وَ بِـ جُنُونِ رُوحِها و نَقاءِهَا أحَببّتُها ، أمَا بِـ هَمجيّة صَوتِها غَرِقتُ بِرُوحِها حِبًا .…
كَانت أُمسّية مِنْ أُمسّيات أواخِر سِبتمبَرّ ، نَسمٌ حَثِيثٌ يَنثّرُ أصواتَهُ عَبّرَ الأُفقٌ و يُقبِلُ على الوُجوه فِي مُدَّاعبة خَفيفة تُنّعشُ الأبدانَ و تُسِّر الأَرّواح . .
و كَم مِنّ المَرات قَدّ وَقَعتُ فِي حبِ هِذه النّسمَات ، تُخَفف قَلقِي و تُهِيمنُ عَلى عقلي بِـ طَريقةٍ خَياليّة ، هَكذا أحَببتُ سِبتمبَرّ و لَيَاليّه العَبّقة .
تَمشّيتُ بين أَرصِفة حيّنا مُمسِكة بِمقود دَراجتي ، لَطالمَا كَان حَيًّ مُمتَزجًا بالّهُدوءِ و السّكِينة كَبرُت هُنا و تَرعّرعتُ و لا أعَتقِد يَومًا سأحِبُ فِكرة مُغادَرتُه
يَمر بين الفَيّنة و الأخرى النّاس ليّسُوا بالكَثيرينَ لكنّ جُلهم مَن هُم عَائدِين مِن دَوامِهِم و أَشّغالِهم
وَصلتُ إِلى بَيّتي لأفتَتح البَاب الخَارجِي و أَدخُل ثُّم وَضَعتُ دَراجتي فِي مَكانِها المُخصّص ، و بِنَزعِ السّماعات عَن أُذني سَمعِتُ حَرَكةً مَا فِي خَلف البَيت
فَكرتُ أنّ يَكون وَالدِي هو مَن يُصدر هَذه الأَصَوات نَظرًا أنّه يُقضي مُعظمَ وَقَتِه فِي وَرشّتِه ، لِذلكَ قَررتُ الذَّهاب إِليه لإِعلامِه بِعودَتي . .
تَركتُ قَدمَاي تَجُرانني نَحو الوَرشّة . .
لَكن الإضَاءة كانَت مُنّعدِمَة و لم يَكن أَبي يَتواجدُ هُناكَ ، فَورا سَمعِتُ صوت قَادم من شّجرة التّفاح المُتواجدة جانب الوَرشّة
رَفعتُ رأسي بِسُرعة وَ لِصدمتي كَانتْ هناك فَتاة مُتّشبثة بِـ غُصن الشّجرة و تُسنِد عليه جِسمها بينما يَدها الأخرى تَلتقِط الفَاكهة تِلو الأخرى و تَضَعهم دَاخل سَلةٍ صَغِيرة
بِعينَان مُتوسّعة بَقيتُ أُرَاقِبها ، كَان وَجهها غَيّر بَارِز كَثيرا بِسَبب ظُلمة المكَان لكِنها كانِتْ مُتَعَمقة فِيمَا تَفعلَه لِدرجة لم تَنتَبه لِوُجُودِي
" مَا الذّي تَظُنِين نَفسكِ بفَاعِلة !؟"
صَدرتْ مِنها شَهقة عَالية بِسبب صَوتِي الذّي صَدر مِني ، نظرتْ إِلي وَ بِحركة سَّرِيعة قَفزتْ مِن علَى الشّجرة مَا أدى بِسقُوطِ بعض حَبّات التُّفاح مِن السّلة
YOU ARE READING
Second Warmth || JENLISA
Genç Kurgu| 𝒉𝒆𝒓 𝒔𝒎𝒊𝒍𝒆'𝒔 𝒃𝒆𝒂𝒖𝒕𝒊𝒇𝒖𝒍 𝒕𝒉𝒂𝒕 𝒊 𝒄𝒂𝒏'𝒕 𝒈𝒆𝒕 𝒆𝒏𝒐𝒖𝒈𝒉 𝒐𝒇 𝒊𝒕.| -𝒍𝒊𝒔𝒂 يُقـال ؛ يَـجِـبُ التَّمَـسكُ بِـمَن يُـحَاوطُ مَشّـاعِركَ وَ يَـسْتَـخرِج إِبتِـسَامَتَكَ مِـن جَـوفِكَ وَ مَن يَـمـنح قَـلَبَـكَ الّـدِفَئِ...