هي مُجرَّدُ طالبةٍ بلطخَاتٍ من المَاضِي تظهَرُ عَلى رُوحهَا، تَرسمُ بالمشرطِ خُيوطا من الدّمِ القرمزي على رسغها لأنَّها تكرهُ الحياةِ التي هي في خضَمِّ عيشهَا و لتحجبَ الأصواتَ عن فكرها أما هُو فيكونُ أُستاذا الجَميعُ يتَّهِمهُ بالعبثِ و البُرودِ كأ...
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
لم تعرف إن كان ما قد إلتقطته أذناها بهفوة منه صحيحا و عادت بخطواتٍ ثابتة و أعينٍ مُعلَّقةٍ على هيأته راغبة بالتَّحقق مما سمعته حتى تتبيَّن صدق كلماته.
أو بصيغة أخرى جديته التي لم تخفى عنها فمعاشرتها و قُربها من طبيبها يجعلها تُميز جدية ما يقول من سُخرياته و حتَّى الكلمات التي تغادر قلبه بدلا من فاهه.
أ كُنتَ على عِلمٍ سابقٍ بخروجي قبل اليوم!
بوجه مرتبكٍ، كلماتٍ مبعثرة و من بين السلسلة المتشابكة من الأفكار التي تبادرت إلى ذهنها سألته عن مدة الفترة التي كان فيها على دراية بخروجها.
تمركزت حدقتاه بـبؤبؤيها المتسعين يتأمل الحيرة فيهما و التي قد أيقن من خلالها فعله الذي كان بعيدا عن الصواب بأميال.
إبتلع ريقه بصعوبة للشعور الذي إلتبسه كروحٍ متمردة إستوطنت جسده حين شعر بالذنب لما أملاه عليه قلبه الذي أمسى كالبيدق الذي تُسيره المشاعر.
عاد للإقتراب لها بعد أن وسّعت المسافة بينهما حين كانت تدور بفراغ الغرفة التي حَوتْ كليهما.
كان يُخاطب ذاته باطنيًا مع كل خطوة قد خطاها نحوها.
هل ستتقبَّلين أعذاري إن إنبثقت الحقائق من ثغري دون ما يَحجب أي مشاعر بها أو حتَّى دوافعٍ قادتني فسِرتُ و إياها على ذاتِ الموكب في هذه الملحمة؟
يسارها لم يكن في ثورانٍ بل كان هادئا كما لو أنه على حرب باردة مع خافق الآخر.
و هو الذي كان هادئا كالسكون الذي تُخلِّفه تلك الهنيهة ما قبل قدوم الرياحِ العاتية في الأرجاء.
ذاك السُّكون الذي يُعكِّره و يَحجب الرَّاحة به دَوِّيُ الرياحِ حين فَترة هِياجِها و صَفيِرها المُخيفِ المُقلق للإنسيِ الجبان.
فسؤال هوسوك كان كالنَّصل بحديه لذا إن تقبلت ما فعله محلِّلة حُروفه بِواسطة قلبها و المشاعر التي تتدفق بشرايينها نحوه فسيكون لحسن حظه أن جهة النصل كانت اللّينة.
