24

814 30 6
                                    

ما الذي يحدث ؟قلت

لقد كان مغمى عليك لفترة ،الإسعاف في طريقها إلى هنا...لا تتحركي ؟أجاب أحدهم

كم الساعة الآن؟سألت

إنها الثامنة بعد الزوال .

علي الذهاب لقد تأخرت.

عليك البقاء مكانك حتى قدوم الاسعاف ،جروحك
تنزف.

لا علي الذهاب ،أنا بخير ،أنا بخير حقا.

نهضت من مكاني وأخيرا غير مهتمة بمحاولات الناس بمنعي ،كنت أحاول بجهد أن أعي كل ما يحدث حولي ،لأنه على حسب ما يبدو أن ذلك المجنون قد نجح في الاصطدام بي وفر هاربا بعدما طرحني أرضا ،أغمي علي بعدها ببضع دقائق لأنهض وأجد الناس متجمعين حولي يحاولون إيقاظي ،أصبت بكدمات في وجهي والأخرى في ركبتي ،لكنها لم تؤلمني بالقدر الذي كان يؤلمني به قلبي ،لقد تأخرت على صغيرتي وقد لا أجدها .

رفعت دراجتي وركنتها بجانب الطريق ،أخذت تاكسي بعدها بصعوبة ،كان الطريق طويلا للغاية على عكس ما هو ،يبدو أن كل شيء ضدي اليوم ،دراجتي التي نادرا ما تتعطل خانتني اليوم بالذات ،واليوم بالذات تأخرت في الذهاب ،لم هناك ازدحام في الطريق على غير العادة ،لماذا استغرقني وقت في أخذ تاكسي ،لم تجادلت أنا و صابرين في الأصل .

وصلت للحانة وأخيرا، أخذت نفسا طويلا قبل الدخول ،كان الظلام حالكا في الداخل ،يبدو أن خطتي فشلت قبل أن تبدأ حتى ،لا أثر لصغيرتي لكن فجأة بدا لي ضوء خافت يقترب مني شيئا فشيئا، إنها صابرين خطواتها لا يمكن أن أخطئها، لكنها كانت مرعوبة من شيء ما .

صابرين ما.....

Pov صابرين


وصلت للحانة لكن يبدو أن سارة لم تأتي بعد ،لم يغضبني تأخرها بقدر ما أقلقني السبب الذي جعلها تتأخر على الموعد الذي هي من خططت له، نعم ،لقد أخبرني سامي بكل شيء .

كان من المفترض أن أتساءل هل الممكن أنها تراجعت عن الإعتراف في آخر لحضة، لكن ما خطر ببالي حقا
هل حدث شيء معها جعلها تتأخر عن المجيء و هذا جعلني متوترة حد البكاء، وما أرعبني أكثر انطفاء الاضواء في الحانة وأنا أخاف الظلام ،كما لو أن هذا الحادث تحذير من مصيبة قادمة ،لزمت مكاني أدعو أن يكون كل شيء بخير ،كانت يداي ترتعشان وقلبي ينبض ضعف نبضه الطبيعي، لكن فجأة وسط ذلك السكون سمعت صوت فتح الباب، كان أحدهم يحاول بجهد فتح باب الحانة ،أشعلت ضوء الهاتف و اتجهت بخطوات بطيئة نحو الخارج لأنظر من القادم ، ورغم تنفسي الغير الثابت و خطواتي التي تتمايل لكن يبدو أن سارة قد تعرفت علي
.
صابرين ما...

لم أترك لها فرصة التحدث أو سرد ما جرى لأنني ارتميت في أحضانها دون تفكير ،كان حضنها أكثر ما رجوته في نفسي، وكأنني وجدت بلادي الضائعة هناك ،وجدت راحتي وملاذي المختفي ،لقد وجدت بحضرتها الراحة التي سلبت مني قبل قليل ،فتلاقت الأرواح بعد شتاتها.

كان من المفترض أن نكون أصدقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن