الفصل الحادي عشر

21 2 0
                                    


في بعض الأوقات التأخر في اتخاذ القرارات يعقبه الف حسرة فكم من مرة بكينا ونحن نردد "ياليتنا" وكم من فرصة ضاعت بسبب التردد!، أسرعت منى برفقة رضوان وعبد الله إلى المشفى المقصود بعدما استردت وعيها وبقت الصغيرتين في المنزل برفقة إيناس، وقف ثلاثتهم بجانب غرفة العمليات التي نُقل إليها عيسى فجلس عبد الله بجانب ابنته التي لا تكف عن البكاء والدعاء معانقًا إياها بينما تأمل رضوان باب غرفة العمليات وبداخل قلبه ألم يصعب عليه احتماله، رن هاتف رضوان فنظر إلى المتصلة والتي كانت زوجته، تردد في الايجاب لأنه لا يعلم كيف سيخبرها بما حل لكنه في النهايه أجاب فقالت عائشة على الفور بلهفة :

-طمني يارضوان قدرتوا توصلوا لعيسى؟
-وصلناله ايوا، رحيم جنبك؟
-اه جنبي عايزه؟
-اه اديهولي

أعطت عائشة الهاتف إلى رحيم الذي تعجب حينما أمره والده بالإبتعاد عن والدته قليلاً لكنه نهض وابتعد بقدرٍ كافي ثم قال :

-خير يا بابا في ايه؟
-اخوك عمل حادثة يارحيم

قالها رضوان بألم شديد فإتسعت عينيّ رحيم في عدم تصديق ثم قال :

-حادثة؟!، حادثة ايه ايه اللي حصل؟
-لما اشوفك هحكيلك
-طب وهو عامل ايه دلوقتي يابابا؟
-لسه في العمليات ربنا يطمنا عليه المهم دلوقتي تاخد اخوك زياد وتروحو تاخدوا عربية عيسى
-ابعتلي العنوان طيب
-حاضر

أغلق رحيم الخط ثم أعاد الهاتف إلى والدته، كان الجميع في ذلك الوقت مجتمعين فلاحظوا أن هناك خطب ما قد حل نظرًا لملامح وجه رحيم لذلك قالت عائشة :

-هو في ايه يارحيم ابوك قالك ايه؟
-مش عايزكم تقلقوا مفيش حاجة خطيرة بإذن الله
-ما تقول يابني في ايه

قالها مهران ببعض القلق فقال رحيم :

-عيسى عمل حادثة

وفي جزء من الثانية امتلأ المكان بالصياح والبكاء والكثير من الأسئلة التي لم يعرف رحيم لها إجابة، بعد قليل كان الجميع قد غادروا المنزل في اتجاهات مختلفة حيث توجه مهران بسيارته برفقة عائشة ويسر ونرجس إلى المشفى بينما ذهبت ليلى برفقة رحيم وزياد ورياض بعدما أصرت اصرارًا شديدًا على صحبتهم ورؤية سيارة شقيقها، بعد قرابة ساعة من القيادة أوقف كل من رحيم ورياض سيارتهما أمام اطلال سيارة عيسى، ترجل الجميع من السيارات ونظروا نحو سيارة عيسى التي لم يبقى منها سوي الحطام وقد كان دليلًا كافيًا لكم كانت الحادثة شنيعة!، حاول الرجال الثلاثة إظهار القوة والثبات عكس ليلى التي اتسعت عيناها من هول ما رأته ثم بدأت في البكاء على الفور فضمها زياد إليه وهو يحاول تهدئتها بينما دنا رياض من رحيم وقال :

-هو عمي قالك ايه عن عيسى بالظبط؟
-مفيش اخبار كل اللي قاله انه في العمليات
-ربنا يقومه بالسلامة

خيوط القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن