البِدايَة

260 43 9
                                    


ضجيجٌ عالٍ، تجمٌعات في كل مكان، الجميع يتخبط ببعضه البعض، وكلٌّ يعمل على قدم وساق، وصوت قائد المحللين يصدح من مكبر الصوت: «فتيات، اجتماع طارئ.»

التفتت ليان لياسو باستغراب: «غريب! القائد دائمًا ما يعلمنا بموعد الاجتماع مسبقا، ما الذي جد في الأمر؟»

نظرت لها ياسو بريبة: «هل تظنين أنهم قد اكتشفوا إحدى مصائبنا ويخطّطون لطردنا؟»

تقدّمت ريم من خلفهم مردفة بهدوء: «لن يفعلوا، لا تقلقا، هيا معي.»

دلف الجميع، وجلس كلّ في مكانه ينتظر القائد حتى يخبرهم عن سبب الاجتماع.

دخلت القائدة عليهن ملقية السلام: «سلام الله عليكن حبيباتي، كيف حالكن؟»

وعد: «بخير الحمدلله، ماذا عنكِ؟»

سفاحة: «وعليكِ السلام، الحمد لله بأحسن حال، ماذا عنكِ؟»

بيلا: «دمتن بخير حبيباتي، أنا بخير ولله الحمد.»

ياسو: «وعليكِ السلام قائدتنا الجميلة -تبتسم بتوتر مبتلعة ريقها- ما سبب الاجتماع المفاجئ؟ -تهمس- ارجو أنها لم تكتشف مصائبنا.»

همس كل من ليان وسفاحة: «اخفضي صوتكِ، ستسمعنا»

نظرت لهن القائدة بشك: «فيمَ تتهامسن؟ لا تقلن أنكن افتعلتن مصيبة جديدة!»

ابتسمت ياسو بتوتر: «لا أبدًا، نحن هادئات ولطيفات.»

أردفت وعد بسرعة: «رئيسة! أنتِ تعرفين صغيراتك، إنهن لطيفات -تهمس بخفوت- لم تكن لتقول هذا لو لم تكن تعرفهن.»

لوحت ليان بيدها: «تعرفين كم أننا لطيفات وهادئات ولا نفتعل المشاكل، صحيح؟»

ابتسمت ريم بهدوء: «هن جيدات لا تقلقي، إنهن تحت رعايتي.»

ضحكت بيلا: «فعلًا، أنتن هادئات وبريئات جدًا، وأنا أكثر من يشهد.»

تحمحمت ليان بينما ترمقها بشك:«شكرًا لثقتكِ آنسة بيلا!»

تبتسم مستمعة لحديثهن لترتب الملفات أمامها: «حسنًا حبيباتي، ركزن معي.»

بيلا: «حسنًا بالطبع جميعكن تتساءلن باستغراب عن هذا الاجتماع، فهل لدى إحداكن فكرة عن سبب إقامته؟»

شهقت نينا بصدمة مضحكة: «هل سيتم طردنا؟»

نبست ريم بهدوئها المعتاد: «همم، لاقتراح أفكار جديدة ربما؟»

نينا وسفاحة: «لا فكرة لدينا.»

ناظرت وعد الفتيات أمامها بحدة: «أعتقد عن آخر كتاب ذكرتيه لنا!»

بيلا: «أصبتِ، بخصوص كتابنا الأخير، لقد حادثت ريا بالأمر وأعلمني قراره الأخير بشأن هذا الموضوع، وقد..»
توقفت عن الحديث وقد حافظت على تعابيرها فارغة.

شهقت ليان بدرامية: «لمَ الصمت المفاجئ؟»

ابتسمت ريم بتوتر: «ما.. ماذا؟ هذا يوترني.»

سفاحة: «ما قراره؟ لا تقولي أن الفكرة أعجبته ويطلب صنع أكثر من كتاب!»

بيلا: «برأيكم، هل وافق ري على هذا؟»

أجاب الجميع مؤيدين موافقة ريا على الفكرة.

بيلا: «حسنًا، منذ مدة كنت قد اقترحت على ريا فكرة بديلة للكتاب قد وجدتها أفضل وأكثر عملية، وهي أن نقوم بمقابلات أسبوعية عن اضطراب معين ببرنامج إذاعي، لكن بالطبع هي لا تزال مجرد فكرة وتحتاج لتفكير عميق وتخطيط متقن، لذا دعن ريم تشرح لكنّ كيفية سيرها.»

ريم: «حسنًا، استمعن لي، سيكون البرنامج عبارة عن مقابلة مع اضطراب نفسي معين كما ذكرت القائد، وكل منا سيقوم به بطريقته، فكيف تكون هذه المقابلة؟
سيقوم المضيف بطرح عدة أسئلة عن الاضطراب الذي يستضيفه بهدف تعريفه لمتابعينا الأعزاء وذلك بسؤالهم عن تعريفه، أعراضه، أسبابه، وعلاجه، وقد يمكن إضافة أشياء أخرى إن وجدت.»

بيلا: «سلمتِ ريم، الآن اطلعنا عن مضمون البرنامج، لكن طريقة تقديمه ستكون مختلفة قليلًا، فكيف هذا؟ سأخبركن، بالفعل جميعنا يعرف أن البرامج الإذاعية يقومُ بتقديمها مذيع واحد أو اثنان، لكن نحن في كل مرة سيكون شخص منكن هو المذيع، وسنسير بالترتيب، أي شيء غير مفهوم للآن؟»

تحمحمت وعد متسائلة: «أليس هذا كثير؟»

تكلمت سفاحة معترضة: «ألا يمكن إعفائي من دوري كمذيعة؟»

بيلا: «لِمَ عزيزتي؟»

وضحت سفاحة قائلة: «لأنني متوترة، لم أجرب أن أكون مذيعة من قبل.»

أجابتهما ريم بهدوء: «سنتعاون، أنا بعونكم دائمًا، معا لن نتوتر ولن نخاف لذا لا تقلقي.»

ناظرتها سفاحة بجدية لأول مرة ممّا أربكها: «ريم، هل أعترف لكِ بشيء؟»

ريم: «أجل، تفضلي.»

سفاحة: «أحبكِ يا فتاة.»

صفقت ياسو بحماس: «إن واجهت إحداكن أيّة صعوبة سأقوم بمساعدتها، اعتمدن علي صديقاتي.»

وعد: «إن شاء الله سيكون عملًا جماعيًا ونجعل المدير فخورا بنا.»

نظرت لهن بيلا بفخر: «فخورة بكن وبتكاتفكن جميعا، حفظكم الله.»

فرقعت نينا بأصابعها على طاولة الاجتماعات لجلب انتباههن: «فتيات صحيح لقد تذكرت، أريد مساعدتكن بشيء.»

همهم الجميع ينظر لها.

نينا: «أريد مساعدتكن في جمع معلومات عن اضطراب ما، هل يمكن؟»

أومأ الجميع موافقين.

بيلا: «حسنًا الآن، لدي سؤال، ألم يستنتج أحد سبب الضجة في الخارج؟»

ياسو: «اممم، ربما لدينا ضيف مهم في الشركة؟»

بيلا: «كلا، فبعد أن وافق ريا على البرنامج قررنا بدء العمل عليه، وها هم يضعون لمساتهم الأخيرة بالتحضيرات خاصته، وسنبدأ به قريبًا جدًا بإذن الله، مستعدون؟»

الجميع: «مستعدون.»

أخذت بيلا ترتب أوراقها وأخذتهم بيديها لتعلن: «انتهى الاجتماع، ألقاكم قريبًا إن شاء الله.»

فتَرك كلّ مكانه و انصرف لإكمال عمله.

•°☆•°☆•°☆•°☆•°☆•°☆•°☆•°☆

_فَريقُ المُحلِّلين.

«مَا وراءَ النفس»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن