4

1.1K 34 5
                                    

أحب الليل ولكنني أكرهه ،يمكنكم القول أن لدي مشاعر غير مفهومة اتجاهه ،أحب الليل وسكونه، نجومه المضيئة، لونه الداكن ،أزقته الخالية من عبث وضجيج المارة ،أحب لون القمر الخافت ،لكنني أكرهه ،أكره الذكريات السيئة التي تستوليني عند قدومه ،الدموع التي أذرفها،والأحلام التي تراودني، أكره الكوابيس التي تجعلني أنهض مفزوعة ، و النوم الذي يتخلى عني في منتصفه.
وها أنا أراقب كل شبر من السماء ،أشعر برطوبة حزن غريبة تتسلل داخلي ،محظوظ هو من يستطيع محاربة مواجعه وآلامه، متسلحا دائما على استعداد للقتال في سبيل راحته النفسية.
حل الصباح وهو أول يوم لي في الجامعة ،رغم أنني أكره شمس الصباح الباكر ،إلا أنني أكون دائما أول المستيقظين لملاقاتها، كذلك الطرف الذي يستمر في العلاقة فقط لأن الطرف الآخر عاشق ومتيم به .
أخذت قهوتي الصباحية التي أعددتها بحل حب وخرجت مسرعة لكي لا أجعل السيد رفيق ينتظرني أكثر ،فهو من سيقوم باصطحابي في أول يوم لي .
هل أنت متحمسة لليوم ،سألني السيد رفيق.
امم لن أنكر أنني متحمسة ،لكن أخاف أن تنطفئ شعلة حماسي عند الوصول .تمتمت
نعم أنا كذلك ،متحمسة وخائفة.
خائفة من ماذا ،لا تقلقي ،أنا أفهم شعورك لكن كل شيء سيكون بخير ،أنا متأكد من ذلك.
بعثت كلماته القليل من الطمأنينة فهو لم يفتك يوما في تقديم كلمات المواساة لي وهو ينجح دائما في ذلك.
وصلت للجامعة حيث سأقضي معضم أوقاتي هناك،دلني السيد رفيق على طريق القاعة ،لأنه يعرف المكان ،لكون ابنته إحدى خريجات هذه الجامعة .
اتجهت صوب المكان المحدد ،وفهمت من خلو المكان أنني أول الحاضرين ،بدأت القاعة تمتلئ شيئا فشيئا بالطلاب إلى أن حضر المدرس.
مرت دقائق على بدأ المحاضرة لكن يبدو أن هناك شخص متأخر .مهلا هل هذه ....
Pov سارة
استيقظت كعادتي متأخرة أبعد خصلات شعري عن وجهي لأنها تحجبني عن الرؤية ،حظيت بليلة مريرة و ها هو الصباح يكمل ما بدأه الليل ،أول محاضرة لي علي الذهاب إليها متأخرة ،ارتديت ملابسي والتي هي عبارة عن جاكيت وسروال جينز ،حملت مظلتي وقفازاتي وركبت دراجتي النارية مسرعة للوصول.
لا اتذكر كيف وصلت ،لكنني دخلت المحاضرة وسط مشاهدة الجميع ،الذين كانو يرمقونني بنظرات كما لو أنني ارتكبت جريمة .
ماهذا يا ناس لقد تأخرت بضع دقائق فقط. تمتمت بيني وبين نفسي .
بدأت أبحث لي عن مقعد بعد سماع توبيخ المدرس
لأتفاجئ برؤية شخص أعرفه ،أو بالأحرى تعرفت عليه مؤخرا،
جارتي العزيزة مرحبا.
Pov صابرين
أخذت مكانا بجانبي وألقت التحية .
اكتفيت بالسكوت خوفا من أن يفوتني جزء من المحاضرة .
هل قمت بتدوين المحاضرة من أولها ؟
هل يمكنك إعارتي دفتر التدوينات؟
استمرت بطرح الأسئلة حتى كاد ينفجر رأسي من صداعها، هل يمكنك التوقف ألا ترين أنني مشغولة في
الاستماع .قلت لها محاولة خفض صوتي إلى أقصى حد خوفا من سماع المدرس.
انت جريئة هاه.قالت
مزقت ورقة من دفتري وقمت بتدوين جملة وأزحتها باتجاهها.
أومأت برأسها للأسفل لتقرأ ما كتبت
"أيتها الصاخبة ،هل يمكنك تأجيل أسئلتك حتى انتهاء الحصة ".
لتنظر إلي بعدها
لأرد عليها بابتسامة مزيفة.
إسمي سارة وليس الصاخبة أيتها الجريئة.
.
.
.
.
.
.
.
.

كان من المفترض أن نكون أصدقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن