كل إيطاليا لأجلكِ." «مهما أشتدت وطأةُ الأمر ما دام قلبُك يريده بشده فلن تمانع القيام بأي شيء في سبيلة ولأجلة فقط. الأمر يجري في دمنا، ان أردنا شيئًا فنحن سنحصل عليه حتى لو كان محض نزوه او رغبة عابرة لا تتجاوز اللحظ...