"عائشة "
نادى باسمي ، و يبدو أنه اعتاد عليه .
"ماذا هناك ،سمو الأمير ؟"
سألت أنا بعدما جلس مقابلي ، تفصل بيننا طاولة صغيرة موضوع فوقها كتاب كنت أقرأه .
رأيته يحك مؤخرة رأسه ، و يبدو أنه متردد من ما سيقول .
" في الحقيقة.. أردت أن أسألك بخصوص شيء ما ، و أخشى أنه تدخل مني "
قلصت المسافة بين حاجباي ، مستغربة .
ما الشيء الذي أربكه هكذا .
" لا بأس ،تفضل و قل ما شئت "
نطقت أخفف من ارتباكه .
" في الواقع، أردت استفسارك بشأن البارحة ، رأيت أن غرفتك مضاءة ، و الوقت كان متأخرا ، حوالي الساعة الثالثة ، فأردت الاطمئنان عنك ، هل هناك شيء يضايقك ؟"أردف كل هذا بنفس واحد ، و بعدما أنهى كلامه ، تنفس بعمق .
ابتسمت بخفة على ظرافته.
هو قلق من أن يكون هناك ما يضايقني .
" هذا لطف منك سمو الأمير ، و بخصوص جوابي ، فلا ، إطلاقا و الحمد لله ، ليس هناك ما يضايقني "
أجبته و لم أرد التطرق لما كنت أفعله .
لكنه يريد .
" إذا لم كانت غرفتك مضاءة ؟ هل تخافين الظلام ؟"سأل هو .
و كالعادة أجد سؤاله مضحكا و لطيفا .
" لا ليس كذلك ، حسنا أنا أخشى الظلام ، لكن ليس لدرجة النوم و الغرفة مضاءة، فأنا كذلك لا أحب النور أثناء النوم ، في الحقيقة ، كنت أصلي "
في النهاية كشفت سري .
" تصلين ؟ تصلين ماذا ؟ أو ليس هناك خمس صلوات فقط "
أومأت برأسي إيجابا .
" ليست صلاة فريضة ، كنت أصلي نافلة ، هناك صلوات الفريضة وهناك النوافل ، و ما كنت أصليه ، هي نافلة الليل ، في تلك الأثناء، ينزل الله جل جلاله إلى السماء الدنيا ، و ينادي عباده ، فيقول : هل من مستغفر أغفر له ، و هل من داع أستجيب له * و هي أفضل النوافل و أعلاها درجة ، لأن العبد يجاهد نفسه في القيام بدل النوم ، و يصلي و الكل نائم عداه ، و في تلك الصلاة ، كل ما تدعوه يستجاب و لو كان مستحيلا لدى الكل ، كما أن الله يغفر لكل من يتوب إليه في تلك الساعة "
تنفست براحة بعدما أكملت كلامي .
و أضفت .
" لم أكن أريد أن تعلم ، لأنها من الأشياء التي لا يجب المجاهرة بها ، فهي طاعة بينك و بين الله ، لا يعلم بها أحد ، لكن لا بأس بما أنك لا تعرفها ، و ذلك لأنه إن افتخر العبد بما يفعله من طاعات قد يغتر و يحرمه الله منها "
و بهذا ختمت حديثي .
ظل صامتا يستوعب ما قلته ، كإحدى عاداته .
" جميل ما قلته ، إذا هي صلاة للمعجزات؟"
أحببت ما أطلقه عليها من اسم يليق بها ، و قلت بابتسامة واسعة
" هي كذلك بالفعل "
يتبع ...♡