9

860 30 3
                                    

اتسعت عيناي لما رأيته ،كانت صابرين هنا ،تنام بجانب سريري، كيف حدث ذلك ،ولم هي تتواجد هنا ،ماذا لو استيقضت هل أتحدث معها أم ألتزم الصمت لتعلم ما فعلته بي ،لأشربها من نفس كأس الألم الذي تناولته البارحة ،لكنني لا أستطيع ،فكيف تسمح لي نفسي بذلك.

فتحت صابرين عيناها ببطئ لتنظر باتجاهي وكأنها تطمأن نفسها على حالي .
صباح الخير .قالت
صباح الخير .أجبت
كيف تشعرين ؟
هاا .
سأعد لنا الفطور ،يمكنك أخذ وقتك في الاستيقاظ .

إنها المرة الأولى التي أرى وجهها وهي مستيقظة في الصباح ،أنا حتى لم ألاحظ كيف رسمت ابتسامة على وجهي حين نظرت إليها ،لكن سرعان ما عدت للعبوس مخاطبة نفسي : كيف يمكنك الابتسام .
صابرين هي الوحيدة التي يمكنها جعلي أذوب عند نظرة واحدة منها ،يمكنها أن تقلب مزاجي رأسا على عقب بابتسامة على شفتيها ،يمكنها أن تزرع الطمأنينة بدل القلق ،هي تزرع فيي حب الحياة وكأنني ولدت من جديد ،وكأنني قادرة على أن أجابه كل مشاق الحياة إذا كانت بجانبي .

نهضت لأخذ حماما دافئا فرائحة الكحول لازالت تنبعث مني ،ارتديت ملابس خفيفة وذهبت للمطبخ لأترقبها من بعيد.
مهلا لقد تذكرت ،لدينا محاضرة بعد قليل لكن صابرين لاتزال هنا .
يمكنك الذهاب ،ليس عليك الغياب عن المحاضرة بسببي : خاطبتها
لابأس الغياب ليوم لن يضر في شيء.

ربما تتحدثين عني ،لكنك لست من يتخطى محاضراته،يمكنك وضع ما بيدك ولتذهبي سأعد فطوري بنفسي : رددت

أدارت ظهرها لتنظر باتجاهي وكأنها تلومني على ما قلته ،لتضيف حسنا سأذهب .

غادرت المنزل وكأنها غادرتني أنا ولم تغادره هو .

Pov صابرين
لابأس فهي من جعلتني أذهب قلت وأنا ممسكة بأحد العيدان الحديدية المتواجدة بالباص .
إنتهت محاضرتي واخترت الذهاب لأحد المكتبات المتواجدة بجانب الجامعة فقد مضى وقت منذ أن قرأت كتابا .
بدأت أتجول بين رفوف الكتب عل شيئا يلفت نظري ،لكن ما لفت انتباهي حقا هو أحد الاشخاص الواقف بجانبي ،أراه يتزحزح عند كل خطوة لي وكأنه يتعقبني ، لكنني لم أوليه اهتماما فقد كنت مشغولة بالبحث ، رميت بمرماي إلى أحد الروايات تحت عنوان كان من المفترض أن نضل أصدقاء، هذا مثير للاهتمام .

رواية جيدة ،أنا أوصيك بها :قال

هااه ؟

لقد كان المتعقب قبل قليل .رددت في نفسي

أعني هذه الرواية التي تحملينها، إنها جيدة .

اهه ،شكرا سأقوم بقرائتها إذن .

ما هو النوع المفضل لديك ؟

ليس لدي نوع مفضل ،أنا أقرأ أي شيء.

أدرت بظهري و ذهبت لأختار لي مكانا جيدا للجلوس بعيدا عن أنظار المتواجدين هنا ،لكن سرعان ما أتى الفتى ليجلس قبالتي يمسك بيده أحد الكتب .
رميته بنظرة مخيفة وكأنني أسأله ما الذي يحدث هنا .

إذا كان جلوسي هنا يجعلك غير مرتاحة فيمكنني تغيير مكاني : قال

أشكر ملامح وجهي أحيانا لأنها توصل رسالتي دون تدخل مني .

لابأس بالأمر.

هل هذا يعني أنه لابأس بجلوسي هنا .

ها.

أخفضت ببصري لأعيد انتباهي للرواية التي بيدي ،وأبدأ بقراءة أول صفحة....

لم أدرك أنني تأخرت على موعد عشائي بمنزل عمي رفيق إلا بعد تحدث هذا الغريب أمامي.

هل أنت منشغلة لاحقا ؟

نعم أنا كذلك .

اه هذا محزن ،كنت أود أن أدعوك لشرب كأس من القهوة ،فعيناك تدل أنك من محبينها.

كيف علم بذلك قلت في نفسي .

ربما لاحقا في يوم ما ،إذا التقينا مجددا .

أو ربما قد لا نلتقي ،لذا هل من الممكن أن أحصل على رقمك على الأقل؟

لزمت الصمت ليفهم بعد ذلك أنني أرفض .

لابأس سأعطيك أنا رقمي يمكنك الإتصال بي الوقت الذي تريدينه وسآتي إليك حالا.

أخذت منه بطاقة عمله وأدرت ظهري لآخد اتجاها لمنزل عمي رفيق ،اتصل بي أنس هذا الصباح وأنا أعد الفطور بمنزل سارة ،قال أن والدته تدعوني للعشاء اليوم بمنزلهم ،لا أستطيع الرفض عندما يتعلق الأمر بمنزل وأهل عمي رفيق ،لأنه حتما سيأتي لاصطحابي
إن فعلت.

وقفت بجانب الطريق لأخذ طاكسي تحت أشعة الشمس الحارقة ،أنا حقا أكره الحر .
فجأة رن هاتفي ،إنها سارة .

ألو مرحبا .

مرحبا ،كيف حالك .

بخير ماذا عنك .

أنا بخير أيضا .

ما الأمر؟

ما الذي تعنيه ؟

اتصلت بي فقط لتسأليني هل أنا بخير ؟

نعم ،و...

وماذا ؟

لقد تأخرتي عن العودة رغم أن المحاضرة إنتهت قبل ساعتين .

اه،نعم لقد ذهبت للمكتبة وانا الآن في طريقي لمنزل أحد أصدقاء والدي .

أنا بجانب الجامعة .قالت سارة

ماذا ؟

قدمت لأعيد شيء استعرته،أنا أراك الآن.

ماذا ،أين أنت ؟

تبدين منهكة .

أشعة الشمس تثقل كاهلي، أنا لا أستطيع تحملها .

عدي حتى 3

ماذا ؟

أخبرتك أن تعدي حتى الثلاثة .

ولم

فقد افعلي

حسنا حسنا .

1
2
3
اصعدي سأوصلك .

كيف ؟

لقد أخبرتك أنني أراك ،كيف يمكنني ترك أشعة الشمس تستنفد طاقتك أنا أحتاجها .

ماذا ؟

اصعدي أولا .
.
.
.
.
.
.
.

كان من المفترض أن نكون أصدقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن