تحترق الأخشاب بالنيران ويحترق القلب بآلاف الأشياء كالإشتياق والحب، فمن داهم قلبه الحب والاشتياق سويًا اُصيب بنيران لا تطفئها سوى لهفة اللقاء!، كان زياد في حديقة المنزل في انتظار ليان حتى تأتي والبسمة تعلو وجهه، لا يدري متى بات قلبه يهوي رؤيتها ويشتاق إليها ولا يدرك كيف حدث ذلك وهو الذي كان قد اقسم بأنه لن يفتح للحب بابًا مهما طرق بإصرار لكنه أمام بسمتها وعينيها انهزم وفتح جميع أبواب قلبه بل قام بتسليم كافة المفاتيح إليها!، انطفأت نيران اشتياقه حينما رأها مقبلة فحلت على قلبه بردًا وسلامًا، جلست ليان على مقعدها أمامه ثم عقدت يديها وقالت ببسمة ممازحة إياه :-اشتريت نصيب ولاد عمي في شقتي مش كدا؟، عايزنا نبقى جيران!
-كتبتها بإسمك!عقدت ليان حاجبيها بتعجب فمد زياد إليها بعض الأوراق بيد مرتجفة فأخذتهم ليان سريعًا وبدأت تقرأ ما دُوّن بهم، بعد قليل رفعت بصرها مجددًا إلى زياد ثم قالت :
-بس ده كتير عليا!
-اعتبريها هدية
-هدية ازاي بس يا زياد انت اكيد اشتريته بمبلغ كبير وهدية زي دي انا مش هقدر اقبلهاضحك زياد بخفة وهي مازالت تتأمله فقال هو باسمًا :
-انا زياد الخطيب يا ليان يعني دي ابسط هدية اقدر أقدمهالك!
ظهرت علامات التردد على وجهها لكنه عاد يمازحها مجددًا وقال :
-وبعدين انا عارف يعني إن لو بابا أعلن افلاسه واضطرينا نبيع الفيلا وكل ممتلكاتنا هتستقبلينا عندك في البيت مش كدا؟
ضحكت ليان هي الأخرى ثم ابتسمت تلك البسمة التي تذيب قلبه عشقًا وقالت :
-أكيد، انا مش ندلة متقلقش
ثم وثبت من مقعدها ووضعت يداها في خصرها ثم تنهدت وقالت :
-ورانا شغل كتير النهارده مش عايزين دلع
-عُلم ويُنفذ يادكتورابتسمت ليان فتبسم هو الآخر وهو مازال لا يدري كيف تجعله تلك الفتاة يبتسم وإن ابى ذلك!، ومن إحدى الشُرف كانت ليلى تراقبهما بسعادة، أحبت رؤية الحب يكتنف منزلهم كما كان في السابق، أقبلت على غرفتها وأغلقت باب الشرفة ثم توجهت نحو فراشها، نظرت إلى صورة احتفظت بها على مدار أعوام بجانب فراشها فأمسكتها متأملة إياها بحنين شديد، كانت صورة قد جمعتها بأشقائها الأربعة ورياض في حديقة منزلهم قبل سبعة أعوام في عيد مولدها الخامس عشر، استلقت ليلى على الفراش وهي لاتزال مطبقة على الصورة بين يديها وما هي سوى وهلات حتى جذبها الحنين إلى ذلك اليوم..
***
قبل سبعة أعوام..
وقفت ليلى في غرفتها أمام المرآة تضع بعض اللمسات الأخيرة لطلتها البهية وبعدما انتهت دارت حول حالها بسعادة وهي تتأمل فستانها الأحمر، طُرق الباب بخفة فأذنت ليلى للطارق بالدخول وهي تنظر نحو الباب بحماس، فُتح الباب على الفور وأطل رياض مبتسمًا فإزدادت بسمتها اشراقًا ثم قالت بسعادة :