في منزل آل الخطيب حيث لا مجال للهدوء اجتمعت فتيات المنزل بالمطبخ الكبير لإعداد الطعام سويًا، كل منهن منشغلة بشيئ ما بينما الأحاديث والمشاحنات تتطاير في الأجواء فمنذ بث خبر رغبة رضوان في تزويج يُسر من احد أبنائه والأسئلة لا تنتهي!، نظرت نرجس إلى منى مبتسمة بزاوية فمها ثم نظرت إلى ليلى وقالت :
-ألا قوليلي يا ليلى هو عمي ناوي يجوز يُسر لمين؟
زفرت منى بضيق فإتسعت بسمة نرجس، نظرت ليلى إليها بطرف عينيها وقالت :
-معرفش يانرجس ماما مش راضية تقولي
-ما اكيد هيجوزها لعيسى عشان هو الكبير!نهضت منى من مجلسها ثم نظرت إلى نرجس وقالت بضيق :
-هو انتي مش وراكي غير السيرة دي يانرجس؟
-يوه!، انا بتكلم معاكم وبعدين هو مش ده الصح، عيسى هو الكبير يعني هو اللي هيتجوزها وبعدين عادي يامنى ما الشرع محلله اربعةثم قررت مضايقة منى اكثر لذلك قالت :
-واهي بالمرة تجيب الحفيد الولد اللي انتي مش عارفه تجيبيه
استشاطت منى غضبًا لذلك قررت الخروج عن صمتها فالأدب مع من لا يملكونه يُعد حماقة لذلك قالت بعدما نظرت إليها بحدة :
-اللي بيته من ازاز ميحدفش الناس بالطوب يانرجس
اتسعت عينا نرجس فقد فهمت ما تقصده منى بينما نظرت الأخرى إليها بغضب قبل أن تعيد وشاحها فوق رأسها وتخرج من المطبخ غاضبًة فضحكت ليلى ثم قالت :
-يالهوي على مشاكل السلايف دي، يارب اتجوز واحد مقطوع من شجرة
-هي زعلت!، انا مكنتش اقصد
-لا وهتزعل ليه، آه منك يابنت عمي!أكملت نرجس ما تفعله ولكن بعدما تلاشت بسمتها بينما رن هاتف ليلى فجففت يداها ثم أجابت على المتصل وغادرت المطبخ فبقت نرجس وحيدة وتلك النيران التي كانت تتلاعب بها قبل قليل ما احرقت سواها!
***
عاد رحيم برفقة شقيقه من العمل في شركة ابيهما وكانا يتحدثان سويًا حتى شاهدا شقيقتهما برفقة فتاة أخرى تدلفان إلى حديقة المنزل فمال عيسى على رحيم سائلًا :-مين دي؟
نظر رحيم إليها مجددًا فكانت فتاة حسناء تكبر شقيقتهما ببضع أعوام فقط لذلك تذكر أمر ما فقال :
-اعتقد الدكتورة بتاعت زياد، اللي ليلى حكت عنها
-وهي دي الدكتورة ولا العلاج؟ضحك رحيم ثم قال :
-خلي منى تقولك
وحينها قالت منى التي أتت للتو :
-اقوله ايه؟
التفت عيسى إلى زوجته التي لم يلحظ قدومها بينما حافظ رحيم على بسمته، ابتسم عيسى هو الاخر ليداري الحديث الذي دار بينه وبين شقيقه ثم قال :