أقف على طريق اليأس ومعدتي الصغيرة تُقرقر، الشمس حارقة والطريقُ سراب، طفلة في العاشرة من عمري لا أقوى على الوقوف من شدة الجوع! أهكذا عدلُ الحياة؟
لهيب الحزن قد أحرقني قبل حرارة الشمس، بينما أقف، أتت سيارة من العدم كانت غاية الجمال فُتح بابها الأمامي وقال لي صاحبها:" أتشعرين بالجوع؟"
من فرط تعبي وخوفي لم أستطع أن أتفوه بكلمة..
واصل حديثة: "لا تخافي مني تعالي معي لأعطيك أجمل أنواع الطعام والحلوى اللذيذة".
أكثر معي الكلام بل جعلني أتصور مناظر جميلة جعلتني أخطو للأمامالآن أنا معه في منزله، وها هو يُقدم لي طعامًا لذيذًا للغاية وسكاكر أيضًا، بعد أن شبعت طلبت منه أن يُعيدني إلى مكاني، قال أنني لا أُشبه المشردين لأنني جميلة جداً،وكلام غير مفهوم بالنسبة لي.
ما الذي يفعله؟ لماذا يلمسني بهذه الطريقة؟
ارتعشت أجزائي وتملَّكني الخوف، لطالما كنت أشعر بالأمانأكثر في الشوارع، نعم، على الرغم من بشاعة الشارع وحرارة
الشمس والجوع الذي لا ينتهي، إلا أنه أكثرُ أمانًا من ما تسمونه المنزل!.في تلك الليلة البائسة لم ينقذني الصراخ ولا البكاء، لقد قتلني هذا الوحش وقتل كل شعور في داخلي، قتل طفولتي وبراءتي.
لكلِّ شيءٍ ثمن، وأنا دفعتُ ثمن قطعة السكاكرِ غاليًا.."أطفال الشوارع مسؤولية المجتمع"
#سمر_مختار_Samar_Mukhtar