Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
الأربعاء : تاريخٌ له وزن ثقيل في ذاكرتي، له بداية مؤلمة بجسدي، ذكريات توجعني، تُعيدني إلى أيام صعبة، حين عجزتُ عن المشي بسبب قدميّ اللتينِ لا تستطيعان حملي، تُعيدني إلى يداي اللاتي أبكي حرقةً من شدة ألمها، إلى لحظات أتمنى فيها النوم ولا أستطيع، إلى معِدَتي التي تشتهي الطعام، لكنِّي لا أتجرأ على الاقتراب منه؛ لأنه يعكر صفوها فتبدأ بالغثيان.
ها أنا تائهة مجدداً أقف على حافة الظلام الحالك، مصابيح الأمل التي قد أنطفأت طفأت أنوارها للمرة التاسعة والتسعين، أشعر بالضياع أكثر فأكثر! اليأسُ قد نال مني بأقسى الطرق، الخيبة تملكت قلبي مجدداً، وبعد كل ذلك أيبقى في الحياة أمل؟.
أتاني صوتي وهو يقول: نعم، فقد تبقى لديك مصباحُ أمل واحد، أنت لست بجبان، إياك أن تتخلى عنك، كن مصدر قوة لذاتك وتذكر أنه لن ينال اليأس منك.
عزيزي السرطان: أنت لا تستطيع أن تمنعني السعادة، ولا الفرح، ولا أن أعيش حياة طبيعية كأي شخص عادي، رغم أن العلاج الكيمائي قد أرهقني، بل هو احتراقٌ داخلي، ونارٌ تسري في أوردتي.
لن استسلم لك رغم معاناتي منك، ما زال العمر أمامي حتى أبلغ أحلامي، وأعيش حياتي كما أردت حتى لو أتت بعد حين.
لن استسلم سأحاول دائماً ويبقى في الحياة أمل. أملٌ لأقاوم أول المراحل. أملٌ لتلقي العلاج الكيميائي. أملٌ للتحمل والنهوض بعد كل انكسار. أملٌ للبقاء على قيد الحياة.
"اللهم ما عجز عنه الأطباء فأنت ربُ الأطباء لا يعجزك شيء، اللهم أرح قلوبهم وأجسادهم المتعبة".
