28

612 19 3
                                    

سارت سارة إلى كافتيريا الجامعة وتبعتها بخطوات مسرعة. كلما اقتربت منها كانت تبتعد عني ،تعثرت إثر إلتواء كاحلي لتلتفت مسرعة لتتفقد حالي.

هل أنت بخير؟سألت

هذا كله بسببك، لم تتجاهلينني؟قلت بينما أمسك ساقي بصوت يحتويه الألم.

فلتستندي علي، سأساعدك على الوقوف أولا .

وضعت ذراعي على كتف سارة لأنهض وساعدتني في الجلوس على أحد الكراسي الموجودة في الباحة .
انحنت في اتجاه ركبتي و أزالت حذائي لتبدأ في تفقد ساقي.

أين تشعرين بالألم؟

هنا.أشرت إلى قلبي.

رفعت سارة رأسها لتنظر إلي بعينين يملؤهما خيبة وألم.

أستستمرين في تجاهلي طوال اليوم. سألتها

لقد قمت بتجاهلي أيضا اليوم، ألا تتذكرين.قالت بصوت مبحوح

تركتني ورائك وذهبت هكذا دون مراعاة لشعوري حينها، كنت أرى حبيبتي تذهب مع شخص آخر أمام أنظار عيناي ولم أتدخل لأنها هي من اختارت ذلك .أردفت

أنا آسفة...قلت

لا تتأسفي، أنا لا أحتاج اعتذارك صابرين، أنا أريد تفسيرا للأمر، أريد منك أن تخبريني ما الذي يحصل، لم أوقفتني عندما أردت إخباره عن طبيعة علاقتنا، أتشعرين بالحرج من الاعتراف بي كحبيبة؟

لا ،ليس الأمر هكذا.

ماذا إذن؟إذا لم يكن الأمر هكذا فماذا إذن .

نهضت من مكانها وعروق يديها أصبحت بارزة من الغضب، بشفاه متلعثمة كانت تتحدث بصوت مرتفع وكالصاعقة حط كلامها على مسامعي فتوسعت عيناي وجسدي كما لو توقف عن العمل لوهلة، كان الطلبة مجتمعين هنا وهناك يتحدثون مع بعضهم، لتنتقل أنظارهم فجأة إلينا :

فليعلم الجميع انني أحب صابرين وأعشقها، هذه الفتاة الماكثة أمامكم تخصني لوحدي .قالت سارة بصوت مرتفع

استدارت ناحيتي مجددا كما لو كانت تلومني بنظراتها، هي قوية عكسي أنا، تمتلك شخصية مستقلة وثقتها بنفسها تفوقني بمراحل ،أنا خجولة ،لا ثقة لي بنفسي ،ضميري جبان وأنا عاجزة تماما.

يمكنني إخبار العالم بأسره أنك حبيبتي، وأنني أعشقك بجنون . أردفت

انتحبت ببكاء ولم أستطع النهوض كما لو أنني مقيدة في الكرسي الذي أجلس عليه ،دموعي لامست وجنتاي، و بيدي المرتجفة اتكأت على جانب الكرسي لأنهض بصعوبة.

لاحظت سارة تغير ملامح وجهي، فسارت نحوي تمسح بكف يديها دموعي المتساقطة.

لقد انساب كحلك. قالت

سأذهب للمرحاض. قلت

دعيني أساعدك في السير لهناك.

لا بأس، أستطيع السير لوحدي، ساقي بخير.

كان من المفترض أن نكون أصدقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن