ماهر ورشا ❤️

37 0 0
                                    

جلس يزيد بجوار أحمد وأشار لها بالجلوس.
نظرت له لمهلة من الوقت بإستغراب وتعجب وبالنهاية جلست .
يزيد بهدوء: أجلسي مارية.
اومأت له وانهت وضع الطعام ثم جلست معهم.
أحمد ناظرا لأسيل: تناولي الطعام أولا لأن هناك أدوية لابد أن تأخذيها ثم سنتحدث بكل شىء .
تنهدت بثقل وجلست ثم شرعت بتناول الطعام بعدما سمت الله.
شرع الجميع بتناول الطعام في صمت وهدوء تعجبت له أسيل وكانت اسأله كثيرة تدور بذهنها .
بعد مدة نهض يزيد فأسرعت أسيل تنهض خلفه فتألمت من رأسها لتضع يدها على جبهتها وقد شعرت بالدوار وبدأت تغلق عينيها.
أسندها يزيد وقال بقلق: أجلسي لما نهضتي فجأة هكذا؟! ، انتظري سأذهب لإحضار دوائك.
نهض أحمد وقال: اعطني الورقة سأذهب انا .
اومأ له يزيد واعطاه الورقه التي دون بها الطبيب العلاج اللازم لـ أسيل.
قالت مارية بقلق: سأحضر لها كوب ماء.
قالت أسيل بتعب : أنا بخير لا تقلقوا فقط لأني نهضت فجأة فشعرت بالدوار في رأسي.
يزيد بدفيء: حسنا أجلسي هنا.
اطاعته وجلست على الاريكه فجلس أمامها وتحدث بهدوء ولكن نبرته كانت قلقه: هل أنتِ بخير الآن.
اومأت له ثم تحدثت بعد دقائق: هيا أخبرني ما حدث.
نظر لها بعمق ثم قال: علمت صدفه أنكِ مختطفه في ذلك المكان وأردت انقاذك فقط .
أسيل بإستغراب: ولكن كيف علمت أنني مختطفة؟!.
يزيد بجمود: رأيت هؤلاء الرجال وهم يُجبروكِ على صعود السيارة حينما كنتِ جالسة مع تلك السيدة، بالبداية لم أفهم الأمر ولكن حينما اتبعتهم ووجدتهم يقيدوكِ ويضعونك في تلك الغرفة علمت انكِ مختطفة فحاولت انقاذك فقط ولكن الآن لابد أن تختفي لأنهم يبحثون عنكِ في كل مكان.
هزت أسيل رأسها بالايجاب بشرود بينما أحمد ينظر لـ يزيد بتعجب كيف ومتى رأي كل هذا وهو كان معه، ولكن مايكل.. بالتأكيد هو من قال له كل هذا.
يزيد بمكر ونظرات ثاقبة: حان دوري الآن لابد أن اسألك عن بعض الاشياء.
انتبهت أسيل وقالت بصوت متحشرج: ماذا؟
يزيد: هل تعلمين سبب اختطافك ومن هم هؤلاء ولما فعلوا بكِ كل هذا؟
أرتبكت أسيل ثم حولت نظرها لأحمد الذي ينظر لها منتظرا اجابتها التي يعلمها ثم اتجهت بنظرها إلى مارية التي تنظر لها بحزن وشفقة لم تدرِ سببهما ثم اعادت نظراتها لـ يزيد الذي لم يرفع عيناه عنها.
نظرت لعيناه مباشرة ثم قالت بهمس: أنت كاذب.
نظر لها بدهشة وكذلك أحمد ومارية فقال بعدم فهم: عفواً!!!
أسيل: انت لم تراني حينما كنت جالسة مع تلك المرأة العجوز !.
نظر لها بعمق وقال بإستخفاف: وما ادراكِ؟!.
أسيل بشرود: لم يكن هناك أحد في ذلك الوقت حينما أجبروني على الصعود بسيارتهم...
نظرت له وقالت : هل يمكنك اخباري بما رأيته كاملا حتى يمكنني تصديقك؟!.
يزيد بجمود: لستِ مضطرة لتصديقي أو لاكن جادًا أنا لا اهتم إذا كنتِ تصدقينني أم لا.
رفعت إحدى حاجبيها تلقائيا من رده المستفز وقالت: ولما انقذتني من براثن هؤلاء الاقذار واخذتني إلى المشفى لتعالج جروحي اذا كنت لا تهتم حقا؟.
قطب حاجبيه وقال: هذه خدمة انسانيه فقط.
غمغمت بهدوء بينما كان ينظر أحمد ومارية لهم بإستمتاع.
وقفت أسيل قائلة بنبرة باردة: شكرا لخدمتك الانسانيه ولكني سأذهب.
وقف بحده ونظر لاحمد ثم مارية وقال بصرامه: اتركونا بمفردنا قليلا.
توترت أسيل حينما وقف بهالته الضخمه المخيفة أمامها بينما خرج أحمد يكتم ضحكته وخلفه مارية المبتسمه.
نظر يزيد إلى أسيل وأمسك معصمها بقوة جاذبا إياها نحوه فأرتطمت بصدره الصلب مصدرة تأوه خفيف.
يزيد بنبرة حاده: هل تدركين ما تتفوه به شفتاكِ المثيرة واللعنة.
شعرت بلهيب في وجنتيها وشهقت من وقاحته خجلا وقالت بحده تخفي به خجلها الذي استمتع به يزيد: أنت...وقح.
أخرج يزيد زفير حار لفح صفحة وجهها فأغمضت عينيها بتخدر ومازالت أصابعه القوية تقبض على معصمها .
يزيد بنبرة هادئة: انصتي لي جيدا يـ فتاة،، هؤلاء الأشخاص لن يتركوكِ حتى يجدوكِ ويقتلوكِ أيضا، نعم أنتِ محقه أنا كاذب لأنني لم اراكِ حينما كنتِ مع السيدة العجوز، ولكني اعلم بكل شىء، من هم ولما اختطفوكِ وما يريدوا أن يفعلوه بكِ أيضا ،، لا تسأليني من أين أعلم بكل هذا،، أنا فقط احاول انقاذك من براثنهم،، هم لا يعلمون بما حدث ويظنون انكِ هربتي مجددًا، ولذلك لن يتركوا مكان ليبحثوا عنكِ فيه حتى يجدوكِ ولكن لا تقلقي أنتِ هنا بأمان ولا احد يعلم بشأن ذلك المكان أبدا وإن اردتِ أن تظلي بخير فأبقِ هنا حتى ينسوا امرك ولا أظن ذلك.
كانت حدقتيها متسعه وهي تنصت له فتحدثت مرتبكة: ولكني أردت أن أعلم من انت ولما انقذتني وكيف تعرفهم وتعرف كل تحركاتهم هكذا ؟.
ترك يزيد معصمها وقال بنبرة جامدة: لن اخبرك ...
ونظر لها وأكمل: ولا تظني أنني لا اعلم بهويتك يـ فتاة...
اقترب جوار أذنها وهمس: ألستِ إعلامية أيضا.
تعالت دقات قلبها واتسعت عيناها برهبة وابتعدت للخلف خطوتين وهي تنظر له بإرتباك.
نظر لها بإبتسامه خبيثه مستفزة ثم تركها وخرج.
وضعت أسيل يدها على قلبها وهي تزفر ثم قالت: بمن وقعت انا تلك المرة اللعنه .
ضربت جبهتها بحنق وقالت: بقيت اتكلم زيه كده ليه يخربيت كده نسيت لهجتي الأم.
دلفت مارية وبيدها كوب من الماء وحامل تضع عليه أدوية أسيل ثم تقدمت منها وتحدثت مبتسمه: احضرت لكِ دوائك.
نظرت لها أسيل وابتسمت بتردد ثم أخذت دوائها وشربته.
اعطت الكوب لها وتنهدت.
ربتت مارية على كتفها وقالت: ألن ترتاحي قليلا؟!.
اومأت أسيل فقالت مارية: تعالي معي لارشدك إلى غرفتك...
اوقفتها أسيل قائلة بتردد: لا اريد أن استريح بغرفة الصغير.
رفعت مارية حاجبيها بدهشه وقالت: لما؟؟ هناك غرف كثيرة غيرها مجهزة بكل شىء لا تقلقي.
أسيل: لا ارجوكِ لن اكون مطمأنه اريد أن امكث بغرفة الصغير .
نظرت لها مارية بتردد ثم قالت: حسنا ،، أردت اخبارك أن السيد يزيد رحل ومعه السيد أحمد فلتأخذي راحتك لا يوجد أحد غيرنا والصغير هنا.
ابتسمت لها أسيل وامآت بالايجاب ثم ذهبت لغرفة الصغير .
ابتسمت بحب وحنان حينما وقعت عيناها على الصغير النائم بعمق وهدوء ثم نظرت للفراش الوثير الذي بجانب سرير الصغير .
نزعت حجابها وحذائها ثم
تسطحت عليه متكورة على نفسها وسحبت الغطاء فوقها وظل نظرها معلق بالصغير أيان حتى غفت.
نظرت لهم مارية من الخارج وابتسمت ثم ذهبت إلى غرفتها لتنام هي الأخرى.
................…..
في الصباح الباكر...
اشرق نور الصباح منتشرا في كل مكان باعثا أملا جديدا لكل فرد حي يرزق بأن مازالت هناك الفرصه لديه طالما به النفس.
صف يزيد سيارته بهدوء في المزرعه وترجل منها .
فتح باب المنزل ثم دلف وعينيه تجوب المنزل بالداخل يريد رؤية تلك الأسيل.
بحث عن مارية فوجدها نائمة فلم يشأ أن يوقظها ليسأل عن أسيل.
قال بداخله: بالتأكيد هي نائمة الان بأحدى الغرف.
أدار ظهره ثم اتجه نحو غرفة ابنه الصغير.
فتح الباب بهدوء ودلف مغلقا خلفه الباب دون صوت حتى لا يستيقظ الصغير.
التفت فأتسعت عيناه دهشه من ذلك الجسد المتسطح على الفراش.
خمن انها الفتاة أسيل فتوجه مندهشا ثم أزال الغطاء بخفه من فوق رأسها.
نظر لوجهها متأملا إياها دون وعي بداية من عينيها المغلقة تحاوطهم رموش كثيفه وطويلة وحاجبيها المنمقان ثم أنفها المستقيم ووجنتيها الملساء و شفتيها التي تغازل بهم بالأمس بكل وقاحه .
ابتسم لتذكره وعاد ينظر لها وتلك المرة ينظر لشعرها الخجري الذي تخفيه عن عيناه.
تسائل بخفوت: لما تخفيه دائما فهو رائعا للغاية.
أراد أن يلمس شعرها ولكنه خشى أن تستيقظ .
أحب ملامحها الهادئة في نومها وأيضا حين استيقاظها فهي دائما هادئة منذ أن رآها.
شعر بحركه الصغير جانبه فالتفت له.
ابتسم بهدوء حينما بدأ الصغير أيان يستيقظ ويفتح عينيه .
مال بجذعه يداعب وجهه فنظر أيان له وابتسم مصدرا أصواتا طفولية يعشقها يزيد " بل جميعنا نعشقها ".
حمله يزيد حتى استفاق الصغير كاملا .
رفع يديه الصغيرة يحاول امساك وجه والده وهو يصدر قهقهات طفولية .
ابتسم يزيد بإتساع وهو يقبل وجنتي الصغير بحب.
وقع نظر الصغير على أسيل النائمة لا تشعر بشىء حولها فأصدر صوتا وهو يفرد يداه الصغيرة بإتجاه أسيل بمعنى أنه يريد الذهاب لها.
نظر له يزيد وقال بحنو: لا يـ صغيري لنتركها نائمة.
ظل الصغير مصرا على طلبه وبدأ يتذمر من عدم انصياع والده له واوشك على البكاء.
يزيد سريعا: لا لا تبكي حسنا انتظر.
تقدم يزيد وجلس على طرف الفراش ناحيه وجه أسيل ثم وضع الصغير على فخذه ونظر له.
حاول أيان أن يتقدم لاسيل حتى نجح وتمسك في بلوزتها التي ترتديها.
تسطح بجانبها وهو ينظر لها ويداه تعبث بوجهها مصدرا ضحكات مجلجلة.
ضحك يزيد بخفه وكم يستغرب علاقة أيان بأسيل وتعلقه بها وهو لم يراها سوى ليلة أمس.
أستيقظت أسيل على مداعبات الصغير وفتحت عينيها فقابلها وجه الصغير الضاحك بعيناه الزرقاء الصافية .
اتسعت عيناها بإنبهار بعدما رأت لون عيناه عن قرب وابتسمت بحب وهي تداعبه قائلة بلهجتها الأم: يروحي انت نايم جنبي؟
لم ترى يزيد الذي ينظر لهما وبداخل عقله يرسم ذلك المشهد متخيلا انها زوجته وهذا طفلهم.
أسيل بإستغراب: بس انت كيف جيت جن...
لم تكد تكمل كلامها الذي لا يفهمه الصغير أو يزيد حتى وقع نظرها على يزيد الذي ينظر لها فشهقت بخضه وهي تعتدل سريعا .
تفهم يزيد فزعها الذي هو سببه فحمل الصغير قبل أن يسقط.
أسيل بحده: انت ازاي تدخل وتقعد جنبي كده ؟
نظر لها بعدم فهم فزفرت بحده بعدما تذكرت أنه لن يتفهم لهجتها .
لتحدثه بلغة البلد هنا قائلة: ماذا تفعل هنا... بجواري؟!.
تنهد وقال: لم اعلم أنكِ هنا ودلفت لارى الصغير الذي استيقظ لتوه واراد أن يجلس بجوارك.
اعتدلت ونزعت الغطاء عنها ثم وقفت على الأرضية الخشبية وكذلك وقف يزيد.
قالت بجمود: اعطني الصغير وأخرج.
يزيد بإستنكار: عفوا.
أسيل بنفاذ صبر: ألم تسمعني؟ اعطني الصغير وأخرج.
ابتسم بحده وعضلات فكه تنقبض على وشك الانقضاض عليها.
نظرت له بلا مبالاة واتجهت ناحيته وأخذت منه أيان الذي ابتسم بسعادة حينما حملته أسيل.
وضعته أسيل على الفراش ثم التفتت لتقطب حاجبيها لثواني وهي ترفع يدها لشعرها لتدرك انها بلا حجاب أمامه.
اتسعت عيناها بصدمه ونظرت له سريعا فأبتسم بجانبيه بعدما فهم ما يجول بخلدها .
أسيل بصدمه: انا بلا حجاب امامك؟.
لم يجيب عليها بل كان ينظر لها بإبتسامه باردة.
استفزتها ابتسامته لتتقدم منه وهي تدفعه بحده قائلة: تبا لبرودك يـ رجل أمازلت تنظر لي! أخرج الآن.
نظر لها ببرود وقبض على يديها يبعدهم عنه وأدار ظهره وخرج وقد اتسعت ابتسامته.
زفرت أسيل بعنف وقالت بلهجتها الأم: مكنش ناقصني غيرك...
أيان بتهتهة: دادادا...
التفتت أسيل له وسرعان ما ابتسمت بحنو متجاهلة ما حدث منذ قليل.
اتجهت له ثم حملته وقبلت وجنتيه المكتنزة وقالت: انت سكر كده ازاي...
ابتسم أيان دون أن يفقه شىء من حديثها فظلت أسيل تداعبه بحب وضحكاتهم تنطلق سويا.
...........
بعد قليل خرجت أسيل تحمل أيان على ذراعها وقد ارتدت حجابها .
وجدت مارية مستيقظه وتقف في المطبخ تعد الفطار.
جالت بنظرها لما حولها فلم تجد يزيد فتنهدت بإرتياح.
اتجهت نحو مارية التي ما أن ابصرتها حتى ابتسمت وقالت: صباح الخير .
ردت لها أسيل التحيه بإبتسامه فقالت مارية: فقط خمس دقائق وسيكون فطار كلاكما جاهزاً.
أسيل: أتريدي أي مساعدة؟؟.
مارية: شكرا عزيزتي لقد انهيت كل شىء بقى القليل فقط احضر طعام الصغير.
اومأت لها أسيل ثم ذهبت إلى حيث السفرة وجلست ثم وضعت أيان على فخذها واكملت مداعبه له .
بعد قليل وضعت مارية الطعام على الطاولة ثم أخذت الصغير من أسيل وجلست كي تطعمه ..
شرعت أسيل تأكل بنهم فهي جائعه منذ أمس فلم تأكل جيدا بسبب ما حدث البارحه.
بالرغم من أن الاكلات غريبة بالنسبه لها لم تجربها من قبل ولكنها تعلم بعض اسماء تلك الاكلات وأكلت منها ولم تبالي بشىء.
بعدما انتهت نظرت لمارية التي كانت تطعم أيان بهدوء فقالت بتردد: مارية أريد منكِ خدمه صغيرة.
نظرت لها مارية بإهتمام وقالت: بالتأكيد ماذا تريدي؟!.
أسيل بحرج: لا يوجد معي ملابس كما ترين أريد أن استعير منك أي شىء يصلح لارتديه مع الحجاب .
اومأت مارية بتفهم وكادت ترد عليها ولكن جاء صوت يزيد الهادئ: لستِ بحاجه لتستعيري من مارية لقد جلبت لكِ بعض الملابس خذي.
نظرت له بدهشة ورغم حنقها منه بسبب ما حدث بينهم إلا أنها ابتسمت بخفه وقفت وأخذت منه الحقيبة التي بداخلها الملابس وشكرته بخفوت.
اومأ يزيد بصمت ناظرا لها فنظرت لمارية وقالت بهدوء: أين الحمام.
تحدث يزيد: هناك غرفة معيشة معدة بكل شىء يلزمك وبها حمامها الخاص هناك على اليسار إن أردت المكوث بها .
نظرت له مارية بدهشه وقالت: سيدي ولكن تلك غرفتك.
نظر لها يزيد ثم أعاد نظره لاسيل التي تنظر له بعدم فهم ثم قال: لا مشكلة انها فترة مؤقته فقط.
اومأت مارية بينما لم تفهم أسيل مقصده هل يُعني حديثه أنها سترحل من هنا؟!.
أخذت نفس عميق ثم اتجهت لتلك الغرفة التي أخبرها عنها ودلفت.
بينما ذهب يزيد وجلس يتناول فطوره وهو يداعب أيان.
__________
عودة إلى مصر...
بمنزل أسيل...
كان حمزة بغرفته يجلس بحزن وهو ينظر لذلك البرواز الذي به صورة تجمعه مع شقيقته المفقوده .
تلمس وجهها وهو يقول بحزن: انتي فين يحبيبتي بس؟ ياترى اي اللي بيحصل معاكي الوقت ولا مين اللي خطفك وخطفك فين...
أخرج تنهيده عميقة مليئة بالحزن والألم والندم أنه لم يستطيع حماية شقيقته أو الوصول لها وهو يحمل نفسه الذنب كله بسبب تفكيره أنه لولا سماحه لها أن تقحم نفسها في المخاطر ما كان حدث كل ذلك،، ليته منعها وحبسها ولم يستمع لكلامها، ليته ..
رن هاتفه فأمسكه بثقل فرأى اسم المتصل ليغمض عينيه وهو يستعد للهجوم الذي سيحدث بعد قليل..
أجاب: ألو..
تحدث الطرف الآخر: ازيك يـا حمزة اخبارك وخالي عامل اي ومرت خالي وأخواتك....
ابتسامة حزينه زينت شفتي حمزة وأجاب: كلنا بخير يـ ماهر بس...
ماهر بإستغراب: بس اي؟ هو فيه حاجه ولا اي؟!.
ابتلع حمزة ريقه ثم قال: أسيل...
ماهر بقلق: مالها ؟؟
حمزة ملقيا قنبلته: أسيل مخطوفة بقالها ٣ شهور واكتر ولغاية الوقت منعرفش عنها حاجه ولا حد اتصل بينا ولا سمعنا اي خبر عنها ...
صمت يستمع لشهقة الاخير المصدومه ..
لم يتحدث ماهر من شدة صدمته وقدّر حمزة موقفه وصمته..
صاح ماهر بحده: انت غبي؟؟ أسيل مخطوفة بقالها تلت شهور ومحدش قالنا حاجه؟ اي احنا يهود ولا اي؟ اومال لو مكناش قرايب كنت قولت اي؟؟ بقى بنت خالي مخطوفة بقالها شهور والكل عارف وأنا هنا آخر من يعلم ...
حمزة بأسف: حقك عليا والله ما كنت واعي لحاجه ولا عارف اتصرف ولا اعمل اي حاجه وماما تعبت جدا بعدما عرفت أن أسيل اتخطفت وكل شوية في المستشفى وربنا وحده اللي يعلم بحالتنا والله وبسملة منهارة يادوب بتروح امتحاناتها بالعافيه وبابا الله يعينه ..
ماهر بغضب: مش مبرر ابدا يا حمزة اقفل يلا انا جايلكوا ...
تنهد حمزة وقال: ماشي توصل بالسلامة...
اغلق ماهر الهاتف وحدق أمامه بشرود ومازال مصدوما مما علمه من حمزة وبداخله نيران مشتعله أنه لم يعلم بما حل بأبنه خاله سوى الآن وبالصدفه أيضا وهو يحادث حمزة بعدما انقطع لفترة عن الاتصال بأحد نظرا لشغله الكثير وحياته منذ أن تزوج بـ رشا.
وعلى ذكر سيرتها ...
ألقى هاتفه على الفراش ثم خرج واتجه ناحيه غرفة رشا..
فتح الباب بلا مبالاة ودلف فوجدها تخرج من الحمام دون أن تنتبه له.
تصنم بمكانه وهو ينظر لها فقط كانت بمنشفة فقط تلفها على جسدها ...
نظر لساقيها العاريتين ثم رفع نظره إلى كتفيها وترقوتها البارزة ..
شهقت رشا حينما وجدته واقفا ينظر لها فقالت بحده وارتباك: انت ازاي تدخل اوضتي بدون ما تخبط أو تستأذن.
ابتسم ماهر بإستخفاف وتقدم منها قائلا بتهكم: والله دا بيتي وادخل اي اوضة فيه براحتي ومش محتاج استأذن من حد.
رشا بشراسة: عارفة أنه بيتك مش محتاج تعرفني بس انت اتجوزتني وانا هنا عايشة معاك ف البيت يبقى غصب عنك تحترم خصوصياتي...
ماهر بتهكم: خصوصياتك!!! انتي ناسية انك مراتي ولا اي يا مدام ويحقلي اني اشوفك بأي وضع واي شكل كمان ..
تصبغت وجنتيها بحمره الخجل وتلعثمت في كلامها ..
عادت للخلف وهي تقبض على تلك المنشفة التي تسترها حتى لا تسقط حينما رأت ماهر يتقدم نحوها وقد اقترب منها جدا.
لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها فأغمضت عينيها بشدة وهي تزيد من قبضتها على المنشفة .
ماهر بصوت خافت: ومتنسيش اني ماخدتش حقوقي الشرعيه منك لغاية الوقت يعني تسكتي خالص .
ابتعد عنها فأخذت رشا نفسها بعمق بعدما كانت تكتمه أثناء قربه منها.
ماهر بجمود: ما علينا انا مجتش هنا عشان دا ،، ألبسي هدومك وروحي حضريلي شنطه سفر صغيرة وحطيلي فيها طقمين بس ..
تساءلت رشا تلقائيا: ليه انت رايح فين..
التفت لها وقال بقسوة: ملكيش دعوة واللي قولته يتنفذ بدل ما تشوفي مني وش ميعجبكيش..
ثم تركها ورحل.
بينما تنهدت رشا بحزن وقد اعتادت كلماته القاسيه وتصرفاته الاقسى .
تذكرت ليلة زفافهم..                            :flash back
ماهر بنبرة غامضة: اهلا بيكي في الجحيم.
اتسعت عيناها بخوف ورهبة وقالت: في أي يا ماهر وبتتكلم كده ليه ...
ثنى يديها خلف ظهرها وهو يجذبها نحوه فتقلصت عضلات وجهها بألم وهي تقول: بالراحه في أي..
ماهر بحده: انا اتكلم زي ما انا عايز وزي ما أحب وانتي هنا تقولي سمعا وطاعة وملكيش انك تعترضي حتى ...
تجمعت الدموع بعينيها وقالت بصوت مرتجف: ليه انا عملتلك أي...
ابتسم بشراسة وقال بنبرة ساخرة: للاسف انتي معملتليش حاجه بس عملتي لغيري.
قطبت جبينها بعدم فهم فدفعها ماهر عنه بحده فكادت تسقط ولكنها أسندت نفسها جيدا ...
أشار بإصبعه السبابة نحوها وقال: انتي هنا مجرد خدامه ليا تلبيلي كل طلباتي بدون كلمة ،، أكل تحضريه، تنضيف الفيلا تنضفيها كلها، غسيل تغسليه كل حاجه تعمليها، حتى لما اعوزك في سريري تقولي حاضر ...
نظر لها بإشمئزاز: مع اني معتقدش اني هعوزك في سريري ابدا ..
كانت تنظر له بعينان جاحظه مليئة بالدموع وكلماته المهينه تشق قلبها لنصفين ...
أشار ناحيه غرفة معينه وقال: دي اوضتي حذاري تدخليها إلا لو هتنضفيها بس غير كده لو لمحتك فيها هقتلك فاهمة ولا لا،، والاوضة اللي هناك دي بتاعتك اترمي فيها ، كل يوم ارجع من شغلي ألاقي البيت نضيف والأكل جاهز ،، واه نسيت اقولك احنا قدام الناس كلها اكتر اتنين مبسوطين في الدنيا ولو حد حس بغير كده يا ويلك مني ساعتها مفهووووم؟!!!...
انتفضت من مكانها وشهقاتها خرجت رغما عنها فقالت بصدمه ممزوجه بالبكاء: ليه كده بتعمل معايا كده ليه،، وليه بتكرهني كده...
ماهر بنبرة ساخرة: والله اللي زيك ميتحبش اصلا،، ومتسأليش بعمل معاكي كده ليه عشان انا قدرك الاسود،، انا اللي هربيكي من اول وجديد يا رشا.
تساقطت دموعها كالمطر الغزير في ليلة حالكة السواد ويبدو أن تلك الليلة لن تنتهي بل ستظل ترافقها إلى مدى لا تعلمه الله فقط من يعلم.
ألقى لها حقيبتها بشكل مهين وقال بنبرة متهكمة : يلا يـ عروسة غيري هدومك وحضريلي العشا .
تركها وصعد إلى غرفته..
بينما انهارت رشا أرضا ووضعت يديها على وجهها تنتحب بشده.
........
دلف ماهر غرفته ثم اتجه إلى الشرفة مباشرة وفتحها..
وقف يخرج زفيره الحانق عدة مرات متتالية حتى هدأ قليلا.
ابتعد واتجه ناحيه خزانته ثم فتحها وأخرج له بنطال قطني وتيشيرت اسود ثم أخذهم ودلف الحمام يبدل ملابسه.
خرج بعد مدة ثم قال بتفكير: اما اشوفها عملت اي؟
خرج بخطوات بطيئة ثم نزل فوجدها على حالتها كما تركها منذ قليل أشتعلت عينـاه بغضب جحيمي وتقدم منها جاذباً يدها بقوة وهو يقول بنبرة غاضبة: انتي لسة قاعدة مكانك!
رفعت عيناها الدامعه له وهي تشعر بتحطم عظام يدها تحت قبضته القوية فأوقفها بحده واستسلمت لجذبه.
قال بنبرة حاده: اسمعي يا شاطرة عشان نعرف نعيش مع بعض اي حاجه اطلبها منك وتنفذ وبسرعة بدون مجادله فهماني ولا لا.
رشا بصوت مختنق: ليه بتعمل معايا كده طالما انت بتكرهني ومش طايقني ليه اتجوزتني.
ماهر بنبرة فحيح الافعى: عشان اعذبك.
ترك يدها و اعطاها  ظهره قائلا بجمود: خمس دقايق والاقيكي قدامي في المطبخ بتحضري الاكل.
مسحت دموعها وقالت بجمود: وان رفضت؟!
التفت لها بغضب وقال: مفيش حاجه اسمها ارفض انتي هنا تنفذي اللي اقوله وبس لا ليكي الحق انك ترفضي ولا تعترضي.
غضبت من حديثه لتقول: ليه هو انت كنت اشتريتني عشان تتحكم فيا.
اجاب ماهر ببرود ندم عليه: اه اشتريتك ودفعت تمنك بالغالي كمان ولا انتي ناسية كل اللي عملته معاكوا.
رفعت نظراتها المنصدمه والمتألمه من حديثه له وعادت دموعها تنهمر من جديد وهي تشعر بأنها ولا شىء هنا بسبب كلماته المهينه التي تسمعها منذ ان خطت بقدميها منزلهم المشؤوم.
اخفضت رأسها ارضا بإنكسار وذهبت دون كلمه ناحيه الغرفة التي ستمكث بها وهي تجر حقيبتها ومعها اذيال خيبتها.
زفر ماهر بضيق وقال في نفسه: مكنش لازم اقول كده.
رفع نظره وقال بجمود: لا هي تستاهل.
_______
تمر الايام على ذلك المنوال وماهر يعمل رشا بكل استحقار وكراهية لا يتوانى عن تسمعيها كلمات تشطر قلبها لنصفين تجعلها تكره نفسها اكثر واكثر...
يعاملها ببرود وجفاء ودوما يلقى عليها الكثير من الاوامر يجعلها تنظف كل شىء بالفيلا وتفعل كل الاعمال المنزلية ورغم ذلك لا يتوانى عن بهدلتها وتهزيقها عن اقل غلطه...
كانت حالة رشا تسوء يوما عن يوم بسبب معاملة ماهر لها وبسبب عملها كخادمة له في الفيلا ف الفيلا كبيرة جدا عليها وتتعب بشده اثناء تنظيفها.
تحدثها والدتها كل فترة تطمئن عليها ورغم محاولات رشا ان تخفى ألمها عن والدتها وما يحدث معها إلا ان والدتها لاحظت تغيرها المفاجىء وسألتها إن كان بها شىء ولكن اجابت رشا بالنفي.
لم تقتنع مديحه بحديثها فقررت زيارتها.
_______

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ليل غيّر حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن