برجاء خلع معطف المنطق وارتداء معطف الخيال، سطورنا القادمة يسكنها القراصنة ووحوش المحيطات والسحرة ومصاصي الدماء والشياطين وابناء التنانين والمستذئبين والجن .. إن كنتَ لا تحب هذا النوع من الروايات فبرجاء الرحيل وتفقد الأنواع التي تفضلها بدون طرح فلسفتكَ المنطقية التي لن تفيدني في شيء.
قد تحتوي الرواية على محتوى ناضج في فصول قليلة سيتم وضع تحذير أو علامة قبله لتجنبه.
Enjoy the ride.♡
******
تحكي قصص الأجداد أن في الماضي البعيد كان البشر يعيشون في مساحة دائرية كبيرة على تلك الأرض، وتحاوطهم الغابات الكثيفة من كافة الجهات لتشكل حاجز بينهم وبين ما يوجد خلفها، كان كهنة المعابد يحذرون الناس من المرور عبر الغابات للجانب الآخر بسبب الشر والكائنات المظلمة التي تسكنها.
خاف البشر من المجهول الذي ينتظرهم في الناحية الأخرى وكانوا يضعون تمائم الحماية على أغصان الأشجار وأبواب البيوت وحول رقبة الأطفال الرضع.
ولكن لأن ما يميز البشر هي غريزة الفضول ولأن الممنوع مرغوب، قررت جماعة عبور حاجز الغابة لمعرفة ما يوجد خلفها. تقول الأسطورة أن من عبروا الغابات سكن الشر أجسادهم وصاروا وحوشًا يهاجمون صاحب الحظ العاثر الذي يلتقي بِهم.
توارثت الأجيال قانون عدم عبور الغابة حتى صارت فورسيت مدينة منعزلة عن باقي العالم .. لا يعرف عنها أحد ولا هي تعرف أن هناك مدن غيرها على كوكب الأرض، مدينة لا تزال تعيش في حقبة التواصل بالرسائل المكتوبة وتستخدم عربات الأحصنة كوسيلة نقل، مدينة لم تصل لها أيادي الحكومات القذرة ولم يُصاب أهلها بداء الخِسة والشر.
لكن ماذا سيحدث لو وصلت رسائل لفِئة من الجيل الجديد تدعوهم لعبور الغابة ورؤية ما خلفها .. هل سيوافقون؟
