8

955 39 4
                                    

دام ترقبي لها ثواني طويلة لألمح بعدها شخصا غارقا في عرقه يدخل المحل ،تبدو عليه ملامح القلق والدهشة، لكن سرعان ما اختفت هذه الملامح لتحل محلها الطمأنينة و الغبطة ،لقد كان صاحب الجرو الصغير ،تغيرت تعابير وجهه بعد أن وجد أن جروه بخير .

Pov سارة
شكرا يا إلهي لقد كنت سأفقد عقلي لوهلة. قال الرجل

هل هذا جروك ؟سألت

نعم إنه خاصتي ،لقد فقدته بينما كنت أتحدث في الهاتف في الحي المجاور،لقد اعتقدت أنني لن أراه مجددا.

قفز الجرو من حضني متجها نحو صاحبه بلهفة ،وصاحبه فتح ذراعيه بدوره مرحبا بصغيره.

لم أحصل على حيوان أليف في حياتي أبدا لكن تلك الفكرة كانت تتردد في بالي دائما ،أمي لم تكن تحب الحيوانات لذلك لم أستطع جلب قطة أو جرو للمنزل.

كانت صابرين تراقبنا من بعيد ،تركت الرجل حتى يذهب وقدمت إلي.
مدت الايسكريم باتجاهي وجلست بجانبي لنشاهد سويا النجوم من نافذة المحل .

كانت صابرين شاردة تماما تتأمل النجوم لأستغل الفرصة وآخذ قضمة من الايسكريم خاصتها.

ما الذي فعلته للتو ؟قالت

ماذا ،لقد أحببت الأيسكريم خاصتك، ألا يمكنني أخذ القليل ،أم أنك لا تستطيعين أكله لأنه لامس فمي .

صمتت صابرين للحظة ،معتقدة أنها ستصرخ في وجهي في أية ثانية ،إلا أنها تابعت الأكل ولم تتفوه بكلمة.

اعتقدت أنها غاضبة مني لذلك أمسكت بكرسيها وأزحته باتجاهي ،مسحت الايسكريم الواقع على شفتيها لتتحسس أصابعي ملمسهما الناعم .

لن أنكر أنني شعرت برعشة في جسدي،تزايدت نبضات قلبي كما لو أنها تطرق بابي كي أسمح لها بالخروج،كما لو انها كانت محتجزة لوقت طويل وتحاول الهروب .

أنت من أخبرتني أن أختار لك النكهة التي أريدها .قالت

ماذا ؟

علمت أنها قالت أي شيء تبادر في ذهنها في تلك اللحظة محاولة كسر السكون الذي أحاط بيننا للتو .

لقد تأخرنا أعتقد أنه علينا الرحيل .قالت صابرين

كنت مؤيدة لما قالته صابرين لأننا تأخرنا بالفعل والغد لدينا محاضرة طويلة علينا حضورها.

تقدمت لأمسك ذراع صابرين لأجعلها تسير بجانبي لأنها اختارت السير لوحدها في الأمام مجددا .

كلما اقتربنا من الوصول كنت أتمنى أن تطول الطريق أكثر ،أن يصير بيتنا بعيدا ووقتنا للوصول إليه أطول ،فقط لأكون بجانبها مزيدا من الوقت ،علمت حينها أنني وقعت في حب صابرين وبشدة،أحببتها حبا لو عوقبت عليه لحكم علي بالمؤبد .

Pov صابرين

وصلت لمنزلي بعدما أن ودعنا بعضنا البعض ،صرت أرى سارة أكثر من رأيتي لنفسي في المرآة ،لقد رافقتني اليوم بطوله ولن أكون ناكرة للجميل فقد آنست وحدتي رغم أنني حقا أفضل الوحدة أحيانا ،إنها الواحدة ليلا ،ارتميت في سريري محاولة كبح نفسي من التفكير في ما حصل اليوم، لأنني رأيت جانبا آخر من هذه الفتاة التي تسكن بجواري ،أصبحت أشعر بالراحة عند تأمل ملامحها رغم حدتها ،حديثها معي ونقاشاتها التافهة صارت تغدو مهمة بالنسبة لي .

كان من المفترض أن نكون أصدقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن