الفصل الأول

8.2K 259 22
                                    

صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم 💚
_____________________________

وإذا خلوت بريبة في ظلمة

والنفس داعية إلى الطغيانِ

فاستحيي من نظر الإله وقل لها

إن الذي خلق الظلام يراني

الامام القحطاني

_____________________________

قرابة الساعة الثالثة صباحاً ارتفع رنين المنبه المجاور لسريرها لتستيقظ هي
و هي تردد دعاءها المعتاد
( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور )

ثم تذهب لتتوضأ و تصلي قيام الليل
و تنتظر حتى يرتفع آذان الفجر
فقامت و صلت الفجر ثم جلست على سجادة الصلاة تردد أذكار الصباح و تقرأ وردها اليومي المعتاد
و بعد أن انتهت من صلاة الضحى اتجهت إلى ذلك المكتب الصغير الموجود بغرفتها لتفتح أحد الأدراج و تقوم بإخراج ذلك الظرف منه و تقرأه للمرة التي لا تعرف عددها و هي تفكر في ذلك الموضوع الذي يشغلها منذ عدة أيام و حتى الآن لم تتخذ قراراً فيه

ظلت على حالتها إلى أن استمعت إلى رنين الهاتف بجوارها فنظرت فيه لتجد أنه رقم صاحب المحل الذي تعمل فيه و يُعتبر مصدر دخلها الوحيد

فنهضت و أبدلت ثيابها إلى عباءة سوداء اللون واسعة و عليها خمار بنفس اللون ثم وضعت مصحفها و مسبحتها في الحقيبة و اتجهت إلى تلك العصا التي تساعدها على المشي لتستند عليها
ثم حملت حقيبتها و خرجت من البيت متجهة إلى عملها ككل يوم

_____________________________

فاق من شروده على صوت المضيفة وهي تطلب منه ربط الحزام فالطائرة على وشك الهبوط

اكتفى هو بهز رأسه ثم قام بربط حزامه وهو يفكر في أن هذه الزيارة لن تكون زيارة عادية

لا يعرف لماذا ولكن إحساسه يخبره بأن تلك المرة ستكون مختلفة فهي ليست رحلة عمل ككل مرة سيقضي عدة أيام هنا ويعود مرة أخرى

أغمض عينيه وهو يفكر في سر إلحاح المحامي على مجيئه هو وأخيه مرة أخرى فلقد كان هنا منذ حوالي شهر من أجل جنازة جده فقد طلب جده منه في لحظاته الأخيرة أن يُدفن في مصر حيث وُلد وعاش معظم حياته

ظل يفكر في السبب إلى أن شعر بيد تُوضع على كتفه ومن غيره أخيه الأصغر وكل عائلته فليس لهما أحد فقد كان جدهما هو الشخص الوحيد المتبقي لهما بعد وفاة والديهما في حادث منذ عدة سنوات

" إيه يا مهاب عجبتك القعدة ولا إيه؟
دي المضيفة بقالها ساعة بتقولك وصلنا مصر والحمد لله على السلامة إيه ناوي تبات هنا ولا إيه؟ "

نطق مهند بتلك الكلمات عندما لاحظ شرود أخيه وأنه لا يرد على المضيفة التي تخبره منذ مدة أنهم وصلوا مصر

تحت وصاية خالتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن