تجاهلوا الأخطاء
-انها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، في إحدى ليالي شهر ديسمبر الباردة، الجميع يكون في منزله في هذا الوقت ، جالسين حول المدفأة او تحت أغطيتهم ، ولكن في شقة صغيرة، قد تبدوا للناظر لها انها شقة لطالب جامعي لصغرها ، وهذا صحيح .....فخلف تلك النافذة تجلس امام المكتب وحيدة تقوم بالتقليب بين صفحات كتاب الطب البشري ، على الاغلب انها أرهقت من ساعات الدراسة المتواصلة، الغرفة هادئة جدا على غير العادة ، شيء غريب فقد اعتادت سماع صوت الهواء من شدته ، لكنها كانت مشغولة جدًا لتلاحظ ،وفي وسط هذا الهدوء ،قامت بإطلاق صرخة يأس تليها دموع منهمرة ، على ما يبدوا انها احد نوبات الهلع المعتادة، هي لا تجد سببًا مقنعًا لذلك ، لكنها تفترض انها تراكمات فقط، جلست على تلك الحالة لدقائق قبل ان يقطع بكائها صوت يناديها.
................
هيلين: "هانجي!... توشك الساعة ان تصبح الثانية بعد منتصف الليل ، اعتقد انك درستي بما يكفي ، هيا للنوم فغدًا سوف نستقيظ مبكرا لنذهب إلى المطار."
-فزعت هانجي من هذا الصوت ، فقد كانت تعتقد ان امها سبقتها في النوم منذ ساعات، مسحت دموعها وفتحت باب الغرفة لتجد امها في الصالة تقرأ كتابًا ، نظرت إليها بصمت لعدة لحظات ثم قالت:
"امي ...لماذا انتي مستيقظة للآن ؟ ظننت انك نائمة."
-ابعدت هيلين عينيها عن ما تقرأه لتجيبها:
"لم اشعر بالنعاس فحسب، هيا اذهبي للنوم عزيزتي."
لم تقل شي ، فقط نظرت لها بصمت ثم ذهبت الى غرفتها،بدأ بإبعاد الملابس عن سريرها تفسح مجالًا تستطيع النوم فيه فهي مهملة بعض الشيء ،رمت جسدها المرهق على السرير ،حاولت النوم لكنها لم تستطع ، بدأت بالتفكير.....**يا إلهي ، اكره نفسي، لقد تعبت حقًا ، انني ادرس منذ سنوات، بقي لتخرجي ٤ اشهر فقط لكنني اشعر انها سنوات طويلة جدا ، انني الآن في عطلة عيد الميلاد ، فلماذا ادرس؟، اعتقد انه والدي لا مانع لهما من استراحة في العطلة، لهذا لا استطيع القول انهم يجبروني على ذلك ، اعتقد ان الامر نابع مني، لقد تعب جدا في تحقيق حلمي في ان اصبح طبيبة ،في الواقع لن اكذب على نفسي ،انهم حلمهما وليس حلمي ، لطالما حلمت بان اصبح رسامة ،لكن اجبرت ان ادعس على هذا حلم ،ولادتي في اسرة متوسطة الدخل جعل والدي يطمحان لمستقبل مشرقٍ لي ، وبالتاكيد ان الرسم ليس هذا المستقبل الذي ينشدانه ،لقد اجبرت على السفر من وطني الي المانيا للدراسة ، و تعلم لغة جديدة والاندماج في مجتمع جديد، ها أنا انهي ٧ سنوات من دراسة الطب كما كانا يطمحان ، اعيش في شقة صغيرة وحدي ......
قد يرى الجميع ان حياتي جميلة، بالطبع انها ليست كاملة ، ولكن على الاقل قد تضمن لي مستقبل باهر في المستقبل ، نعم قد يكون هذا صحيح، لكنني لم اطمح لتلك الحياة .......****
-وفي منتصف افكارها غطت هانجي بنوم عميق ،وفي اليوم التالي تستيقظ على صوت امها وهي تناديها
هيلين:"هانجي هيا حبيبتي ، بقي على طائرتي ٤ ساعات."
-استيقظت بتثاقل ،جلست على السرير لبضع دقائق لتستجمع افكارها، ثم نهضت لتخرج من غرفتها.
هيلين:"صباح الخير عزيزتي ."
هانجي :"صباح النور امي هل أساعدك في حزم حقيبتك؟"
اجابتها : "لا لا داعي لقد اوشكت على الانتهاء ، اذهبي واغسلي وجهك وتعالي لتناول الافطار."
هانجي: "لا امي لا داعي ، سأشرب قهوة فلست جائعة."
تغيرت ملامح امها لتجيبها غاضبة:"هانجي!!! انكي لا تأكلين شيء وجهك اصفر وهالاتك مخيفة، كما انني استطيع رؤية عظامك تبرز من جسدك."
بدأ هانجي بالغضب وقالت: "امي لا تقلقي بشاني
ثم انا سأدخل لتبديل ملابسي ثم اعود لنذهب."
بعد إنتهائها خرجت من غرفتها
هانجي:" امي لقد انتهيت هيا بنا."
هيلين:"ما هذا الذي ترتدينه!؟، هي تظنين انك فتىً ام ماذا ؟ الم احذرك من ملابس الاولاد هذه، كما انظري لشعرك انه قصير جدًا كما انك لا تغيرين نظاراتك البائسة تلك ، انني احسد الفتيات على اعتنائهن بمظهرهن."
هانجي:" امي انت تعلمين انني لست مهتمة بتلك الامور ، ثم هيا بنا ، لقد اصبحت الساعة السابعة والنصف اي انه تبقى ٣ ساعات ونصف، وانتي تعلمين ان الطريق يستغرق ساعة ."
نظرت لها ببرود ثم قالت : "اجل هيا انا جاهزة......"..................
( عند عودة هانجي للمنزل)
-تفتح الباب وتدخل بخطوات متثاقلة ، تبدل ثيابها ثم تجلس على الشرفة وتشعل سجارة كانت قد اخفتها عن والدتها وتتمت قائلة:
" يالا بؤسي ،ها انا ادخل في ال ٢٥ من عمري ، سأتخرج قريبًا ، لكنني لا اشعر بالسعادة او الفرح مطلقًا ، اشعر في لحظات من الحياتي بالندم والحسرة، لا اعلم لماذا ......."
-قطع سلسلة افكارها صوت الجرس، *قالت في نفسها انها على الاغلب نانابا قد جاءت لتطمئن علي . *
-أطفأت سجارتها ورمتها ثم فتحت النافذة على مصراعيها لتسمح للهواء بالدخول ، ثم فتحت الباب ليصدق توقعها ، فهاهي نانابا تقف عند الباب وهي تحمل سلة مغطاة.
نانابا : "ساعديني وخذي عني تلك السلة فإنها ثقيلة."
هانجي: "اوه يالك من لطيفة ، لم يكن عليكي ذلك ."
نانابا :" اصمتي عن تلك النبرة، فانا لا اشفق عليكي ، فقت اردت الإطمئنان عليكي."
ادخلتها هانجي للشقة ، وامضيتا ساعات في الشرب والاكل والاستمتاع بالوقت ، فتلك ليلة يوم الميلاد، لم تحظى هانجي بعائلة قريبة تشاركها الفرحة في هذا اليوم ، لكنها تملك صديقة محبة ......
نانابا: "اخ كم احب ديسمبر!!...."
هانجي: "ولمذا هذا الشهر بالتحديد؟"
نانابا : "انه شهر رومانسي ، هانجي، هل تعتقدين انني سوف اعترف لميكي؟"
هانجي: "نعم بالتأكيد (بسخرية)"
نانابا : "هي توقفي !"
هانجي : "امزح معك فقط ههههه."
نانابا:"ههههه."
~~~مرت الساعات وهن لم يشعرن بها~~~نانابا:" يا إلهي انها الساعة ١٠ مساءًا ، يالا حماقتي ،لقد وعدت ميكي بالخروج معه، اعتذر هانجي لكن علي الذهاب ..."
هانجي : لا بأس ، سأوصلك للباب.........................
-اغلقت هانجي الباب بعد ذهاب نانابا وعادت الى غرفة المعيشة ، بدأت بترتيب الغرفة ، وعند انتهائها جلست لتشاهد التلفاز ،ولكن فجأة سمعت صوت طرق عنيف ...
توقف الدم في عروقها من الخوف ، فهي لم تعتد زوارًا في ذلك الوقت ، استجمعت قواها وذهبت إلى الباب لتفتحه ......................
.
.
.
.
أنت تقرأ
تِلكَ اللّيلة || ليفايهان
Romanceتعيش هانجي في شقة صغيرة، في أحد أزقة مدينة برلين، هي تدرس في كلية الطب لتحقيق حلم والديها ، حياتها مملة تبعث على الاكتئاب ، ولكن في ليلة واحدة تنقلب حياتها رأس على عقب...