لله درك يا وطن

18 1 0
                                    

قيل أن في ديسمبر تنتهي الأحلام بينما احلامنا بدأت في التاسع عشر من ديسمبر في العام الثامن عشر بعد الألفين

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

قيل أن في ديسمبر تنتهي الأحلام بينما احلامنا بدأت في التاسع عشر من ديسمبر في العام الثامن عشر بعد الألفين ..

19.ديسمر.2018
"مدن السودان تنتفض"
"تسقط بس"

ثوري يا بلادي لتنالي حقوقكِ التي سُلبت منذ ثلاثون عاماً حيثُ عِشنا فيها الظلم والفساد والقهر ..

" وسع مجاري الدم زيد السجن ترباس الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الناس "

ضُربنا قُتلنا أُعتقلنا رُمينا بالغاز المسيل للدموع رغم ذلك لم نتراجع ، كانوا حين يعتقلون واحداً منا يحلُ مكانه عشرة كنا صامدين حد الصمود إلى أن جاء ذلك اليوم ..

يومٌ قد إقشعرت له الأبدان و أصابنا الجاثوم و نحن على يقظة وقد حُرقت قلوبنا قبل أن تُحرق الخيام غُرقنا فيه بدموعنا

وسَبقنا الأجساد المربوطة بالحجارة و الأثقال، حجارةٌ قد ضربتنا بقسوةٍ و أُشعلت فينا النار

خَرجتْ أُسودٌ لا تحمل سوى سلاح الثأر من قاتلٍ سفاح وما كان نصيبها إلا أن يُلقى عليها الغاز ، هل هو غاز مسيل للدموع أم أنه آخذ للأنفاس ..!

نلهث و نثور ألم و كسور والقلب ينكسر بسماع كل رصاصة تختار طريقها في إحدى الصدور نعم إنها صدورُ شجعانٍ يهابهم الجبان الحامل للسلاح.

ثورةٌ ثم ثورة ألفٌ ثم مليون شهيدٌ ثم أربعة حتى جاءت نهايةُ سنةٍ رمت عقلَ الإنسان على الأرض ..

نعم عقل..!
تخيل معي عقلٌ للإنسان يُحمل على حذاء و هذا هو القهر.

هنا أمٌ تجلس في السجادة تتجه نحو القبلة ترفع يداها إلى السماء وتقول بحُرقة:

" يا الله حرقوا حشاي في جناي الوحيد يا الله أحرق قلوبهم يا الله م تخليهم يضوقو سمح زي م سودوا حياتي "

تنظر لصورة إبنها ف تُنزل يداها شيئاً فشيئاً وتنهار بالبكاء ، أتظن يا قاتل الأبناء أن الله لن يُحاسبك على تلك الدموع التي انهمرت من هذه الأم ..!

"نحن أولادك يُمة وح نجيب حق اخونا "

وهناك أُخت تحتضن صورة أخيها وعيناها تذرف الدموع ، أما بالجهة الأخرى ف كانت الزوجة تنتظر عودة زوجها الذي قال لها قبل خروجه سأعود لنُربي طفلنا معاً أما هنا فكانت هذه الابنة تحمل الشوكولاة التي اشترتها منذ الصباح لتشاركها مع والدها..

صديقٌ ينظر إلى وجه صديقه يُخبره عن مرارةِ بُعده و يخبره انه لن يستسلم تنفجرُ دموعه من عينيه شاكياً لله ما يحدث راويةٌ للثرى الذي سيُدفن فيه رفيق دربه أرضٌ تضمُ في جوفها جسد ملفوف بعلمٍ تُسطره أربعة ألوان.

خَرجت رصاصةٌ لتعلن عن خروج مليون بدلاً عن واحد
خَرجت دمعة لتعلن عن حرب سلمية قوية
شَجعت كنداكة أُرجع البمبان و سيهزم إن شاء الله الأعداء.

"الشعب شعب أقوى و الردة مستحيلة"
يسقط كل سفاح.

" لا نعلمُ عدد الكلمات التي أردنا أن نُعبر بها عن تلك الثلاث سنوات و لكننا نعلم أن الأحرف لن تُعبر عن الدمار الذي أُلحق بقلوبنا تكفي دموعنا التي زرفناها في أحرف الكتابة لكنها قد عبرت "

#سمر_مختار_Samar_Mukhtar
#عزة_محي_الدين

سلسة خربشات الأولى Where stories live. Discover now