-الرُهاب الاجتِماعي-

41 5 0
                                    

تُعدّل من جلستها، تنظر إلى من يفرك يداه أمامها، ثم تبتسم له بلطفٍ علّها تهدّئ من ارتباكه، فبادلها بخجل ثم سرعان ما وجّهت نفسها لمتابعيها الكرام، حتى تعرّفهم على ضيف اليوم.

مرحبًا بكم سيداتي وسادتي، معنا ومعكم ضيفنا اليوم «الرهاب الإجتماعي».

حمحمت توجّه له الحديث: «أيمكنك التعريف بنفسك؟».

- بالطبع، أنا حالةٌ من الخوف الملحوظ، أُظهر علامات الارتباك على صاحبي في المواقف الاجتماعية.
أعراضي تتلخّص في تعريفي، لكن ليس أي خوفٍ أو ارتباك، بل الفرط فيهما بشكلٍ غير مبرّر، فمن الممكن أن يتعرّض المصاب بي لنوبة هلع قبل الموقف الاجتماعي، حيث سيكون محطّ الأنظار من الآخرين، فهو يتخيّل نفسه داخل الموقف، ويتوقّع الأداء الضعيف منه والنبذ من الاخرين، لذا يتجنّب كل ما يجعله شخصًا لافتًا للأنظار.

عقدت حاجبيها تسأله: «ولكن لمَ كل هذا؟».

- يخاف أن يبدو صاحبي بشكلٍ مُخزٍ أو مربكٍ أمام الحضور.
يمكننا القول أن سلوكيات الأهل مع صاحبي أثناء مرحلة الطفولة خصّيصًا:
• الحماية الزائدة.
• التحكّم المبالغ فيه.
• جعله _بشكلٍ أو بآخر_ يتجنّب إقامة علاقاتٍ اجتماعية.
• وأخيرًا، التوقّعات المبالغ فيها لسلوكيات طفلهم.

- حسنًا، والحل إذًا؟

- معكم سبعة حلولٍ للتخلّص منّي:
١- تعرّض المصاب للمواقف الاجتماعية، وتشجيعه حتى يتخطّى حاجز الخوف.

٢- التدريب على المهارات الاجتماعية التي تضمن المهارات اللفظية الأساسية للتفاعل مع الآخرين بشكلٍ جيد.

٣- التدرّب على الاسترخاء.

٤- إعادة البناء المعرفي، الذي يتعمد على توجيه المصاب إلى أنّ ما يسبب القلق ليس الموقف الاجتماعي؛ بل أفكار الفرد حوله.

٥- اضربوا أمثلةً له _ولو بسيطة_ عن علاقاتٍ ناجحة في حياته، مثل: نجاحه في إقامة علاقاتٍ مع أفراد عائلته، أو البدء في محادثةٍ مع صديقٍ أو فردٍ جديد.

٦- النمذجة؛ حيث رؤية الفرد لأفرادٍ مشابهين له ينجحون في بعض النشاطات ببذل المجهود يرفع من معنوياته ويزيد آماله.

٧- الإقناع اللفظي؛ إقناع الفرد بأنّه يمتلك قدراتٍ للتغلب على خوفه وتشجيعه.

- شكرًا لك، أفدّتنا وأسعدنا وجودك.

وفي حفظ الله مع لقاءٍ آخر يحتوي متابعينا بشغفِ حبِّ المعرفة.

°•~°•~°•~°•~°•~°•~°•~°•~

(المُلخّص)

𓆪 الرهاب الاجتماعي 𓆩

التعريف:
في حالة اضطراب القلق الاجتماعي _الذي يُطلق عليه أيضًا الرهاب الاجتماعي_ تسبب التعاملات اليومية قلقًا بالغًا، وارتباكًا وشعورًا بالإحراج بسبب الخوف أو السخرية من أن تكون محل مراقبة أو حكم سلبي من الآخرين.

الأعراض:-

الأعراض الشعورية والسلوكية :
-الخوف من المواقف التي قد يحكم فيها الآخرون عليك حكمًا سلبيًا.
-القلق من إحراج أو إهانة نفسك.
-الخوف الشديد من التعامل مع الغرباء أو الحديثِ معهم.
-الخوف من أن يُلاحظ الآخرون أنك تبدو قلِقًا.
-الخوف من الأعراض الجسدية التي قد تسبب شعورك بالإحراج، مثل احمرار الوجنتين أو التعرق أوالرعشة أو ارتجاف الصوت.
-تجنُّب فعل أشياء للآخرين أو الحديث معهم خوفًا من الإحراج.
-تجنُّب المواقف التي قد تكون فيها محور الاهتمام.
-القلق المسبق من نشاط أو حدث تخاف منه.
-الخوف أو القلق الشديد أثناء المواقف الاجتماعية.
-تحديد أدائك والتعرف على العيوب التي شابت تعاملاتك بعد موقفٍ اجتماعيٍّ ما.
-توقع أسوأ العواقب الممكنة بسبب تجربة سلبية تعرضت لها أثناء موقفٍ اجتماعيٍّ ما.

الأعراض الجسدية:
-احمرار الوجنتين.
-تسارُع ضربات القلب.
-الارتجاف.
-التعرُّق.
-اضطراب المعدة أو الغثيان.
-صعوبة ملاحقة الأنفاس.
-الدوخة أو الدوار.
-الشعور بأن عقلك قد فرغ تمامًا.
-توتر العضلات.

الأسباب:-

-الخصائص الوراثية: يغلب على اضطرابات القلق أن تكون متوارثة في العائلات، ولكن ليس من الواضح تمامًا مقدار ما يكون ناتجًا منها عن عوامل وراثية ومقدار ما يكون منها سلوكًا مكتسبًا.

-بِنية الدماغ: قد تؤدي منطقة في الدماغ يُطلق عليها (اللوزة) دورًا في التحكم في الاستجابة للخوف، وقد يكون لدى الأشخاص ذوي اللوزة مفرطة النشاط استجابة عالية للخوف، ما يسبب زيادة القلق في المواقف الاجتماعية.

-البيئة: قد يكون اضطراب القلق الاجتماعي سلوكًا مكتسبًا؛ فالبعض قد يُصاب بقلق بالغ بعد موقف اجتماعي غير سارٍ أو محرجٍ، ربما يكون هناك أيضًا ارتباط بين اضطراب القلق الاجتماعي والآباء والأمهات الذين تبدو عليهم سلوكيات قلقة في المواقف الاجتماعية أو أكثر سيطرة أو حرصًا على أطفالهم.

الوقاية:-

-لا توجد طريقة للتنبؤ بأسباب إصابة شخص ما باضطراب القلق، ولكن يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل تأثير الأعراض إذا كنت تعاني القلق، كما يلي:

-الحصول على المساعدة مبكرًا.
قد يصعُب علاج القلق في حال تأخرت عن علاجه، شأنه في ذلك شأن الكثير من الأمراض العقلية الأخرى.

-احتفظ بدفتر يوميات.
يمكن للاحتفاظ بسجلات لحياتك الشخصية أن يساعدك واختصاصي الصحة العقلية على تحديد أسباب التوتر، والظروف التي تساعدك على الشعور بالتحسن.

-تعيين أولويات في حياتك.
يمكنك الحد من القلق عن طريق إدارة وقتك وطاقتك بعناية، فاحرص على قضاء بعض الوقت في فعل الأنشطة التي تستمتع بها.

-تجنُّب تعاطي مواد غير صحية.
يمكن أن يتسبب تعاطي الكحول والمخدرات، بل وتناول الكافيين أو النيكوتين، في حدوث القلق أو تفاقمه، فإذا كنت مدمنًا على أي من هذه المواد، فقد تُصاب بالقلق عند الإقلاع عنها، وإن لم تستطع الإقلاع عن التدخين بمفردك، فراجع مزود الرعاية الصحية، أو ابحث عن برنامج علاجي أو مجموعة دعم لمساعدتك.

«مَا وراءَ النفس»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن