هي مُجرَّدُ طالبةٍ بلطخَاتٍ من المَاضِي تظهَرُ عَلى رُوحهَا، تَرسمُ بالمشرطِ خُيوطا من الدّمِ القرمزي على رسغها لأنَّها تكرهُ الحياةِ التي هي في خضَمِّ عيشهَا و لتحجبَ الأصواتَ عن فكرها أما هُو فيكونُ أُستاذا الجَميعُ يتَّهِمهُ بالعبثِ و البُرودِ كأ...
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشوست رؤيتي و لم أقوى على الإستقامة لكي أوقف النزيف.
أصبت بالدوار فإستندت على رخامة المطبخ أحاول إسترجاع توازني و الإرتجاف مليئي.
دخل مينهو المطبخ بسبب الضحيج الذي أحدثته فوجدني بتلك الحالة المثيرة للشفقة و شعرت بالخزي لأنه رآني في أشد أوقاتي ضعفا.
لم أستدرك ما يجري لكنه هرول نحوي ممسكا بيدي ثم فتح الحنفية واضعا يدي تحت المياه.
كيف له أن يكسرني ثم يخاف على أذيتي هكذا؟
و لما يبدو لي من ملامحه أنه قلق؟
ليس عليه أن يكون بذلك الإنفصام.
يكسرني عاطفيا و يستفزني على الدوام حتى أنه يده إمتدت علي بالماضي.
لكن لما هو خائف علي هكذا الآن؟
هو ليس والدي الحقيقي!
ليس له الحق في أن يؤذيني علي أو حتى يقلق علي!
سحبت يدي التي قام بإمساكها محاولة التنحي عنه و الخروج من المطبخ لكن قدماي لم تسعفاني مطلقا الإتجاف لا يزول و ما إن كدت أهوي على الأرض شعرت بإنحناء جذعه نحوِي و إسناده لي بكلتا يديه.
لما عليه التصرف كما لو أنه يهتم؟
أنا لا أريد منه إهتماما يذكرني به لاحقا بأنّهُ عطفَ عليّ و مدّ يد العون لي.
شزرني بـ إرتباك يسألني عن حالي.
هل أنتِ بخير؟ أ يمكنك السير بينما أسندكِ بذراعي هكذا؟
أضاف يتسائل عن مقدرتي على السير فأومأت له أتمسك به بهدوء.
لا أمتلك أية طاقة كي أقوم بسؤاله عن سبب تصرفاته الجيدة أو مجادلته بل لم تعد لدي طاقة لفعل أي شيء.
