الفصل الثالث

22 4 0
                                    

"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"

تعالت زغاريد أخوة يُسر في سعادة بعد النطق بهذه الجملة بينما اكتفت يُسر ببسمة هادئة ونظراتها موجهة ارضًا، في أعماق قلبها كانت تشعر بقليل من الخوف فما رأته من ضياء كان كافيًا ليجعلها تلـ.ـعن كافة الرجال طوال حياتها ولاسيما إن كانوا رجال العائلة ذاتها!، حاولت طمئنه حالها أن لا بأس فعلي مدار الأشهر السابقة لم ترَ منهم فعل سيئ، نهضت يُسر من مجلسها لتودع شقيقاتها حتى ترحل برفقة زوجها فأولًا عاتقت اسيل ثم هدى، وفي عناق هدى لم تتحمل ما بقلبها من مشاعر فبكت فتنهدت هدى وهي تربت على ظهرها بحنان ثم نظرت نحو رحيم وشقيقتها لاتزال تبكي في احضانها وقالت بتأثر :

-بالله عليك اوعي تزعلها وخلي بالك عليها
-في عينيا ياهدي متقلقيش

ابتسمت هدى ثم فارقت يُسر احضانها فاحاطتت هدى وجهها بكلتي كفيها ونظرت إلى عينيها لتعبر عن دعمها لها وهي تمسح دمعاتها عن وجنتها ففي بعض الأحيان لا نحتاج سوي نظرة دافئة تمحو عنا برودة الخوف!، ابتعدت يُسر عن شقيقتها ثم سلّمت على منصور الذي قال :

-خليكي فاكرة دايمًا إن ده بيتك ومفتوحلك على طول
-الله يخليك لينا يامنصور يارب

ابتسم منصور هو الاخر فنهض رضوان مستندًا على عصاه قائلًا بوقار :

-مش يلا يا يُسر بقى ولا ايه
-حاضر ياعمي

حملت يُسر صغيرتها بينما حمل رحيم حقيبتها وغادروا جميعًا المنزل وبين تارة والأخرى كانت يُسر تلتفت إلى اختيها وهي تجاهد أن لا تبكي مجددًا، استقلت في المقعد الخلفي للسيارة بجانب رحيم بينما تولي عيسى القيادة وبجانبه جلس والده، عم الصمت عليهم في السيارة كصمت المقابر فأخذت يُسر تتأمل الطرقات من شرفة السيارة وهي تدعوا الله أن تحيا حياة أفضل مما سبق..
                                    ***
وقفت أماني تتأمل ابنتها التي كادت تحترق في مكانها من شدة الغيظ والغضب بينما عقد مهران يداه متأملًا إياهم في صمت، زفرت اماني بضيق ثم قالت :

-وبعدين معاكي يانرجس هتفضلي كدا كتير؟
-المفروض اعمل ايه يعني يا ماما، يا فرحتي قاعدة معاكم وجوزي بيتجوز عليا وانت حتى يا بابا معملتش حاجة!

زفر مهران بضيق ثم ضرب كفًا على كف وقال :

-لا حول ولا قوة الا بالله، كنتي عايزانى اعمل ايه يعني أقف في وش اخويا!
-وهو انا مش بنتك!
-بنتي مقولناش حاجة بس انتي عارفه رضوان جوزهم ليه اصلا عشان رؤى مش اكتر

جلست أماني بجانب نرجس ثم أمسكت بكفها وقالت :

-ايوا بالظبط زي ما ابوكي قال كدا وانتي وشطارتك بقي

نظرت نرجس إليها بتعجب بعدما رفعت إحدى حاجبيها بعدم فهم فإبتسمت اماني وقالت :

-يابنتي ياحبيبتي متخليش قلب جوزك يميل لواحدة تانية، اشغليه انتي بحيث ميكونش عنده فرصة يحب غيرك

خيوط القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن