مرحباً بكم يا سادة في مقبرةِ العظماء
هنا حيث ترقدُ نصوصيِ ، فارغةُ المعانيِ
حيثُ قصائديِ ، عديمة القافية ، و حرف الرويّ مشطوبٌ
يرقدُ على الزاوية كل ما بدأتهُ و لم ينتهيِ منذ خلقيِ
لا سمفونياتٍ لُحنت ، هنا حيثُ شنقت الأوكسترا آلالاتهاَ
حيثُ الرصاص الحيّ قتلَ الفنان الذي صعد على هذهِ المنصة
أنا من أطلق النار.على نفسيِ
سأطلق ألف رصاصة
لأمنع ألف قرارٍ غبي
و أحرض على ألف جريمةٍ
منعتُ ذاتيِ عنها تحت لقب ” إنساَن “
سأطلق ألف رصاصة يا سادة
على هذا الرأس الفارغ ، كثير الضجيج
سأهجوُ نفسي في ألف بيتٍ و لن يكفيِ
لن يكفيِ لأرضيِ هذا البطشّ النفسيّ
لجلد ذاتيسأطعمُ ذاتي لألف كلبٍ أسود
وأترك روحي فداءاً لألف سوادٍ يقطنني
علةُ أموري هو التبرير ، هو النزوح لهذا القلم
فلا يكفينيِ أن أتحدث عن هذا و ذاك و الأنــا
فأنا أعظمُ من أن يسخر ربكم قلماً يكتبُ عنها
سأخبر العالـم في ألف نصٍ أيها الفنان ، أنكَ مجردُ علةٍ.
ستباشرُ حب ذاتكَ حين تنفيهاَ
إلى ذاك الكلب الكبير ترميهاَ
عندما تختليِ بالظلام فتطمسهاَ
عن الوجود كالهريـر الظالِ تخفيهاَ
إعدمهاَ يا فتىٰ
إعدم الأفكار
أنهي هذه المهزلة
دعنا نرتاح
ننام للأبد.سأرتديِ لهذا العزاء أجمل بذلاتيِ
وأزفُ هذهِ الجثة كما عزمت والدتي أن تزفنيِ عريساً
سأسدل من هذا الحرير الأشقر خصلاتيِ و أرقص في الدهاليز
ثمَ أوقد شموع العطر القرمزية فرحاً ، ذاك هو بستان منزليِ
وأحرقنيِ مرتشفاً النبيذ قبالة جثتي ، سارداً قصتي المفضلة
عن غبيّ ، كتبَ ، وكتبَ ، وكتبَ عن الحريةِ ... و هو حبيسُ نفسهِ.