كان قد تسلل القمر فى الأفق وإبتعدت الشمس معلنه عن قدوم الليل للعالم ، قام نامجون بأمر الطهاه بعمل حساء الدجاج لتدفئة سماح بعد رعشات البرد ، شربت الصغيرة حسائها كما تم تغيير ثيابها المبللة واستبدالها بأخرى أفضل
تركها الجميع بمفردها فى الغرفة لترتاح قليلاً بعد أن تأكدوا أن لا علامات للمرض تبدو عليها ، إهتموا بها جيداً كما لو كانت الفتاه هى إبنتهم الصغيرة
تسطحت سماح على السرير الضخم وسحبت الغطاء الثقيل على جسدها وحدقت فى سقف الغرفة المزخرف بالنباتات ، لقد كانت تحاول تجميع شتات نفسها بعد ما حصل ولوهلة فكرت هل قام جيمين بإنقاذها ؟ كان يستطيع بسهولة جعلها تغرق حتى الموت
إرتعشت الصغيرة لمجرد التفكير بذلك وسرعان ما عبست حين تذكرت أن عليها الذهاب لغرفة الرجل الآن ، ألقت نظرة على الوقت وتنهدت حين كانت الساعة تشير العاشرة والنصف مساءً
" لنفعلها سماح " هتفت تدفع اللحاف عنها بعيداً وتحمل قدميها بصعوبه للوقوف ، إنتحبت الصغيرة لمغادرة شعور الدفئ فى الفراش الكبير بعيدًا ليلفح الهواء جسدها الذى يعبر من النافذة
سحبت سماح الهواء بصعوبة شعرت كما لو أنها ستدخل عرين الاسد ، تشكلت يديها فى قبضة ثم طرقت الباب وتوقفت لثوانى معدودة ، لكن لا إستجابة لطرقاتها ، تنهدت وأمسكت قبضة الباب الباردة ستفتحه لما عليها الإنتظار جيمين لم يفعل
" أتيت للتنظي......." إقتطعت كلماتها حين شاهدت الرجل يجلس على طاولته فى الشرفة ، يعطيها ظهره وكأس النبيذ يرقص فى يده الموشومه وللتو إنتبهت أنه لا يرتدى قميصه
" حظا جيداً" قال جيمين فى هدوء ثم وقف على قدميه يسير لسماح مع كأسه الاحمر ودخل للغرفة " نظفى جيداً انا لا احب الإهمال"
" لماذا أنت عارى؟ " جعدت سماح حاجبيها تحدق فى صدر الاخر ، إستطاعت رؤية وشوم يده أوضح من قبل وركزت بها لثوانى
" عالمى ، غابتى وقصرى ذكرينى ماذا أيضاً ؟ اوه وغرفتى " زمجر وسار يدور حول سماح يعطى الصغيرة شعور بالتوتر وحاولت لإخراج كلماتها مرتبة " س.....سأبدأ و أنت وقح جدا يا سيد "
لقد كانت سماح صغيرة مقارنة فيما يحمله الرجل من جسد معضل ، كان يشكل هالة غريبة بينما يدور حول سماح ويبتسم مع تحريك كأسه
قهقه جيمين وبستطاعته رؤية الرعشة الجسدية للصغيرة ، أظهر أسنانه فى إبتسامه غريبة بعد ذلك إتجه للجلوس فى شرفته والتمتع بنبيذه قبل النوم
تمكن الهواء من الدخول لرئتى سماح أخيرًا مع العلم أن وجود جيمين هنا لا يزال يشكل لها خوفاً وعدم راحة بشكل كبير إلا أنها ستحاول التنظيف والخروج بأسرع وقت
" غرفتك مرتبة جداً يا سيد أعتقد أنك تعبث معى فقط " قالت سماح وتخصرت تنفخ وجنتيها حين حدقت فى الغرفة الخاصة بالرجل
كانت غرفته كبيرة تشبه تصميم غرفتها هى ، لكن الأثاث كان مختلف الألوان ، هناك العديد من اللون الأخضر فى الجدران وتمعنت الصغيرة جيداً لترى أنها كانت مزروعات صغيرة لنباتات تزين الغرفة ، الأثاث كان أسود مع لمعة من الشعاع الأخضر كذلك لقد فكرت كن أن جيمين يقدس الطبيعة حقا
" نظفى مكتب وضعى الكتب على الرف أيضا " تحدث جيمين وإرتشف من نبيذ التوت " حاولى أن لا تخربى شئ لأننى حقا سأقسمك لنصفين "
قلبت سماح عينيها " أنت إله الموت أليس كذلك؟ لا يوجد فى حديثك غير الموت والتعذيب " قالت سماح تضيق عينيها فى شك وعادت خطوات للخلف حين إلتفت لها جيمين برأسه مع تلك الإبتسامه المرعبة " لست كذلك ، ولكن هل تريدين منى أن أكون ؟ "
تجاهلته سماح وعوضا عن ذلك سارت بإتجاه كومة الكتب المصفوفة فوق المكتب ، حملت بعضها لأنها كانت ثقيلة جداً وبدأت يصفها فوق الرف الخاص حسب التسلسل الذى طلبه منها
كان الوضع بينهم فى غاية الهدوء ، وهذا ما شكل الرعب داخل سماح ، لقد فكرت كثيراً أثناء الترتيب بما يستطيع جيمين فعله دون أن يعلم البقية ، هو بإستطاعته قتلها أو إخفائها أو اي شئ أخر
" لا تفكرى بى " تجمدت سماح تحتضن الكتاب لصدرها وتلتفت مع إنفتاح عينيها على نطاق واسع أثناء التحديق بجيمين " ا.....أنت.....أنت تستطيع قراءة أفكارى "
شاهدت الصغيرة جيمين يلوى رأسه يطقطق عظام رقبته الناصعة ويرتشف من النبيذ " لا ، ولكن يمكننى معرفة أن الشخص يفكر بى " قال وتنهدت سماح بصوت عالى " فيووه كنت أعتقد أننى سأموت "
" لماذا ؟ ما الذى تقولينه عنى؟ " ضحك جيمين وتمكنت سماح من معرفة النبرة الشريرة للرجل ، ما الذى ستخبره به؟ هل تقول أنها تتخيل جيمين برأس خيارة ؟ أو أنه أصلع برأس يشبه البيضة المسلوقة
لا يسع سماح إلا الضحك بصوت عالى وتجاهل جيمين للمرة الثانية والعودة للكتب الثقيلة ، رتبتهم بشكل جيد وكانت فخورة بعملها بالفعل ، والآن كان عليها الإنتقال لتنظيف المكتب
كانت بصدد سحب ورقة لكنها لم تنتبه لوجود زجاجة الحبر فوقها .
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
