للسعادة أبواب عدة يجب عليك طرقها جميعًا لعل أحدهم يُفتح لك، لكن أبدًا لا تنتظر ان تطرق السعادة بابك إن لم تسعي انت أولاً فبالسعى تُحقق الأمنيات!، استعدت الفتاتان فريدة وفرح للذهاب للتنزه برفقة رحيم كما اعتادوا أن يفعلوا بين تارة والأخرى، كان الحماس يملأهم لذلك كانت سعادته تصل إلى عنان السماء عكس نرجس التي كانت تجلس وعلى وجهها علامات الضيق، كان رحيم يعلم عن ضيقها لذلك عز عليه تركها حزينة وإن لم يكن في قلبه لها مثقال ذرة من حب، طرق باب غرفتها ثم اقبل باسمًا فلم تعيره هي اي انتباه وكانت تشاهد التلفاز وضيقها لم يغادر وجهها لذلك قال رحيم :
-انا هنزل مع بنات عيسى افسحهم شوية، تعالي معانا وبالمرة تغيري جو
ضحكت نرجس بسخرية وهي مازالت تشاهد التلفاز وقالت :
-مبقاش غير العيال اخرج معاهم
-وايه المشكله!، انا مش عايز اسيبك زعلانه واهو بالمرة نكون خرجنا مع بعض ووالله هتنبسطي
زفرت نرجس بضيق ثم اخفضت صوت التلفاز ونهضت من مجلسها قائلًة بضيق أشد :
-أنت عايز ايه يارحيم؟
-عايزك تيجي معانا
-ياسيدي متشكرين روح انت مع بنات اخوك وانبسط انا مش ناقصة وجع دماغ، ممكن خلاص بقى عشان بتفرج على الفيلم؟
نظر رحيم إلى التلفاز ثم إليها وزفر بضيق ثم غادر الغرفة فعادت هي تجلس مجدداً لتشاهد الفيلم وكأن شيئًا لم يكن، ذهبت كل من فريدة وفرح سريعًا إلى رحيم فأمسكت فريدة بيده قائلًة :
-اونكل رحيم احنا عايزين رؤى تيجي معانا!
حركت فرح رأسها مؤيدة لشقيقتها فتبسم رحيم إليهن وقال :
-هقول لـ يسر الأول
-هستناك في الجنينة انا وفرح
-ماشي ياحبيبتي
أمسكت فريدة يد شقيقتها وغادروا إلى الحديقة فذهب رحيم إلى يسر وصغيرتها، طرق باب الغرفة أيضا بعدما أقبل على المنزل فأتاه الأذن بالإقبال، نهضت يسر باسمة وهي تحمل صغيرتها فور أن رأته وقالت :
-رحيم ازيك
-الحمد لله بخير، انا نازل مع فرح وفريدة وهما عايزين رؤى تيجي معانا، تسمحيلي اخدها؟
-اكيد طبعا لو مش هتتعبك
-لا تتعبني ايه رؤى دي حبيبتي
ابتسمت يسر مجدداً ثم قالت :
-حيث كدا بقى عشر دقايق بالظبط ورورو هتبقى جاهزة
حرك رحيم رأسه بتفهم ثم كاد يغادر وما هي سوي بضع خطوات خطاها ثم توقف حينما خطر على عقلة فكره ما فإلتفت إلى يسر قائلًا :
-يسر!
-نعم؟
-تحبي تيجي معانا؟
اتسعت بسمتها فزادت حُسنها لذلك تبسم هو أيضًا، بسمات العشاق تسبب العدوى السريعة!، قالت يُسر مازحة :
-لو بتقبل الأطفال فوق سن ال٢٢ يبقى معنديش مشكلة!
ضحك رحيم ثم قال :
