- حينما يكفر الإنسان بالله ، ماذا يحدث ؟
نطق الأمير ينظر نحوي بتركيز، فوضعت الكتاب على الطاولة أمامي ، أتجهز للرد عن سؤاله .
- حينما يحدث هذا ، فإن كل مخلوقاته ، يطلبون الإذن من الله لمعاقبة هذا العبد ، و ذلك لتجرءه على الخالق ، لكن أ تدري ماذا يقول الله ؟
رفع حاجبيه متسائلا ، فقلت
-يقول ، لو خلقتموه ، لرحمتموه ، أي ، لو كانوا هم من خلقوا ذاك العبد ، لكان لديهم رحمة به ، فلا يعذبونه، بل يرأفون به .
رحمة الله وسعت كل شيء ، لذا ، لا توجد أي قوة قد تجبرني على ترك الإسلام ، على الكفر بالله ، هو أرحم الراحمين ، و هو لطيف بعباده .
توقفت عن الحديث ، و قد غامت عيناي بالدموع ..
أما عن الأمير ، فقد كان صامتا ، و يبدو أنه يفكر بما قلته .- أ تحبين أنتِ الله ؟
رمشت بعدم استيعاب ، لكنني قلت بثقة و تأكيد
- نعم ، أحبه كثيرا .
بلل شفتيه بلسانه ، ثم قال
- و أ يحبكِ الله ؟
تفاجأت من ما قاله ، لكن هناك ابتسامة داعبت شفتاي ، متخيلة أن الله بعزته و جلاله يحبني.
- لا أدري ، لكن هناك حديث يقول ، أن الله إذا أحب عبدا ، أخبر جبريل و أمره أن يحبه ، و يخبر جبريل الملائكة ليحبوه، ثم يحبه أهل الأرض جميعا .
ابتسم بخفة ، ثم أردف
- هذا يفسر شعوري بالألفة تجاهك .
ابتسمت و لم أعلق ، فسأل هو مجددا
- بالمناسبة من هو جبريل ؟
- هو الملك الذي كلفه الله سبحانه و تعالى ، بإيصال الوحي للرسول صلى الله عليه و سلم .
أومأ بفهم ، وأردف أيضا
- ما الذي قلته بالعربية ؟
- كان ذلك عبارة صليت بها على الرسول ، فإنه إذا ذكر اسمه ، على من سمعه أن يصلي عليه .
نظر لي بتركيز ، و قال
- أعيديها.
عقدت حاجباي بعدم فهم
- عبارة الصلاة .
شرح هو
- صلى الله عليه و سلم .
- ببطء
- ص ل ى الله ع ل ي ه و سل م .
أومأ و حرك شفتيه يقول
- صلى الله عليه و سلم .
لم تكن واضحة ، لكن فعلته تلك ، لامست قلبي ، و ظهر ذلك في ابتسامتي
- عليه الصلاة و السلام .
أعقبت على ما قاله .
فابتسم و لم يتساءل هذه المرة .
- لقد أجبت على صلاتك على النبي .
أومأ ، و نهض من مكانه ، ليغادر.
- تصبحين على خير .
- في رعاية الله ، سمو الأمير .
رددت عبارتي المعتادة .
فابتسم و غادريتبع ... ♡