26

756 18 0
                                    

أين سرحت بتفكيرك. قالت سارة

اه ،لاشيء، فقط أتأمل المنظر، لقد مرت مدة على آخر مرة زرت فيها البحر .

من كان سيقول أنك ستزورينه رفقتي .

لا أعلم إن لاحظت تغييري للموضوع، لكنني سأتهرب من سؤال كهذا في كل مرة، لأنه ليس لدي جواب ،فأنا لم أخطط بعد كيف سأخبرهم بالأمر، أو هل سأخبرهم أم سأترك الأمر للقدر ليكشف ذلك لوحده ،مجرد التفكير في الأمر يقلقني، ويكور خصة في حلقي فأنا لا أريد نهاية لبداية جديدة .

تنهدت قبل أن تعتليني سارة، يداها تتكئان على جانبي ،وعيناها تحدق في خاصتي بصمت محدق .

ما الخطب ؟سألتني

لم أستطيع كبت مشاعري في داخلي ومع ذلك لم أستطع مصارحتها بما يقلقني حقا ،فهي لا تستطيع منع شيء قد يحدث لأن الأمر كله بيدي ،لقد أعماني الحب حتى لم أعد أفكر في مشاكله قبل هنائه.

لا شيء، أنا فقط سعيدة، سعيدة لدرجة أنني أريد البكاء. قلت

قامت سارة بسحبي اتجاهها ودفنتني في حضن صدرها بشدة، لقد ضمتني وأصبحت سكونا، السكون الذي يسبق العاصفة، أحس كما لو أنني استهلكت طاقتي ،كما لو أن صدري يحمل أكواما من الحجر ،فلم أعد قادرة على التنفس ،بكيت و شهقت، وأخرجت كل ماكان محصورا في حلقي ونطقت:

أنا أحبك سارة، ولو تكررت حياتي ألف مرة ،لاخترتك أن أحبك في كل مرة، وإني أحبك فوق ما تظنين وما ترين ،وما تتوقعين، وما أخفيه وما أظهره لك،وليشهد الحب أني أحبك فوق العاشقين حبا .

نزعتني من أحضانها وودت لو طال الحضن أكثر .
ماخطبك تربكين قلبي أكثر ،أنت تحاولين النيل مني وأنا كالمكبل قلبه لا يقوى على الحراك ،جميع من عرفتهم مرو مرور الكرام إلا أنت.قالت سارة

ثم نظرت إلى عيوني البائسة، وهي تحمل دموعا متراكمة، ترغب في إخفائها.

لن أجبرك على أن تخبريني بأي شيء، لكن عليك أن تعلمي أنني دائما آذان صاغية لك .قالت

وعادت بعدها لاحتضاني،حضنا من الخلف هذه المرة ،لتحملني إليها بعد ذلك فجأة، وتذهب بي في اتجاه البحر.

ركضنا وضحكنا، غمرتني بالمياه و دحرجتها في رمال البحر ،أحسسنا بالجوع بعدها لنمر على مطعم قبل عودتنا للفندق ،لم تكن ليلة عادية ،استطعنا الاستمتاع بكل دقيقة بالرغم من أفكاري السلبيه التي راودتني.

تعبنا و لم نجد سوى أحضان بعضنا لندفن هذا العياء بعيدا، ضمتني لصدرها وكأنني سأهرب بعيدا، سأشتاق لرائحة حضنها عندما أرحل،رغم أنني أخبرتها أن الرحيل يعني للأبد، لكنني أشعر أن هذه المدة ستطول، فالدقيقة من دونها تبدو كالساعة والساعة كاليوم، فمابالك بأسبوعين كاملين.

فلتستيقظ صغيرتي. كان هذا الصوت أول ما أسمع عند استيقاظي لأجدها قبالتي تناظرني بعينين تائهتين.

كان من المفترض أن نكون أصدقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن