||آساطير السناء ||

الفصل 12

(وَإِنّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا ثُمَّ اهتَدى)

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 💫

🍀الكره إحساس لا يستحقه إلا من كنت تحمل له في قلبك يوما شيئاً من الحب و عدا ذلك فلا تقدم له سوى الشفقة 🍀

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
في تلك الساحة الواسعة وقف ذاك الغاما بحلته العسكرية السوداء واضعا يديه في جيوب بنطاله يحدق في نقطة ما في الفراغ شارد الذهن يتنهد بعمق، وحيدا في ساعة مبكرة صباحا تأنسه اصوات حيوانات الغابة وهي تتحرك تؤدي وظائفها تبحث عن قوت يومها و رياح خفيفة تمر عليه كأنها تداعب وجهه القاسي.

تنهد للمرة الألف يسحب يده من جيبه يخرج بالآخرى سيجارة يتناولها في ثغره و يشعلها بولاعة يستنشق سمها لعله يقتل افكاره التي تؤرقه و يتخلص منها بعد ان اصبحت تزعجه بشدة .

استمر على هذه الحال لعدة دقائق يشعر بنفسه تستكين قليلا، اخرجه عن شروده صوت اقدام ثقيلة تشق طريقها إليه بتمهل جعله يصب انتباهه لها من دون ان يستدير و لأنه تعرف على صاحبها من رائحته مما دعاه إلى التخلي عن حذره و يمحي تصلب جسده الذي كان يستعد لأي خطر أو هجوم.

" ألم يخبرك احدهم ان التدخين مضر للصحة ايها الغاما ؟"

نطق صاحب الخطوات المتمهلة كاسرا الصمت القدير الذي كان يطغى على المكان.

" أخبروني بذلك لكنهم لم يذكروا أنه دواء لأفكار حبيسة تأبى الخروج "

رد عليه جاكسن الغاما بصوته الثخين يصرح عن جزء مما يعانيه .

رفع الآخر حاجبيه كأنه يخبره انه يدري ما يمر به ثم قال :

" أراك حائرا جاكسن، هل تعرضت لك الحياة؟ "

إبتسم المعني بذلك بمرارة يتداعى قليلا في وقفته ليتوازن في الآخير مما آثار تفاجئ الآخر، هل هذا هو الغاما الذي حتى لو ضربته بخرسانة إسمنت اصبحت حطاما ولن يهتز هو بشبر؟

" تعرضت لي يا صاحبي و أخذت قطعة مني مخلفة جرحا مزال ينزف للآن، لكن ... أتعلم أنها رمت لي أثناء أنيني روحا تطبطب جراحي ؟ "

إقترب منه يربت على كتفه ثم قال :

" هنيئا لك إذا! ، ولكني أراك غير سعيدٍ بذلك أ هُناك ما يعيق سعادتك؟ "

إستنشق جاكسن نفسا ساما آخر واطلقه بعد ثواني يحرره بعد أن تشبعت أعضاءه بسمه قائلا :

" صدق من قال يا صاحبي أن الإنسان عدو نفسه ! ... كنت اتشوق لها وأنتظر أن أسمع ذئبي يردد كلمة رفيق لاكني الآن خائف ... خائف ألا أُبلي حسنا وأن أُ أذيها بغير قصد "