الفصل الثلاثون

2.4K 148 12
                                    

صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

دعواتكم لأهلنا في فلسطين 🇵🇸

عن عائشةَ رضي الله عنها: أنَّ رَسُول الله ﷺ قَالَ : ( مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ) متفقٌ عليه.

__________________________

يسعى الجميع وراء الدنيا و لكن ينسون الآخرة ينسون أن هناك حساب ، جزاء ، عقاب هناك آخرة ولا مهرب من الحساب و لكن ربما الذنوب و المعاصي رانت على القلوب فقتلتها و جعلت أصحابها شبه أحياء ، العقل يعمل و القلب مات و العقل لا يعرف كلمات مثل الإنسانية و الرحمة و اللين أو الحب أو حتى الموت

الموت الذي أخذ منها كل عزيز والدتها ثم والدها و ظلت وحيدة حتى الشخص الذي أحبته كان يخدعها فلم تتحمل المزيد من الألم لتنهار فاقدة للوعي و تدخل إلى عالم اللاوعي و لكن كان ذلك بإرادتها فظلت في غيبوبة لأكثر من ثلاث سنوات ، غيبوبة أخذتها وسيلة للهروب من ذلك العالم
نعم كانت مخطئة و لكن لم تتحمل العقاب الذي نالته لم تتحمل فقدان والدها و خداع حبيبها و بقاءها وحيدة في هذا العالم
و رغم محاولات الأطباء إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل فهم ظلوا لثلاث سنوات يحاولون إفاقتها و إخراجها من تلك الحالة ولكن لا يوجد تحسن حتى استطاع شخص ما الدخول إلى ذلك العالم و إخراجها منه لتعود إلى الواقع و تستيقظ من غيبوبتها منذ عدة أيام
و لكن حتى الآن لم تقدر على التحدث مع أي شخص سواه هو
صديقها المقرب الذي اعتبرته أكثر من أخ و الذي لم ييئس من المحاولة و ظل معها طوال الوقت

قطع ذلك الشرود اليومي المعتاد دخوله إلى الغرفة بابتسامته المعتادة

" بنرحب بالجميلة النائمة "

ابتسمت بيري بسمة باهتة و لم تتحدث ليسحب هو الكرسي المقابل لها و يجلس واضعا تلك الحقيبة التي كان يحملها أمامها
و لكن هي لم تُظهر إهتمام أو تنظر إليها ليتحدث هو محاولا إخراجها من تلك الهالة المظلمة التي تحيط نفسها بها و كأنها تخشى الخروج إلى النور و تُخفي نفسها في الظلام علها تتجنب الناس و نظراتهم

" بيري و بعدين أنا اتفقت معاكي امبارح مش هينفع كده "

نظرت إليه و الدموع تملأ عينيها و علامات الحزن جلية على وجهها و تحدثت بنبرة تحمل الكثير و الكثير من الألم

" عايزني أخرج ليه يا مهاب ؟  أصلا أنت بتسأل فيا ليه ؟ واحد غيرك كان رماني و مسألش فيا ، أنا كنت هموتك أنا واحدة حقيرة خنت الإنسان اللي وثق فيا و كان هيخليني أشيل إسمه خنت الإنسان اللي كان بيخاف عليا و مش بيرضى إنه يزعلني ، الإنسان اللي وقف جنبي لما ماتت أمي و كان ليا أكتر من أخ و رغم إن أهله ماتوا فضل جنبي و فضل يدعمني أنا مستحقش كل ده يا مهاب ياريت تسيبني و متجيش هنا تاني "

تحت وصاية خالتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن