عزيزتيِ فيروز..
سلامٌ عليكِ يا أطهر روحٍ..
يا من تلقى الشقاء بقصيدة...
وتحاربُ الكيان بأغنيةٍ عن الأمل..
يا من إرتبطتُ بكِ حباً و إسماً و هجراناً..جئتكِ يا فيروز أشكوُ..
خلاء محطات قطاريِ..
بردُ النسيم الذي ضربَ بلاديِ...
خيانةَ الحبيبِ و هجرةَ الأرضِ...
ويسألنيِ الناس عليهِ مرار الكرامِ...
فأستحيِ إظهار وجهيِ و كشف المِرار..
فأخجلُ من الشمس لو ترانيِ دون يدهِ تستر تخفيني عن أشتعها..
من الأمسيات ، و الصباحيات ، و قهوة الظهيرة .. يا فيروز ..
حبيبي هجرني و أنا واقف على عتبةِ بابهِ منهار من آلالام
سبعين سنةٍ من النكبة !!!ولن تعود السنوات يا فيروز ..
لن يعود الربيع ، و لا فلسطين يا فيروز ..
وأنا مدركٌ أنني مجردُ حشرة تحت الأقدام ..
سأدعسُ لو قدر ربكِ ذلك ، و أعاقبُ على أدبيِ لو شاء ربي ذلك ..” كيفك إِنت “ ، يسألونني ..
لا أدري ، أنا الأحوج إلى معرفة خطبيِ ..
يا ست الكُل ، لا أعرف أين الخطب و أين المعضلة ..
وما بيِ أكبلُ جسديِ تحت السرير و أؤدُ نفسيِ بعز الشباب ..سيدتيِ ..
آهواه ..
آهواهُ بلا أملٍ ..
و كفيهِ عناقيدٌ من العنبِ ..
شئت لو تثملنيِ بلمسةٍ ..
شئتُ يا سيدتيِ لو أقع له شهيداً ..
لأرضهِ ، و ترابهِ ، و نسلهِ شهيداً ..
عيونهُ حلوةٌ ، حيةٌ ، كحلاءٌ .. يقال فيها موالٌ من الغرام ..
يثيرُ بي عواصفٌ من الأجيج عن فراقهِ ، يا ليتهُ يعود الحبيب ..
يا ليتهُ يعود ، فأخبرهُ عن العُود .. السهراتِ .. وقدوم تشرين ..أودعكِ الحُب يا فيروز ..
يا من أودع بقلبيِ الفنّ ..
براعمُ اليانسونِ و ورود الياسمين ..
سيدتيِ ، و سيدةُ العرب أجمعيِن ..